حسنين جابر الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 15:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الضغط بكل الاحوال يولد انفجارا ، ولاسيما اذا كان الضغط مستمرا وفي كل الاتجاهات ، مما لا يجعل متنفسا ولو صغيرا ليعط المجال ، يؤسس بعدها لحالة من التكرار في المشكلة وتكرار في الحل ، وتكرار في التخدير ، بدوره ولد حالة كساد في كل المفاصل ، شلل في الجانب الاقتصادي وآخر في السياسي وثالث في الثقافي ، وكان ولايزال في بعض المناطق من يبرز من أجل فك الشلل ، ولكن ( البسمار البارز يضرب بالمطرقة ) كما يقول المثل الياباني ، فعلاً البارز يضرب حتى يمحى مما يسبب فعلاً اقصائياً في المرغوب ، وبقاءٍ للمشوب، فبعد هذا الضغط الكبير على الشعب بتكميم الافواه، وإبعاد الكفوء ، نلحظ ثمة غلاسنوست عراقي واضح في شوارعنا ، إذ إن الغلاسنوست بمعناه الجهر بالرأي نلحظه اليوم في كل مكان عراقي بتغير لغة الخطاب من وإلى، وتغير في مستوى التعامل ، والأكثر تغير في مستوى الفهم، وكما يقول المثل الهندي ( اَلام اليوم يمحوها هتاف الناس غداً ) ، اذا كان الهتاف موحداً وضمن أطر معرفية ، يغير الحالة بصورة أو أخرى على الرغم من وجود المعرقلين والمبعدين والمسيطرين ، إلا أن معرفة الأهداف ووضوحها سيغلق الباب أمام المتصيدين بالماء العكر، لماذا؟ لأن وضوح الأهداف سيقلل المخاطر ويغلق الابواب أمام من يعرقل المسير ، لأنهم وبكل صراحة بحثوا عن الخاص قبل العام ، وقربوا القريب وبعدو البعيد ، مما حصل حالة من التهويل السلطوي ، لأن الإعلام والمال بأيديهم فيحدث حالة الارتفاع والانتفاع ، فالجهر بالرأي أعطى حافزا للهدف ان يتحقق من خلال كشف الحقيقة أمام المجتمع وكما يقال ( الساكت عن الحق شيطان اخرس ) ، وأعتقد جازما بأن اخراس الألسن هو أولى الأولويات لأنها تكشف المستور ، فمتى ماينكشف ستتضح الأمور ويكون الجهر خارج المألوف، مما يخلق جوا عاما للبحث لان واحدة من أهم مرتكزات البحث العلمية التنقيب والوصول إلى الحقيقة ، وإلا كيف نحصل على الحقيقة من غير تعب ، وإذا تعبنا من غير فائدة ،فمعناه هناك خلل في معرفة الوجهه مما يصعب علينا كشف الخيط الأبيض من الأسود حتى وان جهرنا باصواتنا إلى مئات السنين ، بينما الجهر مبكرا هو كشف مبكر ويحل المشكلات مبكرا، وغدا يتضح كل شيء.
#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟