رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 09:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعلَّ نسبةً مبهمةً وعاليةً من التضخّم اللغوي والمالي تفترشُ ثنايا العنوان اعلاه , ولعلّ اكثر من ذلك هو ما يشكّله هذا العنوان من استفزازٍ لسيّد عبد المهدي وطاقمه المتصدّي ليس للمتظاهرين فحسب , وانما معاقبته للشعب العراقي بسلبه حقّهم العالمي في حجب شبكة الأنترنيت عنهم , كما أنّ حالة الأستفزاز هذه لابدّ أن تكون موصولةً الى الى سادة – قادة احزاب الإسلام السياسي كذلك .!
لكنّ الأمرَ في الحقيقة هو غير ذلك اذا ما تعمّقنا في النظرِ في الفرق بين عنوان هذه المقالة وبين تفاصيلها , بالرغم من أنّ الفرقَ هذا هو ارفع سُمْكاً من شعرةِ معاوية .! , كما أنَّ العلاقة الجدلية والعضوية بين فحاوى المقال وعنوانه هي خفيفة الدم وسريعة الهضم , وسريعة الإمتصاص ايضاً , فكرياً وسيكولوجياً واقتصادياً .!
في ولوجٍ خاطفٍ الى قلب الحدث .! , وكأنه من خلال الأدراك المتسارع والفائق السرعة للدور الذي لعبته ال < توك توك > منذ الأيام الأوائل لإنطلاق التظاهرات في نقل المصابين والقتلى والجرحى الى خيم ومراكز الأسعافات الأولية والمستشفيات القريبة من ساحة التحرير , فقد سارعت الهند والصين بإعادة تصنيع آلافٍ مؤلفة لنماذجٍ ومجسماتٍ صغيرة الحجم لعجلة ال" توك توك " ومن كلا الصنفين المعدني والبلاستيكي وتصديرها الى العراق , وبدا أنّ التصدير جرى بواسطة طائرات الشحن وليس عبر السفن والبواخر لأجل اختصار عنصر الزمن وافرازاته المربحة , مما جعل المحال والمولات والأسواق العراقية تعجّ وتضجّ بهذه البضاعة ذات البعد الستراتيجي والعاطفي والسياسي , وَ وسْطَ إقبالٍ جماهيريٍ هائل على اقتنائها وشرائها , وبالفعل فأنّ الشركات الصينية والهندية قد حققّت ارباحاً كبيرة من هذا " النتاج ! " قبل تسميته بأنتاج .!
بقيَ و يتوجّب أن نذكر بأنّ ما يُصطلح عليه بِ < توك توك > هو ليس بتعبيرٍ من اية لهجاتٍ عربيةٍ محلية او دارجة سواءً في العراق او في مصر او سواهما , فمن خلال متابعاتنا لاحظنا أنَّ عبارة " TOK TOK " مكتوبة ومنقوشة على خلفية هذه العجلة المحوّرة والمطوّرة , بالإضافة الى طرحنا لوابلٍ من الأسئلة على بعض سوّاق هذه المركبات الصغيرة وعن تفاصيلها وأبعادها الآنيّة .! , ومن زواياً متعددة , ويتحتّمُ علينا وعلى غيرنا الإشادة القصوى بالخُلُق والنُبُل الرفيع لكلّ الذين يقودون ال " توك توك " في رفضهم قبول اية مبالغ لنقل الزوار الى ساحة التحرير من المناطق المجاورة والقريبة اليها , ذهاباً وإياباً ايضاً .. إنّها معركة الوطنية – الإنسانية .
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟