أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - ماذا نقول لرسول الله في ذكرى مولده؟














المزيد.....


ماذا نقول لرسول الله في ذكرى مولده؟


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 9 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسول الله العظيم محمد ابن عبد الله خاتم الأنبياء عليك الصلاة والسلام؛ كنت يتيما أمينا مكافحا عنيدا باحثا عن الحقيقة لا تملك من حطام الدنيا شيئا، وصنعت معجزة بتوحيد قبائل العرب التي عاشت في تجمعات بدوية مفكّكة، دائمة التنقل، متخاصمة شديدة القسوة تعتمد في حياتها على العصبية القبلية والغزو والقتل والظلم والنهب والسلب، وقمت بدور محوري في تغيير تاريخ البشريّة، وبناء امبراطورية إسلامية.
لقد قبلت التشريف الإلهي باختيارك خاتما للأنبياء، واستطعت بإصرارك وعظمتك العقلية والفكرية أن تبلغ رسالة ربّك السماوية لبدو الجزيرة العربية وتقنعهم بقبولها، وتهديهم إلى الوحدانيّة، وتخلّصهم من الجهل وعبادة الأصنام، وتوحّدهم بما أنزل عليك من ربّك، وتحفزهم ليكونوا روّادا في بناء إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس قدّمت للبشريّة خدمات جليلة بعلومها وإبداعاتها الفكريّة، وساهمت مساهمة فعّالة في بناء الحضارة العالمية.
كانت أمّتك يا رسول الله أمّة لها مكانة عظيمة ومميّزة بين الأمم، فكان العالم يهابها، ويحترم عدالتها وحرصها على أبنائها، ويخاف من قوّتها، ويتعلّم في مدارسها وجامعاتها ومكتباتها ومساجدها، ويقلّد ثقافاتها وعاداتها وقيمها، وينظر إليها كأمة عالية الأخلاق متحضّرة، ومجدّدة في اختراعاتها وخدماتها للبشريّة جمعاء، وكنت فخور بها وتتباها بها بين الأمم على الرغم من أنك كنت تعلم وكما ذكرت في أحاديثك أنه سيأتيها يوم تجهل وتضعف فيه، وتتقوقع وتنغلق على نفسها، وتنحدر قيمها وأخلاقها، وتفقد معظم ما حقّقته من تقدّم وعزّة، ويتراجع نفوذها وتنحطّ مكانتها بين الأمم؛ وهذا للأسف ما حدث!
إن أمتك الآن غنية بعددها، فقيرة جدا بنوعيّتها، ولا قيمة لها بعدّتها. إنها ضعيفة ممزّقة جاهلة منافقة مستسلمة وذليلة، فقدت بوصلتها وأصبحت أضحوكة يبتزها ويتحكم بها أعداؤها. لقد إبتلاها الله سبحانه وتعالى بحكّام طغاة ورجال دين منافقين مرتزقة خانوا أمانة ربّهم وأمانتك، وأمعنوا في إذلالها والتآمر عليها مع أعداء الله وأعدائك، وأبدعوا في قهرها وتجهيلها حتى أصبحت كلها من طنجة إلى جاكرتا " غثاء " كما ذكرت، ولا حول لها ولا قوة.
فماذا نقول لك في ذكرى ميلادك؟ لقد ارتكبنا جرائم لا حصر لها بحق أنفسنا وبحق ديننا؛ فالإسلام الذي كلّفك الله بنشره وأعليت به إنسانية الإنسان شوّهناه، وأبعدناه عن أطره الصحيحة وجمّدناه، وفسرناه وسخّرناه لخدمة الحكام الفاسدين الطغاة، وتفرّقنا وانشغلنا بالنهب والسلب والاستبداد كما كان يفعل الذين حاربتهم انت والخلفاء الراشدين، وتنازلنا عن قدسك التي انطلقت منها إلى السماء في اسرائك ومعراجك، وانطلق منها عيسى المسيح الى السماء لينعم بالخلود الأبدي لأعدائنا، وعدنا إلى القبلية يغزو ويقتل بعضنا بعضا.
إننا أمة ضائعة لا أمل لها في الخلاص من محنها المتعدّدة إلا بفهم الدين كما بلّغته أنت لنا، أي بفهمه فهما مستنيرا صحيحا يعلي شأن الإنسان ويحترم عقله، ويحرّره من قيود الجهل والقبلية والمذهبية والطائفية، ويحافظ على كرامته، ويجل التفكير ويشجّع التغيير البناء، ويضمن حقوق أهل الكتاب والآخرين، ويحارب الظلم والظالمين والمنافقين، ويرفض الذل والخذلان، ويعالج مشاكل العصر بأسبابها ومعطياتها.
اننا نعتذر لك يا رسول الله، ونؤكد لك أننا ما زلنا نثق بأن هذا الليل سينجلي، وستشرق الشمس على عالمنا من جديد بفضل جهود هذا الجيل الجديد والأجيال القادمة التي تعلمت وتتعلم من فهمك للدين، ومن تضحياتك وتسامحك وحبك للناس أجمعين؟



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم من الجرائم ارتكبت وترتكب باسم الدين؟
- العالم يتّحد ويتكتّل ونحن نتفرّق ونعود إلى القبليّة والطائفي ...
- النظام الطائفي اللبناني في مأزق
- فوز قيس سعيّد بالرئاسة التونسية نصر للديموقراطية في الوطن ال ...
- أمريكا وخيبة أمل من يثقون بها من الحكام العرب
- هل بدأ الشعب العربي يستيقظ من سباته؟
- الأحزاب السياسيّة الإسرائيليّة لا تريد حلاّ سلميّا ومتّفقة ع ...
- انها بلدة عقربا .. أيقونة فلسطينيّة بجمالها وتاريخها ورجالها ...
- الوطن العربي ... دويلات يحكمها أعداؤها
- أمريكا لن تتورّط في حرب مع إيران من أجل عيون العرب
- السعودية وكابوس حرب اليمن!
- يتحالفون مع نتنياهو ويستنكرون نواياه بضم المستوطنات والأغوار ...
- ترامب، وكوشنر، وبيركوفيتش وسياسة الخداع والاستهتار بالدول وا ...
- الدولة الأردنيّة وتجاهل إرادة الشعب
- أعداء حزب الله اللبناني شهود على وفائه ومصداقيّته
- جرائم قتل النساء العربيّات التي يسمّونها - جرائم شرف -
- حكومات رامي الحمد الله: فشل وفساد
- المؤامرات ضدّ الأمّة العربيّة صناعة عربيّة
- الصهاينة يخطّطون لترحيلنا من غزّة والضفة ونحن نزداد انقساما ...
- الهان عمر ورشيدة طليب وكشف حقيقة إسرائيل للشعب الأمريكي


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - ماذا نقول لرسول الله في ذكرى مولده؟