أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - بعض العرب إذ يحللون نووية إيران















المزيد.....

بعض العرب إذ يحللون نووية إيران


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مناقشات جانبية على هامش " منتدى الديمقراطية و التنمية و التجارة الحرة" السادس الذي عقد في الدوحة في الشهر الماضي، و كان لي شرف المشاركة فيه بدعوة كريمة من القائمين عليه، ازددت يقينا بأن بعض المثقفين من النخب العربية المعروفة لا يزال يقرأ و يحلل الأحداث بمنطق عاطفي عفا عليه الزمن و ثبت فشله مرارا و تكرارا.

لن أتحدث هنا عن حماسهم للمشروع النووي الإيراني و استبسالهم في الدفاع عنه وتصويرهم إياه على انه مفخرة للأمة الإسلامية و وسيلة من وسائل تحرير فلسطين والقدس. فذلك تردد بالمضامين نفسها من قبل، يوم أن أعلنت باكستان عن تفجيراتها النووية في عام 1998 وما تلا الحدث من إشادة عربية رسمية و غير رسمية بما سمي بالقنبلة النووية الإسلامية، قبل أن تنزع إسلام آباد الصفة الأخيرة عن قنبلتها و تعلن صراحة أنها موجهة حصريا لخدمة مصالحها الوطنية و تحقيق التوازن العسكري مع الهند.

و لن أتحدث عن إقحامهم لنووية إسرائيل في معظم المناقشات التي دارت على مدى ثلاثة أيام، دون أدنى اكتراث بما يشكله المشروع الإيراني من مخاطر على شعب الخليج و امن الخليج و بيئة الخليج الذي حلوا في ضيافة أبنائه. فذلك أيضا موضوع كتب فيه المختصون عشرات المقالات و استشهدوا خلالها بأمثلة عديدة لما يمكن أن يحدث، ولا سيما لجهة تسرب الإشعاع النووي و تلويثه لمياه بحيرة الخليج التي هي مصدر حياتنا.

إنما سأقتصر حديثي على السيناريو العجيب الذي تفتقت أذهان بعضهم عنه، و مفاده أن طهران تدرك جيدا ما تفعل، و أنها تصعد حاليا لتطرح في نهاية المطاف مبادرة سلمية لملفها النووي تقضي بإغلاق هذا الملف نهائيا " مقابل إزالة إسرائيل لمنشآتها النووية و إيقاف برامجها العلمية ذات الصلة". و اعتقد انه لولا بقية حياء لقالوا "مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة". هذا على الرغم من أن طهران لم يترشح عنها في أية مناسبة ما يؤشر إلى ذلك، بل ظلت تكرر انه لا رجعة عن خططها النووية وتهدد بقطع اليد التي ستمتد إليها.

و يذكرنا هذا السيناريو العجيب بما حدث بعد وقت قصير من الغزو العراقي للكويت صبيحة الثاني من أغسطس 1990، حينما تقدم الرئيس المخلوع صدام حسين بمبادرة كان يعلم مسبقا استحالة قبول العالم بها، لأنها ببساطة كانت ستسجل كسابقة تعطي المشروعية للأنظمة الشمولية لابتزاز المجتمع الدولي عن طريق الغزو المسلح. هذه المبادرة التي قايض فيه صدام انسحاب جيشه من الكويت بانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية و غزة، ثم ما لبث أن تلقفها بعض النخب العربية و راحوا يروجون له بحماس كحل وحيد للازمة، و هم يرددون في دواخلهم " إما تحرير الأراضي الفلسطينية و إلا فليذهب الكويتيون إلى الجحيم".

بعيدا عن هذا السيناريو، لكن في السياق نفسه، تساءل بعض العرب المشاركين في المنتدى في معرض تدليلهم على ازدواجية السياسة الأمريكية، عن أسباب عدم تعامل واشنطون مع الملف النووي الإيراني بالطريقة التي تتعامل بها مع نووية كوريا الشمالية، في إشارة إلى قيام واشنطون بالبحث عن حلول لازمتها مع بيونيانغ عن طريق اللجنة السداسية المكونة من الدولتين إضافة إلى اليابان و كوريا الجنوبية والصين و روسيا، و التي بدأت جولات من المفاوضات العسيرة ابتداء من عام 2004 لكن دون تحقيق أي تقدم حتى هذه اللحظة.

و الإجابة بطبيعة الحال بسيطة و يعلمها كل مطلع عن ظروف الملفين شديدي التمايز و الاختلاف، و التي ليس بينها ما قيل من أن نووية إيران تهدد إسرائيل فيما نووية كوريا الشمالية لا تشكل تهديدا للدولة العبرية كتفسير لاختلاف الموقف الأمريكي. فبقدر ما يرى الأمريكيون في البرنامج النووي الإيراني تهديدا لحليفتهم الاستراتيجية الإسرائيلية و مصالحهم في منطقة الخليج، فإنهم يرون في مخططات بيونغيانغ تهديدا أيضا لمصالحهم و لحلفائهم التقليديين في اليابان و كوريا الجنوبية و تايوان.

في أسباب اختلاف الموقف الأمريكي، يمكن بإيجاز إيراد النقاط التالية:
أولا : إيران رابع اكبر مصدر عالمي للنفط و إحدى الدول الرئيسية في إنتاج الغاز الطبيعي في العالم، و بالتالي فهي بلد غني و ليست دولة جائعة يمكن مساومتها حول برامجها النووية بالمساعدات الاقتصادية كما في حالة كوريا الشمالية. و هذا يلغي عنصرا هاما هو محور المفاوضات السداسية.

ثانيا: على عكس كوريا الشمالية التي تعيش أجزاء كبيرة من أراضيها في ظلام دامس، و بالتالي تتخذ من حاجتها الماسة إلى الطاقة مبررا لبناء المفاعلات النووية، فان احتكام إيران على ثروة هائلة من النفط و الغاز يطيح بالمبررات التي تسوقها أمام العالم لخوض التجربة النووية، و يخلق قلقا حول وجود نوايا أخرى لديها.

ثالثا: تعتبر إيران قوة إقليمية مركزية لا توازيها أية قوة أخرى في المنطقة لجهة المساحة أو السكان أو القدرات الحربية و التصنيعية، و بالتالي لا توجد دولة إقليمية تملك نفوذا عليها أو لها دالة على أصحاب القرار فيها، بامكانها أن تساهم في تليين المواقف الإيرانية أثناء سير أية مفاوضات شبيهة بمفاوضات اللجنة السداسية. و هذا عكس الوضع في شمال شرق آسيا حيث للصين – و إلى حد ما روسيا - تأثير كبير على أصحاب القرار في بيونغيانغ بحكم مركزها الدولي و الإقليمي ثم بحكم الروابط الإيديولوجية المشتركة و العلاقات التاريخية الطويلة. وحتى لو افترضنا جدلا أن واشنطون وافقت على إدارة أزمتها الراهنة مع طهران من خلال لجنة تتمثل فيها الدول المجاورة لإيران إضافة إلى روسيا و الصين، فان الأخيرتين لا يتوقع منهما لعب دور مشابه لدورهما في محادثات اللجنة السداسية بسبب حرصهما على مصالحهما المتشعبة مع الإيرانيين، و هي مصالح لا تقارن إطلاقا بما لهما في كوريا الشمالية المعزولة.

رابعا: على العكس من كوريا الشمالية التي بنت قوتها النووية من منطلقات ابتزاز الغرب لجهة عدم المس بنظامه الشمولي الستاليني و تركه في حاله، فان برامج إيران النووية هدفها في نهاية المطاف تأكيد دورها كقوة إقليمية مهابة و قادرة على صياغة مستقبل و شئون منطقة الخليج الحيوية من منظورها وحدها. و يتداخل هذا الهدف مع المنطلقات، و هي في الأساس إيديولوجية بحتة يجسدها خطاب الجناح المحافظ الحاكم بقيادة الرئيس محمود احمدي نجاد، الذي لم يكف منذ وصوله إلى السلطة عن إطلاق أحاديث مشبعة بالروحانيات و الأساطير الدينية و مسئوليات إيران القيادية في العالم الإسلامي، مثل ضرورة خلق إيران قوية استعدادا لظهور الإمام المنتظر.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنغافورة كنموذج للمجتمع غير المسيس
- كل الطرق تؤدي إلى آسيا
- صناعة المعلوماتية ما بين الهند و الصين
- الشباب الكوري يقود ثورة تكنولوجيا المعرفة
- وزيرستان
- عبدالرحمن في قبضة العدالة
- رجل آسيا المريض يزداد عجزا
- المساواة الجندرية كحل لمعضلة اليابان الديموغرافية
- استباقا لازمة محتملة حول عرش الأقحوان
- من يمول التطرف و العنف في بنغلاديش؟
- خان عبدالولي خان
- الزيارة التي تأخرت نصف قرن
- آسيا تدشن العام الجديد بإطلاق تكتل جديد
- مرور عام على تسونامي: المشهد و الدروس
- لا يزال هناك من يحلم بالدولة الشيوعية
- أصبح الآن عندهم برلمان
- ما بين الرياضيات السنغافورية و العربية
- ملكية فريدة و ملك فريد
- نحو إقامة نظام نفطي آسيوي بقيادة الهند و الصين
- أفغانستان تؤكد هويتها الجنوب آسيوية


المزيد.....




- مباحثات قمة ثنائية بين بوتين وأردوغان على هامش -قمة شنغهاي- ...
- مصر: حكومة جديدة تؤدي اليمين الدستورية وتغيير في حقائب وزاري ...
- بين الإصلاحي والمحافظ كيف تختلف برامج المُرشحَيْن لرئاسة إير ...
- إصابة جنديين إسرائيليين في عملية طعن ومقتل أربعة فلسطينيين ب ...
- بعد فيديو تهديد سعوديين بأداة حادة.. السفارة في تركيا تصدر ب ...
- زاخاروفا: سيجد الأمريكيون ما يتهمون روسيا به بعد الانتخابات ...
- رئيس الوزراء الفرنسي: الجهود الرامية لمنع فوز الأغلبية اليمي ...
- الوزراء المصريون الجدد يوجهون رسالة
- المحميات السورية تهتز تحت قدمي أردوغان
- العالم يخمّن: على ماذا سيتفق بوتين وشي في أستانا؟


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - بعض العرب إذ يحللون نووية إيران