حكمت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / 4 - 18:58
المحور:
الادب والفن
( إلى سعاد، حصرا وذكرا )
بانتْ سعادُ بانَتْ
فقلبي اليوم مُتيمٌ إثرها
رغم باب السجن كان مفتوحا
وحَظّيَ مَتْبولُ
رغم التصاوير في آخر الليل
من أرض الرمال تأتيني
على جناح الأثير
ريشةً من تراب العصور
"أروى" في مدائنها عطشتْ
ترنو صوبَ بغدادَ
وخزائن الماء من حولها
لم تعد ترويها
وأغصان جنائنها ذبلتْ
ووعودُها عصافيرُ سَهوٍ
وتنكيلُ
فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ
هي الأميرة
وإنَّ أمانِيَّها تَضْليلُ
والقيروانُ
آهٍ من القيروان
ترابـُها الزعفرانُ
وريحُها المـجدُ
والزمان لها مسكٌ وتهليلُ
يَمْشي الجرادُ عَليْها
ثُمَّ يتلفه مِنْها
سَوَاقٍ وثمراتُ وجدٍ
وزفرات شوقٍ
ليس يفوحا
وأريجها لقد
لعبتْ به الشَّمولُ
بانتْ سعادُ
من آخر شارع البرتقال
على باب الجلادين تأتي الهوينى
وما إِخالُ لَدَيْنا مِنْ وصلها
إلاَّ بقايا الكأس فوق بطنها
التي بيضاء تشبه الحنان
وعطشٌ بثياب أفعى
ودربٌ من ذنوبٍ
وسيف من الغزوات مسلولُ
لقد أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ
حيثُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى
وإنْ غابتْ سماحتهُ
وَدَكَّتْ أمُّهُ أمَّ العشيرة
يَوْماً على فراش القتل مقتولُ
سعادُ بانتْ
بانتْ سعادُ
وسعادُ لم تَبـَنْ
وقلبُها لـمْ يُفْدَ مَكبولُ
نَحْنُ أدْرَى وَقد سألْنَا بِنَجْدٍ
أطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أمْ يَطُولُ
وَكَثيرٌ مِنَ السّؤالِ اشْتِيَاقٌ
وَكَثِيرٌ مِنْ رَدّهِ تَعْليلُ.
#حكمت_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟