أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور عمر - بلفور يطل من جديد














المزيد.....

بلفور يطل من جديد


نور عمر

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعفنت جثة الرجل الذي وعد بما لا يملك لمن لا يستحق، وربما نهشت جيفته الضباع، المهم أنه أداة بادت وانقضى وقتها، ولكننا لا نريد الاعتراف بذلك، فنحن أفضل من بكى على الأطلال.

لماذا نحن محتلون؟ من السخيف أن نعتقد أن تلك الورقة هي السبب، أو أن كاتبها المغالي في التذلل له أذرع خفية تنفذ إرادة الروثتشيلديين الذين يسيطرون على العالم بهيمنة الغموض الخفي فنعلق عليهم كل خطايا العالم.

نحن محتلون لأن كاتبها وقارئها ومصدرها ومنفذها أرادوا بها تجربة، لجس النبض فما كان منا إلا أن أنجحناها بما لا يدع مجالا للتصديق، ولو اجتمعت رفات بلفور لتقول شيئا لما وسعها تمالك نفسها من القهقهة على نكتة سلبت وطنا بل واستقر فيه من قدر لهم التيه في الأرض!

نحن محتلون بسببنا نحن، نحن محتلون لكي يكون لحسين المغرب تمثال لدى الصهاينة يشكرون به صنيعه، وليكون لحسين الأردن مخصص شهري ورثه من بعده وليكون للسيسي شيء من هذا وذاك وليكون للأسد نصيب تيس لم يسهل احتلال الجولان سوى تيس سبقه، نحن محتلون لكي ينال عبد العزيز آل سعود رضا برسي كوكس ألف مرة، فيجعل له حكما لا يقل حكما عن الاحتلال لأرض قدس، ويعربد كما اتفق مع إناث أو ذكران أو جماد أو حيوان، كله مباح طالما انشغل بالفرج والكرش. نحن محتلون لأن رئيس المحتلة أرضهم ينظر للاغتصاب كقوادة مربحة.
نحن محتلون لأننا نقفز عن محتلينا لنلوم الغائبين، ثم بكل بلاهة نلوم الورقة.

نحن محتلون لأننا لا نعترف بأن المؤامرات على بلادنا تقع فيها تحديدا وتدار من قبل ذات الرهط الذين ينادون بتحررنا وانعتقانا. الغرب يعرف ونحن "نستهبل" لذلك فهم لا يحترموننا حتى كأعداء، بل ينظرون إلينا كمن له سعر وسعره شهوة، مال أو جواري أو عرش أو سلطة، سعره معروف ولا يحترم لأنه لا يحترم نفسه في المقام الأول.

نحن محتلون لأننا كلنا فلسطين في ذكرى وعد طرطور الذي يحلو لنا استخدامه شماعة، ثم في اليوم التالي نعود لنرتاد ستاربكس ومكدونالدز وسواها من أرباب دعم الصهاينة بل ونتذرع بأننا لا يمكن أن نقاطع كيان الاغتصاب لأن طعم هذا و "براند" ذاك يطيب لنا. لسنا أقل شهوة من الطغاة الذين يمتطوننا ولسنا نستحق احتراما بذلك.

نحن محتلون لأننا بادئ ذي بدء أقمنا اتفاقيات سلام مع مغتصب بل وعادينا من يرفضها، كمن يرى أن المشكلة في عدم تفريج الضحية عن ساقيها وليست في الاغتصاب بحد ذاته.

نحن محتلون لأننا نمعن في الذل، فبعد أن أقمنا معهم معاهدات سلام والتزمنا بتكميم أفواهنا وتكتيف أيدينا، خرقوا المعاهدات، تخيل، فماذا كنا فاعلين؟ ما كان منا إلا أن استمرينا في الالتزام بل وبالغنا في إظهار حسن النوايا، حتى عابوا ديننا فعبناه معهم وامتدت أيديهم لسرقة أقواتنا فقلنا لهم لا والله نحن نقدمها لكم على طبق من فضة، ولو دخلوا جحر ضب دخلناه مبتسمين ببلاهة. في بعض الأحيان أعتقد أن أعداءنا يحاولون استفزازنا كمن يركل جثة علها تتحرك وهي جسد بلا روح، هانت وسهل الهوان عليها ولم يعد لجرح بميت إيلام.

نحن محتلون لأننا نتذرع باتفاقيات ووثائق بائدة لا يعترف بها أطرافها من الأعداء بل ويخرقونها باستمرار دون احترام للقانون الدولي، فنقوم بكل حماقة بالمثول أمام رواد نفس القوانين لتحكم بيننا، تغض طرفا عن عدونا وتلومنا وإن امتهنا دور الضحية حتى أصاب الدور نفسه القرف منا.

نحن محتلون لأننا ننادي بشعارات وطنية جوفاء لنتلقى مقابلها صرة من مال من هنا أو هناك. نحن محتلون لأننا نصلي على الحاضر، بماله وسلاحه. نحن محتلون لأننا نعبد الرجل الأبيض، أقذر الأعراق على وجه الأرض.

نحن محتلون لأننا نعلم أن المحتل وأدواته في الداخل تحاول بث بذور الفتنة بيننا بدين أو عرق أو سواها ومع ذلك نصلي لزارع الفتنة ونعادي المفتون من فصيل آخر يقف معنا على نفس الجبهة.

نحن محتلون لأننا نحسن الندب والعويل، على أندلس وفتوحات وانتصارات وتاريخ مجيد بائد، وظلام بائدين، مستعمرين ومستعملين ومندسين.

نحن محتلون لأننا نسعى لطوق عبودية وإن اهترأ وأصبح الفكاك منه سهلا، اخترعناه في خيالاتنا وعشنا به لنكون ضحايا إخفاقنا أولا.

نحن محتلون ليقيننا بأن لآل روثتشيلد يدا خفية لا تقل بطشا وقوة عن يد الخالق، ولا يد خفية لهم ولسان حالهم "وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي" ، فمن ذا الذي يكرهك على الاقتراض إلاك؟ أكان ذنب المغريات أن سقت نفسك إليها كبهيمة؟

نحن محتلون لأننا كالطير الذي ألف الأقفاص حتى ظن الطيران في سماء الحرية مرضا. نحن محتلون لأننا ننشغل بكل شيء إلا أن نعد لهم ما استطعنا من قوة، ثم نتعجب إن ساقنا أحدهم كبهيمة إلى حيث أراد.

في خضم الفتن، أعدوا لهم ما استطعتم من قوة. في الحرب والسلم المفبرك، أعدوا لهم ما استطعتم من قوة، في الثورة والفكرة بالقلم والحجر، أعدوا لهم ما استطعتم من قوة.
إن صمتا أو صوتا، إن مقاطعة أو مقارعة قربت أو بعدت، أعدوا لهم ما استطعتم من قوة.

ستبيد الأدوات وتبقى أنت، مالم تكن مستعدا ستساق إلى مسلخ ترفع رأسك لخطافه مرة واحدة وإلى الأبد.



#نور_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس ضحية من يتنفس حرية!
- لبنان يا قطعة سما...
- الصحافة الصفراء...متسول أخرس!
- مصحة لبنان الفينيقية
- فلسطين مرة أخرى!
- أين اختفى الشعب الإماراتي؟
- جوليا بطرس والتطبيع!


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور عمر - بلفور يطل من جديد