عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 07:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للشعوب نهجها في التعامل مع السلطة الحاكمة... فقد يتفجر غضب الشعب على السلطة لأسباب تتعلق بظرف أقتصادي ( كما حدث في لبنان وزيادة الضرائب على الناس) أو لأسباب تتعلق بالهوية والكينونة والوجود كما حصل ويحصل في هونغ كونغ..أو لأسباب تتعلق بمباديء الشعب وسلامته مع نفسه وتاريخه كما حصل في المظاهرة المليونية في لندن ضد الحرب على العراق وأحتلاله عام 2003 .
وها نحن نعيش اليوم ما كان البعض يظن أنه لن يحدث في بغداد.. وأقصد انتفاضة أو ثورة الشعب ضد سلطة حاكمة جائرة لم تستجب لمطالب الناس بتوفير سبل العيش الكريم والحفاظ على كرامة شعب عانى الأمرين عبر تاريخه الحديث من حروب وحصارات ونزاعات داخلية ومحاصصات طائفية تركت آثارها السلبية على تفاصيل حياة المواطن الذي أندفع الى الشارع غاضباً.. مطالباً بحقوقه التي ضاعت.. وهي هذه الحقوق في توفير الصحة للجميع مما كشفه تقرير وزير الصحة المستقيل، وهي هذه الحقوق في التعليم والأمان الشخصي والمجتمعي الى غير ذلك من حقوق كفلتها القوانين والشرائع السماوية.
وفي مجتمع شاب كمجتمعنا العراقي كان لابد للشباب من أن يلعبوا الدور الرئيس في أنتفاضة أو ثورة قادمة... وهكذا كانت الثورة الشبابية في الأول من تشرين أول الماضي معبرة عن وعي شبابي بالمشاكل التي يعاني منها الوطن، حيث الأحتباس السياسي والتخبط الأقتصادي وعدم الأستقرار والتمزق الأجتماعي... فكانت روح الشباب هي الحادي والموّجه والمفعّل.. فصارت ثورة شابة بيضاء نقية كنقاء وبراءة قلوب الذين عملوا عليها وأداموا زخمها... وعندي أن لكل فعل ثوري منتفض لابد من قيادة توجه المسيرة وتعقلن المناهج وترسم الخطط للحاضر والمستقبل... فإذا كانت السلطة الحاكمة ثعلبية ماكرة لها أذرعها وخططها المضادة للشباب وثورتهم.. صار من الضروري أن يسعى شباب الثورة الى أن تكون لهم خطتهم وأفكارهم ومطاليبهم ومنهج عملهم لتحقيق المطاليب وبما يضمن نجاح خطة الثورة.
لقد أستصغرت السلطة الجائرة أمكانيات الشعب المقهور، فراحت تكذب على رؤوس الأشهاد، وتزوّر الحقائق... وراح المسؤول فيها يضع أرقاماً فلكية لأموال يعد بأنها ستصرف لخدمة الناس وهو يعلم جيداً أن ذلك لن يتحقق ولن يكون... ليس لأن العراق بلد فقير ولكن لأن الفساد وأستغفال الشعب قد غمط الحقوق وأخّل بأقتصاد البلاد، حتى بلغ الفساد هذا مبلغاً لا يمكن السكوت عليه... فقال الشعب أن السيل قد بلغ الزبى.
أنها ثورة الشباب التي فاجأت السلطة وحكّامها الظالمين.
ولعلنا سنشهد في بغداد ما يتمناه كل وطني غيور يؤمن بالعراق وطناً واحدا موحدا حراً ومستقلاً... وبالعراقيين شعباً كريماً.. عاش ويعيش مع نفسه بعزة وكرامة.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟