أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوالفضل - الموت كأس














المزيد.....

الموت كأس


محمد أبوالفضل

الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 22:42
المحور: الادب والفن
    


قال الشاعر :
فكم من صحيح مات من غير علة

وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر

الموت كأس والكل شاربه ... فالموت لا يفرق ولا يعرف صغيرا ولا كبيرا، لا يفرق ولا يعرف غنيا ولا فقيرا بل الجميع سيتجرع كأسه والجميع إلى فناء وسيذهب ومعه عمله فقط ، ولن تبقى إلا السيرة الحسنة الطيبه ، ومن يظن أنه مخلد فيها فهو مجنون، لأن الخلود لله وحده سبحانه وتعالى
" لمن الملك اليوم لله الواحد القهار "

حديث الموت هو جملة قالها ابن غني جداةلأمه مزحا وهي لم تمزح ردا على كلامه ، قال لها أمى موتي حتى أرثك، فنظرت إليه الأم وصمتت قليلا ثم قالت الموت لا يفرق بين المريض والمعفى ولا يعرف صغيرا ولا كبيرا يا بني، أي قد تموت أنت قبلي وأنا التى أرثك!

مما لا شك فيه أن هذه الأم قالت كلماتها تلك من وراء قلبها فليس هناك أم تتمنى أو تقبل وفاة أبنها فلذة كبدها قبلها، وليس هناك أم تقدر على تحمل موت أبنها قبلها، فالأم أرحم من كل الكائنات البشرية على فلذة كبدها بعد الله سبحانه وتعالى.

وأجمل ما في الموت أننا متساوون الغنى والفقير الملوك والرعيه، نخرج من الدنيا بأسمنا فقط، لا دكتور ولا وجيه ولا مسكين، الجميع سيخرج بأسمه وبلحافه الأبيض، فليس للكفن جيوب كلا ينتظر الحساب، إما جنة أو نار، فينقطع العمل إلا من ثلاث، دعوة خالصة من ولد صالح وعمل طيب وصدقة جارية.

ولكن علينا أن ندرك أن الموت النهائي أفضل ألف مرة من الموت ونحن أحياء، فهناك موت الكرامة والعلاقات الأنسانية والمروءة والأخوة وهناك موت المشاعر والأحاسيس وهناك موت الصداقة وهناك موت القرابة وصلة الأرحام وجميعها موت بطيء وصعب مرير ، ذلك أنك في بعض الأحيان تشتاق للأحياء وهم بعض منك ولا تصلهم، فيما لو كانوا أمواتا أنت مؤمن بأنهم عند رب رحيم كريم.

نتجادل نختلف ونفترق نتبغاض نتحاسد ونقتل بعضنا بعضا ونحن لا نعرف أن العيش بسلام ومحبه مع بعضنا أفضل مليون مرة من الجدال والتباغض والأنقسام ، ولا ندرك كم الحياة ستكون سعيدة مريحه في ظل التعايش مع بعضنا البعض.

نحن لا ندرك ولا نريد أن ندرك بأن النفس البشرية أمارة بالسوء ظالمة لصاحبها ولا تجعله يرتاح إلا إذا أخذته العزة بالإثم، ووأد العلاقات التي بينه وبين أحبابه ويا لمرارة الشعور والألم الذي يعيشه وهو بعيد عمن يحبهم ويحبونه ولكن هذا هو حال الدنيا، بالمقلوب دوما!

كلنا مسافرون والدنيا فانية ولن تدوم لأحد، ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله صل الله عليه وسلم حى وباق مخلد فالموت قادم قادم لا محالة، والعالم فقط، العالم الذي يعرف بنهاية الدنيا هو الذي ينشر السلام والمحبه والمودة والعيش الكريم بين الناس، وهو الذي يبدأ بالكلمة الطيبة الحسنه قبل كلمة السوء.

يحكى عن شيخ المرسلين سيدنا نوح عليه السلام: أنه جاءه ملك الموت ليقبض روحه بعد أكثر من ألف سنة عاشها قبل الطوفان وبعده، فسأله سؤالا : يا أطول الأنبياء عمرا كيف وجدت الدنيا؟ فقال له عليه السلام : كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر......فليرحمنا ويرحمكم الرحمن الرحيم



#محمد_أبوالفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأشاعات وعصر الرقمنه
- عراقنا يا عرب
- بيع روحك مين الجانى مين
- قوة القلم
- عملية أستشهاد وطن
- مرايا الحب عمياء
- التطوع الجماعى الحق
- الوطن الوطن ثم الوطن
- المثقف ومكافخة الأشاعة
- التسلط آفة وحشية
- دكتاتورية الشعوب
- نهضة التعليم


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوالفضل - الموت كأس