|
تمخض الجبل فولد القرار 2494 -- Analyse de la résolution 2494 du conseil de sécurité
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6395 - 2019 / 10 / 31 - 20:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمخض الجبل فولّد القرار 2494 -- Analyse de la résolution 2494 du conseil de sécurité بعد مخاضات عسيرة ، وحبس لأنفاس طرفي الصراع ، خاصة جبهة البوليساريو التي رمت بكل بيضها في سلة مجلس الامن ، مخطئة في تصورها وفي تحليلها ، انّ هذه الدورة ستجيب على أسئلة الجبهة المعقدة ، وستلبي بشكل او بآخر ، ربما الجزء اليسير من مطالبها الخاصة بحقوق الانسان ، حيث كانت تتوقع ان تضغط الولايات المتحدة الامريكية ، لتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الانسان ، جاء القرار 2494 الذي أصدره مجلس الامن ، مخيبا لآمال جبهة البوليساريو ، ومخيبا اكثر للجزائر التي احست بتراجع موقفها في الساحة الدولية ، خاصة بعد اللطمة القوية التي وجهها لها الرئيس فلادمير بوتين ، كصديق عندما ابعد وبطرق مشروعة ، الجمهورية الصحراوية من حضور لقاء سوتشي بروسيا الاتحادية ، بين روسيا وبين الاتحاد الافريقي ، عندما اشترط لحضور الدول عضويتها بالأمم المتحدة .. وبعد التذكير بجميع القرارات التي اتخذها مجلس الامن في حق نزاع الصحراء الغربية ، فان القرار الأخير الصادر 2494 الصادر في أكتوبر الجاري ، لا يختلف من حيث الشكل والمضمون ، عن جميع القرارات السابقة ، وكأننا امام قرارات منسوخة عن ما سبقها من قرارات سابقة . هكذا سنجد انه باستثناء التمديد لصلاحية المينورسو لسنة كاملة تنتهي في 31 أكتوبر 2020 ، بعدما كانت ستة اشهر ، ودائما بضغط من الولايات المتحدة الامريكية ، التي تملك لوحدها حل القضية بنسبة 00/100 ، فان القرار الأخير 2494 ، لم يأت بجديد لصالح اطراف النزاع بالمنطقة ، بل ان القرار من حسناته ، انه ركز على اعتبار الجزائر الملطومة ، طرفا رئيسيا في الصراع ، ما مع سيتبع ذلك من ترتيب المسؤولية القانونية ، عن أي تصرف قد تقوم به خارج منطوق القرار 2494 . وبالرجوع الى القرار ، فإننا سنجد بعض الإشكالية التي تثير اللبس والغموض ، حين ينص القرار " بانّ الوضع القائم في ( الإقليم ) --- لاحظوا استعمال لأول مرة كلمة إقليم – غير مقبول ، وبأن مسألة تحقيق تقدم في المفاوضات ، أمر غاية في الأهمية ، لتحسين ظروف عيش ( سكان ) الصحراء الغربية ---- لاحظوا استعمال القرار لكلمة ( سكان ) ، وبناء عليه دعا المجلس طرفي النزاع الى استئناف المفاوضات ، تحت رعاية الأمين العام ، دون شروط مسبقة ، وبحسن النية ، مع مراعاة الجهود المبذولة من عام 2006 ، والتطورات اللاحقة ، بهدف تحقيق تسوية عادلة ودائمة ، التي تنص على تقرير المصير للشعب الصحراوي ، بما يتفق مع المبادئ العامة للأمم المتحدة .. " ان التساؤل الذي يطرح هنا ، ماذا يقصد مجلس الامن باستعماله لكلمة ( سكان ) ؟ ثم كيف الخلط بين كلمتين دلالاتهما السياسية مختلفة ، وهما كلمة ( سكان ) ، وكلمة ( شعب ) ؟ فهل ما يقصده مجلس الامن بكلمة سكان ، هم الأشخاص الذين ينتمون الى الأرض ، لكنهم لا ينتمون الى شعب الصحراء الغربية ؟ وهنا هل المقصود الأشخاص التي انتقلت للعيش في الصحراء منذ 1974/1975 ، ام المقصود الصحراويين الذي ليسوا من البوليساريو ، والذين يشكلون ضغطا قويا ، في رسم وتحديد مسار المناطق المتنازع عليها ؟ ثم لماذا هذه المرة استعمل مجلس الامن كلمة ( الإقليم ) ، وهذه دلالة ساطعة على اعتراف المجلس بمغربية الصحراء ، وان لم يكن الامر كذلك ، لماذا لم يستعمل مجلس الامن بدلها كلمة ( الأراضي ) المتنازع عليها ؟ ان هذا التداخل ، من جهة يلعثم الوضع ، ومن جهة يترك لجميع الفرقاء ، هامش من الاستعمال ، بتفسير صلب وجوهر القرار ، بما يتناسب ويتماشى مع اطروحته ، وفهمه لأصل الصراع بالمنطقة . مجلس الامن بهذه الحربائية المقصودة في تدبيج القرارات ، يكون قد استخدم سياسة الكياسة والترضية لأطراف النزاع ، دون تفضيل طرف على آخر ، أي إعطاء بصيص من الامل ، وليس الامل كله ، الذي لُبّه وجوهره ، هو ادامة ستاتيكو بالمنطقة ، ما دام ان مجلس الامن غير متسرع ، وغير مضغوط عليه ، لحسم النزاع بقرار طبقا للفصل السابع من الميثاق الاممي .. كما انّ عند التدقيق في القرار 2494 شكلا ومضمونا ، وكغيره من القرارات السابقة ، سنستنتج ان الواقفين وراءه ، يكونون قد زرعوا فيه بذور استحالة فض النزاع ، طالما لم يتحقق شرطان اساسيان ، تنص عليهما جميع القرارات ، وهما شرط الموافقة ، وشرط القبول ، أي ان أي حل يستحيل تبنيه ، إذا لم يحظ بموافقة وقبول جميع اطراف النزاع . والسؤال هنا : هل النظام المغربي سيقبل وسيوافق على الحل الجزائري ، ومعها جبهة البوليساريو ؟ وهل الجزائر والجبهة ، سيوافقان ، وسيقبلان بحل النظام المغربي ؟ انه المستحيل ، لانّ أي نظام سيوافق ، وسيقبل بحل الطرف الاخر ، يعني إعدامه وسقوطه . فإذا قبل ووافق النظام المغربي على حل الاستفتاء ، اكيد ان نتيجته ستكون لصالح الانفصال بنسبة 00/99 ، وهذا يعني انتحار النظام المغربي عن طيب خاطر . كما ان قبول النظام الجزائر بحل النظام المغربي ، يعني الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء ، وهذا يعني كذلك بالنسبة للنظام الجزائري الانتحار عن طيب خاطر .. إذن نستفيد من هذا التناقض الصارخ ، ان ديمومة الستاتيكو ، سيبقى العنوان العريض للنزاع ، ومن ثم للوضع بالمنطقة بشكل عام ، وان أي حل لا يكون ، الاّ حلاً أمريكيا وغربيا عندما يحين وقته . وقبل ان اختم التحليل ، اود ان اشير الى ان امتناع روسيا عن التصويت ، لا يعني انها ضد مشروع القرار قبل ان يصوت عليه مجلس الامن بأغلبية ساحقة ، قد نفهم هذا الموقف بالنسبة لجنوب افريقيا ، لكن بالنسبة لروسيا ، فان امتناعها عن التصويت ، لا يعني تضامنها مع الجزائر التي لطمتها عندما حرمت الجمهورية الصحراوية من حضور لقاء سوتشي ، بل ان الامتناع الروسي هو خدمة ومناصرة لموقف النظام المغربي ، أي ان روسيا أصبحت بحكم البراغماتية ، تنبذ حل الاستفتاء المتجاوز ، وأصبحت من ثم تناصر حل الحكم الذاتي ، كحل لا غالب ومغلوب فيه . ولو كانت روسيا بالفعل تناصر الموقف الجزائري ، وانّ امتناعها عن التصويت ، هو احتجاج ضد مشروع القرار قبل ان يصبح قرارا ، لكان عليها ان تستعمل حق الفيتو لإسقاط المشروع من اصله ، وهذا طبعا لم يحصل بسبب التعقل ، والبراغماتية ، وبسبب المسؤولية الدولية التي تنبني على النضج والرزانة ، ولا تنبني على الصبيانية والمراهقة .. وما اعطى لروسيا القناعة التامة في طبيعة التحولات المتسارعة بالمنطقة ، ان روسيا كغيرها من الدول المتحكمة في مجلس الامن ، لم يعد يعطوا أهمية للنظام الجزائري الذي ابان انه نظام مافيا ، وليس نظام حكم . فعندما يكون على رأس دولة رئيس مشلول ، مريض ، لا يميز في شيء ، ومع ذلك تستمر ( الدولة ) اللاّدولة ، اكيد ان مثل هكذا وضع ، يكون قد اعطى لروسيا كما لغيرها من الدول الغربية ، ان من يحكم بالجزائر ليس النظام ، بل المافيا الموجهة للرئيس الغائب .. قرار مجلس الامن 2494 ، كان لطمة قوية للنظام الجزائري المتهاوي والمتهالك ، وكان لطمة اكثر من قوية ، لجبهة البوليساريو التي لم تجد من بديل لتجاوز الفشل ، غير التهديد بالانسحاب من المفاوضات ، وهي لا تستطيع ، وبالتهديد بالحرب ، وهي اكبر منها ...
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان الى اين ؟
-
تحليل مشروعية الملك في الحكم
-
فشل وقفة باريس ، وفشل وقفات المغرب --
-
تفاديا لكل ما من شأنه
-
هل النظام المغربي ( مخلوع ) خائف من دعوة النزول الى الشارع ف
...
-
فلادمير بوتين ( يُمقْلبْ ) -- مقلب -- البوليساريو .. Poutine
...
-
على هامش دعوة النزول الى الشارع في 26 اكتوبر الجاري من اجل م
...
-
دعوة النزول الى الشارع في 26 اكتوبر الجاري
-
عمار سعداني يعترف بمغربية الصحراء
-
كتالونية انفصال ام استقلال ؟
-
الاستاذ محمد الساسي يحمل النظام ، والاحزاب مسؤولية الازمة ال
...
-
تحليل خطاب الملك بالبرلمان
-
النظام السياسي الإيراني
-
العربان -- Les Arabes
-
الدكتاتور . المستبد . الطاغية
-
تجار اللحم البشري
-
فرنسا صديق حميم للمغرب
-
النائب البرلماني عمر بلفريج
-
مجلس الأمن -- Le conseil de sécurité
-
تقرير الامين العام للامم المتحدة عن نزاع الصحراء الغربية - L
...
المزيد.....
-
ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
-
الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا
...
-
غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
-
وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل
...
-
قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية..
...
-
الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
-
ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام
...
-
-ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت
...
-
الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا
...
-
وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت
...
المزيد.....
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
المزيد.....
|