أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الاتهام














المزيد.....

مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الاتهام


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير من الصور الحية تجري أمام أعيننا، تفضح أساليب حكم الاستبداد، والديكتاتورية، أينما حلت، لكن سأتناول منها صورتان هامتان تجري وقائعهما أمام أعيننا ، الأولى حيث نتابع ما يجري من وقائع اعتقال ومحاكمة ، تجري بحق ناشطين معارضين من سوريا، بعد أن تم إدانتهم، وتم تفصيل التهم بحقهم ، وفق مقاييس النظام ، يمثلون أمام محاكم تمثل السلطة الديكتاتورية في سوريا، ليس من أجل تطبيق العدالة، بل من أجل التأكيد على أن أي معارضة هي مروق وكفر، وكل التهم الموجهة إليهم ، فيها تجاوز للقانون والاعتداء عليه، حيث يتم تفسير القانون، وفق مصالح الدولة التسلطية، ووفق منطوق القانون العرفي، وإن قامت به محاكم مدنية، طالما أن النظام القضائي تابع للسلطة التنفيذية ويعمل بأمرها، وطالما أن المحاكمة سياسية، الهدف منها حماية أنظمة شمولية حيث المصلحة العامة، تنطبق على المصالح الخاصة للنظام ، كل معارض للنظام هو معارض للوطن. إدانة هؤلاء المعتقلين، جزافاً، والحكم عليهم قد تتم بسرعة ، لأنها محاكمات شكلية، ذات طابع انتقامي، هدفها إخراس الأصوات المعارضة، من أجل التحكم بمصير الوطن ، في مواجهة أزمة قائمة قابلة للتصعيد يعيشها النظام ، تشير إلى نية النظام السوري في التحدي والمواجهة إزاء الشرعية الدولية، تحت مسمى جبهة داخلية قوية متماسكة لدعم النظام، تقوم على أساس نفي أي صراع، أو اختلاف، في الرأي .
من أجل أن لا يوجد أي منافس أو بديل للنظام، يمكن أن يتم المراهنة عليه، سواء من قبل الداخل، أو الخارج، من اللافت أن نرى السلطة قوية في وجه من يندد بهذه الاعتقالات، من المنظمات و الجهات الدولية، مرة يقول مندوب سوريا في الأمم المتحدة، ما معناه أن النظام مضطر الآن للتعامل بقسوة مع المعارضة، ومن جهة أخرى يرد النظام على احتجاج الاتحاد الأوروبي، بأن هذا يعد تدخلاً بأمور تمس السيادة السورية، لا يحق لأحد التدخل بها ، ويستقوي النظام ، بما جرى في السجون السرية في أوروبا ، وهكذا يعترف النظام ، بأن ما يقوم به ، مشابه لما قامت به أمريكا ، وينسى أن أمريكا تتعامل مع مساجين تعتبرهم أعداء لها، أيضاً يؤكد النظام بذلك ، أنه يتعامل مع المعارضة، كأنها ليست جزءاً من أبناء الوطن، حقها بالوجود ، مبني على حق السلطة بالوجود، وهكذا يتحول الشعب إلى ملكية خاصة للنظام، يتصرف به كما يحلو له ، تحت عنوان السيادة، واللافت هذه المرة أن النظام يسعى لتحويل المعارضة إلى ورقة ضغط وتحدي ضد الخارج.
وجهاً آخر للدكتاتورية، يبرز من خلال سير محاكمة صدام حسين ، على الرغم من أن محاكمة الطغاة، والفاسدين ، من حق الوطن وحق المواطن ، نرى مدى صعوبة تطبيق العدالة على هؤلاء حتى لو كانوا مكبلين في قفص الاتهام، وحتى ولو توفرت آلاف الوقائع التي تدينهم، مع أنه و مما لاشك فيه، أن أي قرار تتخذه الديكتاتورية عندما تمارس سلطتها، هو قرار سياسي، يكون متفقاً عليه صراحة أو ضمناً، بين أطرافها، وفق آلية دقيقة، يتم من خلالها توزيع الأدوار، لأن همها الأول والأخير هو استمرار النظام، وبقاءه، مهما كان الثمن، وبالتالي لا يوجد أحد بريء من أصحاب القرار، خاصة أمثال نظام صدام حسين ذو القبضة الحديدية، ليس على الشعب العراقي فحسب، بل على حاشيته الذي ضرب بها أقرب الناس إليه.
أنظمة تقوم على الامتيازات والتعسف، وعلى خرق القوانين، وهكذا نشاهد ، على الرغم من أسباب الموت المتكرر الذي تعرض له النظام البائد في العراق ، الذي بدأ بخلع نظام صدام من السلطة ، مروراً بحل الحرس الخاص، و حل الجيش العراقي، وهذا الأخير كان خطأ تاريخي بحق العراق والشعب العراقي، قتلوه أيضاً مرة بحل حزب البعث، وهو خطأ آخر للاحتلال الأمريكي والقائمين على الحكم في العراق، السبب أنهم دفعوا بهؤلاء للدفاع عن الماضي والدفاع عن النظام، دفاعاً عن النفس، لأنهم أصبحوا عرضة للتشرد، والثأر، حتى تحولوا إلى قنابل موقوتة، تهدد العراق برمته، كان ذلك من أسباب الحياة والقوة لنظام صدام ، قتلوه أيضاً عندما قتلوا أولاده قصي وعدي، اللذان يمثلان الاستمرارية والحياة والمستقبل بالنسبة للأنظمة الديكتاتورية ، وعندما وجدوه في حفرة، اختارها كمن يختار قبره من يدفن نفسه حياً، مستسلماً ، قادوه للسجن للمحاكمة، في تلك اللحظة عمت أرجاء العراق الفرحة، وكانت هدية ثمينة للشعب العراقي، سجلت أمريكا انتصاراً اعتبرته هاماً، ولكن بقاءه حياً يبدو أنه خطأ تاريخي آخر في سجل أمريكا، السبب لو أنهم قتلوه في تلك اللحظة، كانوا على الأقل قتلوا الأيديولوجية الصدامية، التي من الصعب أن تستمر وتعيش دون رمزها، إضافة لذلك كانوا وفروا كل هذا المسلسل تحت عنوان محاكمة صدام.
إذن السياسة الأمريكية، والسياسات الطائفية ، القائمة على الانقسام، وعدم المساواة، أعطت نظام صدام القوة .
ولكن هناك سبب آخر وهو الأهم، إن الديكتاتورية التي تضع القوانين على مقاسها، فإنها تضع قوانين الهدف منها ليس نشر العدالة، بل تكون امتداداً للسيف وتبريراً للعنف والاضطهاد، هذه الأنظمة تكون دائماً فوق القانون، وخارجة عليه، بل تخرق القانون الذي وضعته بنفسها، وهي تحكم خارج عن أي رقابة شعبية ودستورية، أعمالها تتم في الظلام، وفي سرية تامة، وقد تسعى للتخلص من أقرب الناس لها، إذا تم كشف أمرها، هذا شرط وسبب انتشار كل أنواع السرقات، والنهب المنظم للدولة، والجرائم، وهكذا حتى عندما يقف الديكتاتور أمام العدالة، ليطبق عليه القانون نراه أقوى من القانون، لا يوجد دليل قاطع يدينه، وهو شرط تطبيق القانون، حيث إنها اختفت منذ لحظة وقوعها، لأن الديكتاتورية، يسيطر عليها كابوس الرعب والخوف من كل ما يدور حولها، وتعلم علم اليقين أن أعمالها غير شرعية، وغير قانونية.



#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عينك على السفينة: رواية عن معتقلات الرأي في سوريا بقلم مي ال ...
- أهمية استقلال العمل النقابي للطبقة العاملة
- وصول حماس إلى السلطة خطوة باتجاه التنازل
- من أجل مستقبل أفضل للمراة والوطن
- الأزمة مستمرة رسوم هزت العالم
- إنهم يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية باستشهاد عرفات :؟
- خدام والصراع على السلطة في سوريا
- المسار السوري، بين السلطة والمعارضة وبين الخارج
- كيف نحارب الفساد
- جرائم الإرهاب السياسي في لبنان إلى أين؟
- هل ميليس ينصب فخاً للنظام السوري؟
- إعلان دمشق تناقض ومسار غير واضح
- خطاب الرئيس الأسد، غياب الرؤية الديمقراطية
- ما بعد تقرير ميليس النظام السوري في عنق الزجاجة
- شروط نجاح الديمقراطية
- قضية المرأة قضية عامة، لا تنفصل عن قضية الديمقراطية والمواطن ...
- التحقيق في قضية اغتيال الحريري وخطة دفاع النظام السوري
- منتدى الأتاسي -مرآة المعارضة السورية-
- انحسار النفوذ الإقليمي وأزمة النظام السوري
- العراق والاستحقاق الدستوري


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الاتهام