أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر جمعة العابدي - ثورة تشرين .. تصحيح لمسار الديمقراطية .














المزيد.....

ثورة تشرين .. تصحيح لمسار الديمقراطية .


حيدر جمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 6394 - 2019 / 10 / 30 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قامت ثورة تشرين لتكون لحظة مفصلية في تأريخ العراق الحديث ، بل هي لحظة تأسيس لبداية مرحلة وعي سياسي واجتماعي وثقافي جديد و متقدم عما سبقه ، كونها استطاعت تحرير الوعي الجماهيري والشعبي العراقي الوطني من مخاوفه التاريخية التي أسست على القمع والقتل والاقصاء لكل من يحاول الاحتجاج أو التمرد على أنظمة السلطة الحاكمة أو حزب السلطة كما وحررته من قيود التبعية والصنمية السياسية والمذهبية والثقافية ، والانتماءات القومية والعرقية أو ما يطلق عليه ( الهويات الفرعية المصطنعة) من خلال إعادة إحياء وستنهاض الهوية الوطنية الجامعة والعابرة لحدود الانتماءات الصغيرة و الضيقة التي رسخت على مدى تاريخ العراق الحديث روح التفرقة ، والقتل على الهوية ، والتهجير ،وضعف الخدمات ، وتفشي حالة الفساد السياسي ، وغياب روح المواطنة ، والدكتاتورية الحزبية ...الخ . لذا كان من الطبيعي أن تكون نواة هذه الثورة هم فئة الشباب العراقي الصاعد الذي لا يحمل أوجاع الاجيال السابقة ولم يعش مخاوفها ويختبر قسوة ظروفها وتداعياتها النفسية.. أنه جيل جديد بوعي جديد أو جيل البوبجي كما يحب ان يسميه البعض . أننا أمام مرحلة العودة إلى اعادة إحياء الهوية الوطنية وتخليصها من قضبان الفساد والمفسدين عبر بث روح المواطنة ، التي ترتكز على الإحساس بروح المسؤولية اتجاه القضايا الوطنية المصيرية والتي تمثل جذر الحياة عند الشعوب القوية وعصب وجودها وكرامتها وتحفظ لها حقوقها الوطنية بالتقدم والتطور والعيش بشكل أفضل كما تعزز لديها شعور الحرص والانتماء الوطني والمواطنة الضامنه والقادرة على حماية حقوق جميع المكونات داخل بوتقة الوطن التي تضمن في أغلب تمثلاتها العالمية والاجتماعية درجة كبيرة من الحقوق الإنسانية والعدالة الاجتماعية للمواطن قبل غيره ، بل و ترسخ لدى جميع أفراد الشعب روح الواجب والتفاني من أجل وطن للجميع دون تميز أو تفرقه. لثورة تشرين المباركة انعكاسا إيجابيا مهما على تجربتنا الديمقراطية الوليدة كونها عززت لدى المواطن روح المدنية والمواطنة التي تمثل اهم شروط الديمقراطية الحقة و رفض تام لثقافة العسكرة من خلال المجاميع المسلحة التابعة للأحزاب السياسية والدينية كما فضحت زيف وخداع الانتماءات الحزبية والمذهبية السياسية المتنفذة والمتسلطة على القرار السياسي والثقافي لشعوبها ، بل وجشع وفساد هذه الأحزاب في سرقة ثروات الشعب وحقوقه وغياب العدالة في توزع هذه الثروات وانتشار ثقافة المحاباه والرشوة وبيع المناصب وضعف الخدمات وتهميش المواطن والمواطنة مقابل تقوية روح الاستغلال وثقافة الغنيمة والطبقية الاجتماعية ولغة التخوين والاتهمات المذهبي والعرقي بين مختلف مكونات الوطن الواحد ، لذا كانت ثورة تشرين لحظة حاسمة ومفصلية لتصحيح مسار الديمقراطية في العراق ، أنها الرد الجماهيري الوطني المزلزل و الحاسم لكل من يراهن على تدمير العراق او يتجاهل حقوق شعبه والنيل من كرامته ، والقرار الوطني الرافض لكل أشكال الفساد والفاسدين الذين اوغلوا في تقطيع جسد الوطن بزرع روح الكراهية والفرقة ، كما انها ضربة قوية لمشاريع التقسيم الإقليمية والدولية التي تريد تمزيق اللحمة الوطنية واضعافها لدى أبناء الوطن الواحد من خلال زرع خطاب التفرقة ، الدينية مسيحي/ مسلم ، والمذهبية شيعي/ سني ، والقومية كردي / عربي / تركماني ، والثقافية حزب/ قبيلة / زعيم / إيديولوجي / مقدس / مدنس . أن تحقيق الخلاص من مستنقع الفساد والتفرقة والتخوين وأصوات الانتماءات الصغيرة والغبية ،و لا يتم إلا بمواجهة رموز الفساد والعنصرية والقتله وهو ما دفع الشباب لخوض غمار التحدي بصدورهم وسلميتهم وارادتهم الحرة التي لا تقهر ، لتكون الثورة الشبابية التي تكللت في ايامها الاول بدم شهداء الثورة من الشباب الحر ، لتكون مدن الوسط والجنوب الشرارة الأولى لايقاد روح المواطنة والوطنية لدى كل العراقيين عبر شعارات اخوان سنة وشيعة هذا الوطن من بيعه ، بروح بالدم نفديك يا عراق ، نعم نعم للعراق ، لتكتمل بثورة الرافض لكل أشكال الوصاية والتبعية والتهميش القذرة للوطن والمواطن .. ها قد اعلنها الشعب العراقي الواعد اخيرا .. أن الشعب هو مصدر السلطات والمدافع الشرعي الوحيد عن حقوقه الوطنية عاش الشعب عاش العراق لقد صححتم المسار .



#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الواقع والصورة في رواية فضاء ضيق لعلي لفته سعيد
- أسطرة الخطاب السردي في رواية وشم ناصع البياض لعلي لفته سعيد ...
- السرد ثنائية الحفر والاستنطاق في المكان رواية بائع السكاكر ل ...
- الضمائر لعبة السرد في رواية (السيد العظيم ) لسعد سعيد .
- معمارية المكان داخل فضاء الشخصية في رواية (جمهورية باب الخان ...
- نقد الانساق الثقافية المضمرة الوعي البداوي وتمثلاته السياسية ...
- شخصية البطل صراع الذات والموضوع في رواية -صراع الثعابين- لأح ...
- تعدد مستويات السرد في الرواية العراقية ما بعد 2003 رواية (حم ...
- الرواية العراقية ما بعد 2003 (رواية الصراع الطائفي) صورة الس ...
- الإزاحات النسقية في المجموعة القصصية (الغزل ليس حكرا على الر ...
- صورة المكان الشعري في قصائد عمار المسعودي (يزرع بهجاته) انمو ...
- مهرجان خان النخيلة مابين الممارسة الثقافية والتحديات الحزبية ...
- الحرية ضرورة أنسانية ومعرفية
- الرمز ولأسطورة وصراع الهويات المصممة في رواية (أطلس عزران ال ...
- سوسيولوجا الخراب في رواية انتهازيون ... ولكن للروائي علاء مش ...
- جدلية الحلم والواقع في المجموعة القصصية (الفراغ تفرعات في خط ...
- تمثلات الواقعية الرمزية في القصة العراقية الحديثة (شظايا انث ...
- إستراتيجية البحث عن قراءة منتجة في رواية (جريمة في الفيس بوك ...
- تمثلات الواقعية الرمزية في مسرحية (حذائي ) للكاتب علي العباد ...
- صورة المهمشين في رواية (عذراء سنجار) لوارد بدر السالم .


المزيد.....




- هنغاريا تؤكد استمرار مهمتها للسلام حول أوكرانيا رغم التهديدا ...
- كيف بدت شعبية ترامب في جلسات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري؟ ...
- محكمة العدل الأوروبية ترفض طعن منصة تيك توك في قانونية القوا ...
- عبد العزيز بنزاكور كما عرفته
- البرلمان الأوروبي يدعو إلى مصادرة الأصول الروسية المجمدة في ...
- ترامب: الولايات المتحدة -شركة تأمين- وعلى تايوان أن تدفع لنا ...
- ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني يشيدان بما وصلت إليه العل ...
- اكتشاف عدوى فطرية جديدة في الصين قادرة على إصابة البشر
- -دفعة تخفيف الأحمال- .. طلاب الثانوية العامة في مصر يودعون ا ...
- إعلام إسرائيلي: حماس لا تعرقل الصفقة وعلاقة نتنياهو وغالانت ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر جمعة العابدي - ثورة تشرين .. تصحيح لمسار الديمقراطية .