الشفرة القرآنية- مفاتيح

علي الاسد

الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 28 - 19:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

كل قاريء ,لأي وثيقة متوسطة الاهمية ,يدقق في معاني الكلمات لكي لايحصل اشتباه للمعنى المطلوب ,الا في أهم وأقدس نص حسب المؤمنين به,فأن الجميع يتعامل معه بدون الاخذ بالاعتبار للمنطق العقلي او منطق اللغة على الاقل.
واليكم مثال ومفتاح:
الجميع يأخذ المركبات التالية بمعنى واحد ((الذين أوتوا الكتاب) , (الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) , (الذين آتيناهم الكتاب) , (أهل الكتاب)).
وعدم التفريق بين المجاميع يؤدي الى تناقض النص مع نفسه, حيث سنجد ان النص ليس فقط لايأمر بمقاتلة أهل الكتاب, بل حتى الجدال معهم لايجوز الا بالتي هي أحسن:
((وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..العنكبوت 46))
فكيف يقول بقتالهم:
((قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)التوبة))
بل أننا لانحتاج الى مسائلة الآيات, فقط الالتزام بمعاني الالفاظ يصرخ بنا بتمايز معانيها واختلاف مصاديقها:
فحين يسمي النص مجموعة بأنها (الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) , فهو قطعا يعلمنا أن (الذين أوتوا الكتاب) هم مجموعه ليست (من قبلنا).
:
كذلك حين يسمي مجموعة بأسم (الذين آتيناهم الكتاب) فهو يعني ما يقول,فهذه المجموعة أوتيت الكتاب من قبل السماء ورب السماء ,فهم مجموعة مفضلة وليس مثل المجموعة التي أوتيت الكتاب من جهة مجهولة (الذين أوتوا الكتاب).
وحين يأمر النص بقتال (الذين يلونكم من الكفار) فهو يتكلم عن الذين يحكمونكم ويلون أموركم من نفس ملتكم ,وليس عن جيرانكم في الدول المحاذية لكم.

#علي_الاسد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات