|
اللبنانيون يسعون إلى تحرير السلطة من التبعية عبر اسقاط تبعية الشخوص ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 23:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في باطن هذه الثورة الشعبية اللبنانية الجديدة كشفت الاحتجاجات عن فئتين ، إما فئة ساكتة عن نظام فاسد أو أخرى مطبلة لزبائنيتها ، مصيبة المصائب تكمن بعقلية جبران باسيل وللأمانة التاريخية حتى هذه اللحظة لم أجد شخصية عليها القيمة الفكرية أو السياسية أو الإنسانية تحالفت مع أمين حزب الله ، وهنا نتساءل كما الآخرين يتساءلون ، إذا كان الشعب اللبناني الذي يتظاهر منذ أسبوعين أو أقل بقليل ، أعتبر جبران بأن ما يجري ليس سوى تفصيل صغير ومؤقت ، إذاً ما هو الجملة لديه ، فهل الجملة تحتاج إلى شعب تعداده كما هو في الصين الشعبية مثلاً ،
لقد انتقل لبنان بعد ما غيب الموت حافظ الاسد واغتيال الحريري الاب إلى مرحلة افتقاد الخبرة في شؤون البلد وبالتالي انتقلت سوريا وايضاً لبنان إلى مربع طهران التى كانت مجرد عضو هامشي في ادارة شؤون البلدين وعلى الأخص لبنان ، وبدأ البلدان ينحصران ويتراجعان داخلياً وخارجياً وبالطبع تمديد للرئيس إميل لحود كشف افلاس النظام السوري والأطراف اللبنانية سياسياً مما شكل عبء على النظام اللبناني بشكل عام والجانب المسيحي خاصةً ، بل صنع التمديد منذ 2004م شرخاً عميقاً بين اللبنانيين الذي ولد عدم ثقة بالمنظومة الرئاسية والذي زاد الأمور تعقيداً أكثر ، سياسات الامريكية في المنطقة العربية الإسلامية ، أخذت واشنطن في كل من أفغانستان والعراق خطوات مغلوطة كبرى جاءت مبنية على المنطق الثأري دون أن تفكر بمآلات المستقبلية وبالتالي ، حققت الثورة اللبنانية عام 2005م بعد اسقاط الوصاية الاسدية في لبنان جزء من أهدافها لكن مسقطون الوصاية لم يدركون خطورة انتقالهم من مرحلة الوصاية إلى ترسيخ الفرقة والمناطقة والطائفية ، بالطبع اعتقد الجمهور المنقسم بأن الساعة ساعة الحصول على غنائم الحرب وهذا الاعتقاد اخذ من اللبنانيين سنوات طويلة لكي يدركوا بأن الطغمة الحاكمة لا تشارك أحد في غنائم الدولة بل الصراع على مراكز الدولة أدى بالفعل إلى صدمة عميقة بين الناس ، بل ذهب اللبنانيون إلى أبعد من ذلك ، لقد وافقت الجمهورية بفضل التركيبية التى أوصلت الجنرال ميشيال عون للرئاسة أن تعترف في بيانها الحكومي بشرعية سلاح حزب الله في لبنان ، المسألة لا تكمن بسلاح المقاومة ، بل المصيبة بأن الرئيس عون وجميع الأطراف ، يعون جيداً بأن حزب الله لم يعد حزب مقاوم بقدر أن المواقفة كانت اعتراف للحزب ضمنياً باقتسامه مع الجيش والقوى الأمنية عملهما وهنا يعود القرار والسيطرة على البلد لمن له القوة ، فإذا راجعنا القوتين نجد حزب الله يمتلك 25 ألف عنصر فاعلين بالخدمة بينما هناك أعداد كبيرة من الاحتياطين أما الجيش اللبناني تقترب أعداده من 60 الف جندي بتجهيزات متواضعة ، لكن تبقى المسألة الأهم ، استطاع حزب الله من زرع افراد ومجموعات بين القوى الأمنية والجيش الذين يزوده بالمعلومات دقيقة .
هناك مسألة مغيبة يتجنب الأغلبية في لبنان التكلم حولها ، يعلم الرئيس ميشيال عون بأن لبنان تحديداً بعد إمساك حزب الله بمفاصل الأمن تحول إلى حارس شبيه بحارس سوريا على الحدود وبالتالي هذه المعلومات تلقاها عون من الحكومة الفرنسية قبل صعوده إلى قصر بعبدا ، إذاً مسألة فتح اشتباك مفتوح أو استنزافي مع اسرائيل مستبعد ومحسوم أمره ، وطالما لبنان يعيش بين قبضة حزب الله الأمنية والحدود مُأمنة من أي اختراق ، إذاً الاتفاق ضمنياً بين التيار الوطني والحزب قائم على تقاسم موارد البلد والسيطرة عليه ، وبالفعل هذا حصل اثناء سنوات عهد الرئيس عون ، فالفساد استمر والشعبوية استمرت والعنصرية ازدادت ، بل الماضي المرير الذي حطم قلوب اللبنانين استمر ، لكن الثورة السورية بدورها كشفت الاصطفافات العميقة في لبنان ، لا نتحدث عن اصطفاف حزب الله بل نقصد جهات اخرى وايضاً استمرار الحرب بدل المعادلة الداخلية في لبنان ، على سبيل المثال حرب القصير 2013م استنزفت حزب الله اعداد كبيرة من عناصره وباتت الخسائر البشرية تشكل له داخلياً انعكس سلبي على المزاج العام وبالإضافة للضائقة المالية الذي يعيشها الحزب وانعكاس ذلك على البلد بشكل عام ، لهذا اصبح حزب الله حريص على عدم الدخول في معارك أخرى ، وهذا يفسر استماتته بالدفاع عن لحفائه الفاسدين . نتساءل عن الاتهامات التى تُطلقها جماعة حزب الله حول نوايا المتظاهرين المشبوهة أو تلك التى تتهم بعض المتظاهرين بدعم غربي تهدف إلى تقويض خط المقاوم وهنا نسأل عن أي مقاومة يتحدث الواهمين ، فالمقاومون ماتوا عند خطوط المواجهة أما الذين مازالوا على قيد الحياة فقد دخلوا بشيخوخة حروب الماضي ، منذ عام 2006م أنهى حزب الله معركته مع اسرائيل وبات ينافس الاحزاب وتجمعات السلطة على موارد السلطة والتحكم في سياسات لبنان الاقتصادية والاجتماعية وايضا يحاول بجهد كبير إلى تغير ديمغرافية وتربوية البلد ، وبالرغم من اتهام الحزب وانصاره المنتفضين بارتباطهم الخارجية إلا أن هناك حقيقة دامغة لا يمكن التلاعب بها ، اليوم المجتمع المدني أصبح قوة موازية للأحزاب بل أخذ الشعب المبادرة من الشخصيات التقليدية التى كانت تحرك الجماهير وباتوا الناس في مواجهة المشروع الإيراني واتباعه في المنطقة ، وهذا قد يفسره انسحاب واشنطن لصالح موسكو الذي لعب الرئيس بوتين دوراً قاسياً في تقليم أظافر طهران وحزب الله في منطقة الجولان ، بل غض النظر عن سلسلة هجمات طويلة للقوات الاسرائيلية سميت بالتأديبية وإعادة التموضع ، بالطبع انعكست هيمنت موسكو على طبيعة المشروع الإيراني ، كما أنه أفرغ محتواه الذي جعله يراوح في مكانه احياناً وفي كثير من المرات تراجع في محالات أخرى كما هو حاصل اليوم في سوريا والعراق ولبنان نتيجة الاحتجاجات الشعبية أو صمود المعارضة ، وهذا الافراغ كان باسيل جبران قد إلتقطه منذ البداية ، فمنذ ظهوره على الساحة ادرك بأن النظام الاسد ضمن الحصة الروسية الخاصة وبالتالي هناك جزئين من المكونات اللبنانية ملحقين بالنظام الاسد ، أي أن الوصول إلى قصر بعبدا يمر عبر موسكو طالما حزب الله لديه الإمكانية بتعطيل الرئاسة والبلد .
بصراحة يسعى جبران باسيل ومن خلال سلسلة لقاءات مع الرئيس بوتين ، إلى إنشاء مجلس اقتصادي ثنائي يهدف من خلاله فتح خط اقتصادي يهتم بالغاز والنفط وايضاً في المجال العسكري والأمني وذلك من أجل تعزيز فرضية وصوله إلى الرئاسة ، بالطبع من جانب اخر ، حزب الله يسعى مع نظام الاسد إلى تأمين كرسي الرئاسة اللبنانية بعد الجنرال عون وبالتالي مهد الطريق لباسيل دولياً وشكل له دعم محلي لكن في الواقع ، اخفق جبران داخلياً وتبنى سلوكاً سياسياً يتشابه لسلوك نظام الاسد الطائفي ، حاول بناء جسور اقتصاديه بينه وتياره من أجل السيطرة على الجانب المسيحي كما هو حاصل بالجانب الشيعي ، لكن الأمور لم تأتي على قياس باسيل وحزب الله ، هناك نقمة عارمة في الشارع اللبناني بل انتقلت إلى داخل المربع المسيحي وعلى الأخص بين المربعات التى كانت محسوبة على تيار الوطني ، وهذا الاستيقاظ الشعبي خلق بعفويته جدار سيسقط كل المتسلقين على سلالم السلطة بل اليوم الشعب يؤسس إلى مرحلة لا تقبل بأنماط الماضي السقيم ، أمر ثاني مهم الإشارة له من باب التقدير ، في بلد لا يستكثر المراقب عليه صيغة أبو الحريات ، الشعب اللبناني تمتع في كل الأوقات والمراحل بالحرية الاجتماعية باستثناء السلطة ، اليوم الشعب يرغب بتحرير السلطة . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللبنانيون بين نفض النظام الأقلية وإعادة هوية الأغلبية ...
-
قراءة نقدية من على جانب تظاهرات لبنان ..
-
مكملين بالثورة حتى الخلاص ...
-
بين معرفة الموسوي ومعلومة نصرالله ..
-
سقوط الحكومة مقدمة لسقوط النظام اللبناني ( الله محيي الجيش )
...
-
فهلوة النظام وتجميل أدواته ...
-
الأمن القومي أمر مقدس يهون أمامه كل العقوبات أو العزلات ...
-
مازالوا في صفوف الحضانة ، لهذا يهددهم الغرب بقطع السلاح ...
-
اسرائيل جدار اسيا المدافع عن الغرب / قابل للتمدد والتطور ...
-
نقول القليل من باطن هذه الخطوة الجديدة للجيش التركي في شرق ا
...
-
نقول القليل من باطن هذه الخطوة الجديدة للجيش التركي في شرق ا
...
-
لبنان بين الفراغ السياسي وسياسة التفريغ ..
-
تحديات كبرى أمام حكومة السودانية .
-
اللحمة الوطنية تتجلى أثناء حكم المحتل وتنتكب في عهد الوطنيين
...
-
سوء الحال في العراق جمّع العراقيين ...
-
ما لا يمكن شرائه في السوق الأبيض يمكن شرائه بالسوق الأسود
-
الضرورة تحتم محاسبة إقليم كردستان ...
-
لتل ابيب نصيب بقيادة المسلمين ...
-
الجيش الذي لا يهدأ ابداً .
-
ما لا يمكن السماح به / حسابات إيران الخاطئة ...
المزيد.....
-
ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
-
الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا
...
-
غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
-
وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل
...
-
قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية..
...
-
الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
-
ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام
...
-
-ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت
...
-
الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا
...
-
وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت
...
المزيد.....
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
المزيد.....
|