أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الرقة ودفء الإحساس في قصيدة مروة زهير أيوب














المزيد.....

الرقة ودفء الإحساس في قصيدة مروة زهير أيوب


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6391 - 2019 / 10 / 26 - 22:07
المحور: الادب والفن
    


مروة زهير أيوب شاعرة موهوبة، عميقة الإحساس، مليئة بالعواطف، ومفعمة بالحب للحياة وللإنسانية.
هي من بلدة البعنة الجليلية ذات الطبيعة الجميلة الغناء الملهمة للشعر والابداع، حاصلة على اللقب الأول في الاستشارة التربوية واللغة العربية، واللقب الثاني في اللغة العربية، وتعمل في سلك التدريس.
تكتب مروة الأشعار والومضات والخواطر الأدبية النثرية، وعلاقتها بالشعر والكلمة علاقة جدلية، موهبتها الكتابية ولدت معها، وعملت على تنميتها وتطويرها بالقراءة المكثفة والكتابة المتواصلة، وهي شغوفة بالأدب والشعر العربي القديم ولا سيما أشعار المخضرمين من شعراء الحب والغزل العذريين الأقرب للقلب والوجدان كجميل بثينة وقيس بن الملوح وكثير عزة وسواهم.
وحين كانت في الثامنة عشرة من عمرها اصدرت ديوانها الأول بعنوان " همسات مخملية " لقي الترحاب من قبل القراء والنقاد، منهم الناقد الادبي د . بطرس دلة، ويحتوي على العديد من ومضاتها العشقية الوجدانية والنثريات المعبّرة عن انتمائها لبلدها وارضها ومجتمعها.
ومنذ سنوات توجهت مروة أيوب لنشر كتاباتها على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك، ايمانًا منها أنها تصل بسرعة الى اعماق القارئ، وهي كتابات متنوعة الاغراض، منها الخاص، ومنها العام، منها الموضوعات الرومانسية والوجدانية والعاطفية والاجتماعية والوطنية، التي تحاكي الحب وطقوسه والطبيعة والنجوم والوطن والشجر والأرض والقدس وبعنتها وجليلها والفرح الانساني بمنتهى الروعة والجمال وصدق الإحساس.
قصائد مروة أيوب عقود من اللؤلؤ، وازاهير ملونة، وهي صوت القلب، وترجمان الروح، وجسر الأشواق، تعبّر فيها عن أفكارها وخلجات قلبها ونبضها. إنها همسات حريرية مخلية مشبعة بالوجد والصوفية، وذات طابع غزلي وبعد انساني وحسي شفيف. إنها تكتب بعفوية وتلقائية وشفافية كما تحس، فتحيا اللحظة الشعرية، وتنسج قصائدها وخواطرها وومضاتها على ايقاع الوله، والدهشة، واكتشاف قوة الكلمات، وجمال المعاني، وصدى الابداع، وجاذبية السبك، ورقة المشاعر والإحساس، ومفرداتها سهلة ممتنعة، تنبض بالدفء والجمال الحسي والتدفق، ومتماسة مع الحميمية والشفافية.
تقول مروة في احدى ومضاتها بعنوان " يوم التقيتك ":
يوم التقيتك على الأشجار
تعانقت العصافير
وقبلت بعضها بعضا
اكرامًا لطقوس الحب ورقصت،
وأنشدت الطيور بصوتها أنغاما
فرتلت المزامير
وعلى أغصان الزيتون
صلت بابتهال لملقانا وهللت.
مروة أيوب تعرف كيف تختزل وتكثف التجربة في نصوصها، وتجيد التعبير العاطفي الانساني عن مشاعرها الدفينة، بألفاظ ناعمة رقيقة بمعانيها ورهافة حس، وقصائدها قصيرة مكثفة كالومضات المدهشة، منسابة شفافة، تطرق نوافذ الوجدان بالرقة الانثوية الغارقة بالوجد، وتنفذ إلى أعماق القلب من غير جواز مرور.
وما يميز قصيدتها المعنى الشفاف، والمفردة المطورة، والصور الشعرية المبتكرة اللماحة الخلابة، والسلاسة، وطريقة السبك وصياغة المعنى الايحائي، كما نلحظ في هذه الومضة العذبة الجميلة :
كلُّ الأماني حولَ طيفِكَ حائمَةْ
تأْتي وتمضي عندَ رسمِكَ ماطرةْ
أملًا وودًّا في حنينْ،
لكنْ سمائي غائمةْ؛
بالغمّ والأشواقِ والدّمعِ الحزينْ...
ترجو قليلا من قليلكْ،
منْ ماءِ جفنِكَ حفنةً...
تسقي حياتي بهجةً...
أوْ ظلّ بسْمتِك الّتي
تخفي صدى سرٍّ دفينْ...
هلْ منْ معينْ؟
هلْ منْ معينْ؟...
والوطن يمثل البعد الآخر عند مروة أيوب، فتغني وتنشد له بأجمل الكلمات والعبارات ، وفي هذا الجانب نقرأ لها هذا النص الذي يتجسد فيه حبها لوطنها وامكنته التاريخية ، حيث تقول :
وموطني آيةٌ تمتدّ كالزَّرَدِ
منْ بحرِ حيفا أصلّيها إلى صفدِ

والقدسُ أغنيةُ الألبابِ صاخبةٌ
ترنُّ بالنّغمِ الرّنّانِ والغَرِدِ

حروفُها قصّةُ التاريخ باقيةٌ
منصوبةُ الذّكرِ فينا، نصبةُ الوَتَدِ

منَ القيامةِ، منْ جدرانِ مسجدِها
إنّي أقدِّسُها للبابِ والعُقَدِ

وعندَ ناصرةٍ تمَّمْتُ أدعيةً
للسّلمِ داعيةً ودًّا منَ الكَبِدِ

عكّا ويافا أفانينُ الحمى، عبقٌ
فوّاحةٌ هيبةً والواحدِ الأَحَدِ

وبعنتي هي أمّي، نشأتي وأبي
عندَ اسمِها غابَ فكرٌ جالب الكَمَدِ

وبعنتي نغمةُ الحسّونِ مُطربةٌ
وقِبلةٌ جِلّةٌ بل نعمةُ البلدِ

إنّي لها طالما يجري دَمٌ بعروقي
عاشقٌ للثّرى فيها إلى الأبدِ
وفي الاجمال، مروة زهير أيوب من الاصوات الشعرية الواعدة بالعطاء، ذات إحساس مرهف، تحافظ على الاندفاع الشعري والصبوة الوجدانية، نصوصها تحفل بصور الحب والعشق الروحي الصوفي وصور الوطن والمعاناة، وتقدم قصيدتها بلغة بسيطة رشيقة جميلة تنم عن احساس شاعري صادق، وموهبة ينتظرها المستقبل، فلها اصدق التحيات واجمل الامنيات بالمزيد من الابداع والتألق وقدمًا إلى امام.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلادي
- نقطة ضوء في المشهد اللبناني
- الشيوعي الأخير
- الراحل د. شمعون بلاص كاتبًا وإنسانًا
- في رحيل الكاتب والباحث والمثقف العبري من اصل عراقي البروفيسو ...
- - سقوط الغزلان - كتاب جديد للكاتب الناقد د. محمد هيبي
- كلمة بحق الناشطة د. فاطمة اغبارية أبو واصل
- اهداف العدوان التركي على سوريا!!
- سؤال حول الثقافة العربية الراهنة!
- - الإصلاح - في عدد جديد
- جيفارا.. كلمات في ذكراه
- أطماع - سلطان - تركيا في شمال سوريا ..!
- صباح الوطن
- مهما بلغت شراسة الحقد والعداء لعبد الناصر فلن ينالوا منه ..!
- الفعل الكفاحي وأقوال غلعاد اردان!!
- الحراك الشعبي العراقي والبديل الديمقراطي !!
- في مواجهة مشروع التطبيع !!
- الانتخابات الفلسطينية ضرورة ملحة!!
- عبد الناصر صالح الشاعر الوطني والانسان المناضل
- الكاتبة شهربان معدي في مجموعتها القصصية - دموع لم تسقط -


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الرقة ودفء الإحساس في قصيدة مروة زهير أيوب