فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 13:45
المحور:
الادب والفن
نقطةُ النورِ الوليدة
التي
على استحياءٍ
أومضتْ
في قلبي
وفي قلبِكَ
يا حبيبي
في فجرِ صِبانا البعيدْ
…
اليومَ
أشرقتْ
وصارتْ شمسًا
وهّاجةً
تخطفُ الأبصارَ
وتَسرُّ الناظرين.
***
هذا الذي كانَ
في خِصري:
نُطفةً
ثم عَلَقةً
ثم مُضغَةً
ثمَّ
تباركَ اللهُ
أحسَنَ الخالقين.
***
هذا الذي
غرستَه في أحشائي
تمرةً شهيةً
في نُسْغِها
يحتشِدُ
عصيرُ الصَّبابةِ
ورحيقُ الهَوَى
…
صارَ اليومَ
فِردوسًا من النخيلْ
ترمي ظلالَها
على العابرين
تحت هجيرِ الشمسِ
وتُلقي تمرَها
لتُطعِمَ الجائعين.
***
انظرْ
يا حبيبي
هذا الذي كان
نبتةً
خضراءَ
رهيفةً
غرسَها الرحمنُ
فوق كفّي
وكفِّكَ
بُرعمةً
نحيلةً
ثم أمرَنا
أن نرويَها
من رحيقِ عِشقِنا
ماءً
وشهدًا
...
صارَ اليوم بُستانًا
من الزَّهرِ
تحطُّ العصافيرُ
فوق غصونِ أيكاتِه
فينطلقُ النغمُ
فوق روابي الجبالِ
شَدوًا
يَسرُّ السامعين.
***
هذا الذي
صغيرًا كانَ
تتبعثرُ الحروفُ
على شفتيه
...
بالكادِ ينطقُ
اسمَكَ النبيلَ
واسمي
...
اليومَ
طافَ الأطفالُ
في أرجاءِ الأرضِ
يجمعون من الكهوفِ
والأغوار
وأعماقِ البحارْ
لآلئَ
وألماساتٍ
وجواهرَ
حتى ينظِموا
فوق لسانِه
عُقدًا وضّاءً من الكلماتِ
يُهديه للدنيا:
عِلمًا
للعالِمين
وهندسةً
لذوي الريشاتِ
وشِعرًا
للعاشقين.
***
انظرْ
يا حبيبي
يا رفيقَ الدَّرب البهيّ
إلى هذا الذي
كان يحبو
فوق وهادِ قلوبنا
فتقولُ السماءُ:
يا وسائدَ الحريرْ
اصنعْن من نُدَفِ قلوبِكُنّ
أرضًا حانيةً
من ريشِ النعام
حتى يخطو الصغيرُ
خطواتِه الأولى
واحضنوا جسدَه
إن تعثّرَ
…
اليومَ
صارَ الصغيرُ
فارسًا
...
فوق أرضٍ
من نُثار الثريّا
يُراقِصُ الزهراءَ
فيرفعُ العازفون
أقواسَهم
عن أوتارِهم
لكي يُنصِتوا
إلى موسيقى الخطوِ الرشيق
لفارسٍ
يحملُ عروسَه الغيداءَ
ويخطرُ ُ
في خُطوِ الواثقين
إلى وادي العشاقِ الذي
لا يعرفُ دروبَه
الحاسدون.
***
هذا الصغيرُ الذي
قطفَ
من قلبي زهرةً
وزهرةً
من قلبِكَ
…
يحملُ اليومَ
زهورَ سنواتِنا
ليصنعَ إكليلاً
من الشَّذى
يُكلِّلَ به
جبينَ حبيبتِه.
***
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟