حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لست مع القضاةِ و لا ضدَهم. لست معهم لأنني علي يقينٍ بأن الصراعَ الدائرَ بينهم ليس داخلياً لكنه صراعٌ علي الأرض، إنه محاولةٌ لاحتلالِ الشارعِ بعد أن سادَ الاعتقادُ بأن النظامَ أصبح ضعيفاً محاصراً، إنهم في معظمِهم منتمون لتياراتٍ عقائديةٍ تري أنها الأحقُ بالحكم والسلطة وأنها الحل الوحيد. لست ضدهم لأنني مع حرية الرأي للجميع، بالحجةِ والمنطقِ. المعضلةُ أن مدعي الحلولِ لا منطقَ لهم إلا فرضُ الرأي واحتكارُه، وكذلك النظام. الصدامُ احتدمَ بين عقول خرسانية، بين جماجم عُبِآت بأسمنت وزلط ورمل. لا جدوي من الحوارِ، لا طائلَ. الصدامُ هو الممكنُ الوحيدُ، لكل الأطرافِ، الصراعُ بما يفرضُ الإرادةَ ويبطشُ بالرأي.
مأساةٌ أن تتحولَ مصرُ إلي مسرحٍ للعبثِ. نظامٌ يبتغي البقاءَ بأحذيةِ الأمنِِ وعصيه وحديدِه ونارِه. معارضون يريدون احتلالَ الشعبِ بالجنازيرِ والسكاكين والسيوفِ. أما الشعبُ صاحبُ الحقِ الأصيلِ فمتفرجٌ، متعجبٌ، ساخرٌ، حزينٌ، استعصي عليه الفهمُ، ضاقَ عيشُه، قلَت حيلتُه.
مصرُ تعيشُ الآن أزهي عصورِ الهمجيةِ، ضاعَ القانونُ، في شوارعٍ اغتصبتها التشريفات ومنادو السيارات وسائقو الميكروباس، في مطاراتٍ وموانئ تَفتحُ أبوابَها لمفسدين في طريقِهم للهربِ، في وظائفٍ احتلَها أهلُ النفاقِ والطبلةِ والرِقِ ولو قَلَت مقدرتُهم، في مشروعاتٍ لم تتعد انجازاتُها حفلاتِ الافتتاحِ علي الهواءِ وأمام الكاميراتِ.
مصرُ في محنةٍ، لا مخرجَ منها إلا بعزيمةِ شعبِها، بمقدرتِه علي عزلِ نظامٍ لا يبغي إلا البقاءَ مهما كانت الخسائرُ، وبوعيه الذي يحميه من مروجي شعاراتٍ تدعي الحلولَ وهي لا تستهدفُ إلا الخرابَ سعياً وراء أوهامٍ ولي زمانُها.
الشعبُ هو الضحيةُ، كلُهم علي دماغِه، بالقنابلِ والمطاوي والسيوفِ والجنازيرِ، والأحذيةِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟