فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6383 - 2019 / 10 / 18 - 03:32
المحور:
الادب والفن
المدينة تموت وهي نائمة...
نهيق الليل يَخْبِطُ قطارامنتصف الزغاريد
والأرصفة ترفع رأسها أعلى...
تناور الغبار
كي يمسح العمش عن الأعمى...
وتكمل نقاشا
بين اللاَّ والنَّعَمْ....
المدن تلملم أعضاءها ....
على العربات والحوانيت
العابرات عمرهن في الشارع العام...
قضمن التفاحة
من كتف الضابط ...
أهدته المراهقة
نيشان الدرجة الخمسين...
لقيلولة
وما فتئ واقفا في ظله....
الدخان لا يموت في حَلْقِ طفلة....
أوقدت طفولتها قَدَّاحَةٌ
ألهبت مفاصل الدراجة ...
فأطلت من قلبها
وصية عاملة نظافة...
تُصَفِّي حسابها
مع الزوايا المظلمة....
في الخلف رجل يقرأ الكف ...
ويمسح الجيوب
بأصابعه...
يهيئك لنوم عميق
في سروالك ...
ثم يتفقد سُبْحَتَهُ
يستغفر ذنبه العظيم....
كمجذوب فاته حفل الزَّارِ...
تلعثم في لِحْيَةِ بائع التنظيف
ينزع من القميص ألوان الغضب...
يصيح على عربته:
جافيل جافيل...
وساني كروا
يطهر أظفار الطريق...
يسأل مَنْ نظف زمن الغبار...
من كثافة الريح...؟
أطلق من الهواء حشيشاً...
ولَمَّعَ قدميه بزئبق
ليسرع النبض...
لا أحد عاين لقطة الحريق
لا أحد فَكَّ أُحْجِيَّةَ الفريق...
فاطمة شاوتي
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟