سعاد حسن العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 20:49
المحور:
الادب والفن
م..
ط..
ر..
مطرْ..
نثيثُكَ أيقظَ الشوارعَ والأرصفة
من حلمٍ بخطواتِ غريبٍ
يتسكّعُ خِلسةٍ بين الأزقّة
يستجمع قطراتِك
يبحث فيها عن رسائلَ
لا يجيد قراءتَها إلّا هو
يَبكيها
حين تسحقُها أقدامُ المارّينَ
يهيّجُ مدادُها نواحَ أنفاسِه
وطعمَ الحبيبِ...!
مطر.. مطر.. مطر
سخيٌّ بحزنك كوطني
تنبت ألفُ سنبلةٍ من دمعك
وتغسل ألفَ شهيدٍ
وما بين سنبلةٍ وشهيدٍ
ألفُ ألفِ كونٍ من التّيهِ
بين الوجوه المتشابهة المختلفة
بين الأزمان الهاربةِ من أزمانها
بيــن...!!
مطر.. مطر
أَلْمَحُ في بريقِ قطراتِكَ عصورًا من القلقِ
أسمعُ لذرْفِكَ نحيبَ شهيدٍ لم تأوِهِ أرضٌ
وبكاءَ الأشجارِ والأنهارِ لرحيلِ السُّحبِ
مطر...
كلّ زمنٍ بين طيّاتِ سطورهِ وجعٌ
زهراتُ البنفسجِ تتوسَّمُ جلدَهُ عِنْوةً
والشمس تبدو حانيةً حينَها
والليالي الحالماتُ
تستجمع نُجيماتِها لتحظى ببعض حبٍّ
قبلَ أوانِ الرحيلِ...
#سعاد_حسن_العتابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟