عشتار الفصول:111754 الأممية ،والوطنية.النسبية ،والمعيارية. والحق والتعصب.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 12:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

عشتار الفصول:111754
الأممية ،والوطنية.النسبية ،والمعيارية. والحق والتعصب..
=الأممية ثقافة النخبة المؤمنة بالحياة على قدر واحد لجميع من يُحب الحياة لغيره
كما يُريدها لنفسه.
=إن مرتبة الأممية إذا كانت تُفقدني حقوقي من أن أدافع عن أمتي وشعبي والمظالم التي تعرض لها. فهذه أممية عرجاء، ولا تستحق أن أندم على الخروج من مدرستها.
=أول مراحل الأممية هي المدرسة الوطنية المهمة والهامة .فإذا لم أنتهي من مدرستي الوطنية بكلّ مراحلها وصفوفها وأحصل على درجة امتياز في نهايتها فلايمكن أن أقفز إلى الأممية.
=واهم من يظن بأنّ الأممي محرم عليه طرح المظالم التي وقعت على أهله وقوميته ودينه .إن هو طرحها بشكل موضوعي وطالب العالم بأن يقف مع حق شعبه بكلّ محمولاته الدينية والقومية والحقوقية والإنسانية.
=الأممية الحقة تلك التي تُجمع على تبني منظومة ثقافية تشمل على جميع الحقوق المشروعة للثقافات العالمية بتنوعها واختلافاتها
كثيرون منا يخلط مابين أن تكون وطنياً بامتياز .عندها لا يمكن أن تؤهلك هذه المرتبة لتكون أممياً .لإيمانهم ومعتقدهم بأن ّ الأممية أكبر من فضاءات الوطنية.وبعضنا يخلط مابين الحق وطرحه، والتعصب والشوفينية، وهناك فريقاً أخر لايفرق مابين القضايا النسبية والقضايا المعيارية. وعندها لابد أن يحصل اختلاط في الرؤيا ومجموعة الأحكام التي نصدرها على هذا الكاتب أوعلى ذاك المفكر أو الإنسان العادي.
برأيّ أول مراحل الأممية .هي المدرسة الوطنية المهمة والهامة .فإذا لم أنتهي من مدرستي الوطنية. بكلّ مراحلها وصفوفها. وأحصل على درجة امتياز في نهايتها فلايمكن أن أقفز إلى الأممية. وإن حصل لأحد ووجد لظرف ما في ساحة الأممية فإنّ ذاك الشخص مهما أُحيط من أهمية سيسقط في امتحانات حكم المستقبل .
لهذا إنّ مرتبة الأممية تأتي محصلة لجهد فردي قد يطول لعشرات السنين ولايعني من يُقبل في مدرسة الأممية أن لايكون قد تورط في الدفاع عن أسرته الكبيرة (عشيرة أو قبيلة). أو عن قوميته وديانته على أثر الاضطهادات التي تعرضت لها. فواهم من يظن بأنّ الأممي محرم عليه طرح المظالم التي وقعت على أهله وقوميته ودينه إن هو طرحها بشكل موضوعي وطالب العالم بأن يقف مع حق شعبه بكلّ محمولاته الدينية والقومية والحقوقية والإنسانية.
إنّ الأممية القاصرة، غير المكتملة تلك التي لاتتفهم معنى الحق والخير والجمال لخلفيات من ينتسب إليها.الأممية الحقة تلك التي تُجمع على تبني منظومة ثقافية تشمل على جميع الحقوق المشروعة للثقافات العالمية بتنوعها واختلافاتها. أنها ليست سوى خلاصة تجتمع فيها كلّ عناصر التفهم المرن للقيم الوجدانية والروحية والثقافية والحقوقية لكلّ الشعوب سواسية.
الأممية لاتسقط في براثن التعصب الأعمى.والديكتاتورية الحمقاء ولا تحمل رايات القتل والتصفيات. بل هي فضاء تقدمي ومتسامح ومتصالح مع ثقافته الجامعة لكلّ شعوب الأرض.
والصحيح لم تبلغ تسميتها بالأممية إلا لكونها ثقافة النخبة المؤمنة بالحياة على قدر واحد لجميع من يُحب الحياة لغيره كما يُريدها له.
إن دراسة مقارنة ،لمفهوم الأممية. وجوهرها مع الرسالات السماوية وغير السماوية فإننا سنجد لامحالة رسالة السيد المسيح هي أول الرسالات العالمية التي تدعو للمحبة والإخاء.حتى محبة العدو.وكذلك البوذية وتعاليمها التي تتشابه لحد كبير التعاليم المسيحية.ولستُ ببعيد عن أسس وجوهر الفكر الشيوعي الذي كان يُراهن على تحقيق مرحلة الاشتراكية التي هي جزء هام من الفكر الأممي. ولكنني أضيف هنا بأنّ الأممية قد تتحقق من خلال سلوكية المدرسة الليبرالية أو الدولة العلمانية والمدنية.
وحتى ننتهي من هذه الجزئية نقول.
إذا كنتُ أدافع وأنافح عن حقوق أجدادي المظلومين ،فأنا لست خارج حدود الأممية.
وإذا ما أشرت وباستمرار للمظالم التي وقعت على شعبي وهي حقيقية وادعاءاتي سليمة وموثقة فهذا لايعني أنني لستُ في مدرسة الأممية.
إن مرتبة الأممية إذا كانت تُفقدني حقوقي من أن أدافع عن أمتي وشعبي والمظالم التي تعرض لها. فهذه أممية عرجاء، ولا تستحق أن أندم على الخروج من مدرستها .
كما أنني أشدد على القول القائل بأن على المثقف أو الكاتب ألا يتبنى عقيدة سياسية تُدخله في مفهوم الأدلجة...فالايديولوجيا هي مجموعة الأفكار والمعتقدات والقيم التي لايمكن إلا ويحملها الإنسان في جيناته حتى الوراثية ومن هنا الأممية ليست تلك التي تُجرد الإنسان صورته القديمة، وتغسل دماغه وتفرغه من مضمونه ومحتواه قبل دخوله إليها. بل الأممية هي المدرسة التي تتبنى القيم والمثل العليا التي تهدف إليها عند جميع شعوب الأرض قاطبة وتقبل بها كقواسم مشتركة .لهذا فإنّ مايقوله بعض المتفلسفين والشارحين والعابثين بقيم الحق والخير والجمال.
أولئك الذين يقلبون ظهر المجن علينا .ويُظهرون أنفسهم ويُقدمونها على أنهم في مرحلة مهمة من الأممية والإنسانية والواقعية والحقوقية. لكنهم في الحقيقة ليسوا على هذا الشكل بل هم في حقيقتهم تتلبسهم الشوفينية المقيتة. وهم في قمة هرم التعصب الديني والقومي. لكونهم توصلوا إلى حقيقة وجوهر تراثهم العقدي .
فهؤلاء يُشكلون أحد أنساق الإشكالية القديمة التي تعود إلى أقدم الأزمنة التاريخية ونعني بها .الصراع الأزلي بين النور والظلام،بين الحق والشر.بين الحب والكره.
ولكن لايمكن القضاء على هذه الزمرة مهما بذلنا من جهد .إلا اللهم إذا قامت معجزة أخرى في خلق أخر.لأنّ لكل تعليم أسسه. وما ترسخ في الجينات والوجدان فصعب أن نقتلعه ولايمكن أن تلد الأفاعي حماماً والحديد ليس بخشب.
وأما عن النسبية والمعيارية وعن التعصب والحق .علينا ألا نخلط بين المفاهيم
ونظن أنفسنا بأننا عباقرة .فكل مفهوم له تخومه وتكوينه ومعاييره ولايميز هذه الأمور حتى المتعلم الذي تتلبسه روح التعصب الأعمى لما هو عليه. ولكن في الحقيقة لايوجد ذهب خالص مئة بالمئة. ولايوجد لدينا مفهوما محايداً بدون أن يُشارك المفاهيم الأخرى ويدخل في تخومها لأنه يُشكل منظومة أنساق فكرية تبنتها الإنسانية منذ عصورها الأولى . بل بتعبير أخر منذ مراحل طفولتها لهذا إنّ من يظن بأن المفاهيم يمكن تفكيكها وتجزئتها ويبقى لها نفس المعنى والدور فإنّ هذا لايحدث في الواقع بل في الواقع الذهني .كما أن الإنسان وحدة متكاملة هكذا القيم كل القيم والأفكار ومن يُدافع عن حق فليس بمتعصب .
في الختام ستبقى فضاءات مابيني وبينكَ . قد نختلف أو نتفق عليها. ولكن المهم في الأمر أن تقر معي أن الحوار الجاد والمتكافىء خير السبل لتقريب وجهات نظرنا.
والمنطق السليم يقول إذا لم تؤمن بحقي في الحياة من منظور تربيتك الدينية وتعتبرني كافراً. فهذا وحده يُخرجك من دائرة الأممية والوطنية والإنسانية والحقوقية.وليس بأقل مايجب أن أرد عليك ومن حقي لكونك تضطهدني . أنت مجرد من الأممية والإنسانية وعليكَ أولاً التخلص من عقدك وبعدها تعال لنطرح موضوع من هو أممي ومن هو شوفيني.
والسلام على من يدعي ويعمل للسلام.
اسحق قومي.
Ishak:alkomi
16/10/2019م

#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات