كاوار خضر
الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 04:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتب الأستاذ إبراهيم محمود مقالا مختصرا بعنوان: كلمة لكرد «الخارج»، مبينا إن ما يدعو إليه كرد الخارج هو مقاومة الجيش التركي إلى آخر قطرة من دم شعبنا في الداخل، ويعتبرها دعوة غير حكيمة، فإنقاذ الأرواح والبقاء في الأرض، نوع من الانتصار، بدلا من مواجهة جيش جرار لا يرجى الانتصار عليه.
ما يقوله الأستاذ محمود عين العقل. ولكن ثمة شيء آخر هناك؛ حين يقول أن هذا ليس مدحا أو ثناء لمن يديرون روجآفا. فالجاري هو إبادة الكرد وضياع أراضيهم...
والواقع ما أراده الأستاذ محمود تنبيهنا إليه، علمنا به في عفرين. وتوقع بعض كتابنا ذلك، ونبهونا عليه منذ كارثة غصن الزيتون، ولكن لم يجد هؤلاء الكتاب آذانا صاغية منا، لما أرادوا إيصاله إلينا. بل جرت العادة، وكما الآن، في الحديث عن الطاغية أردوغان وعنصرية الترك ونواياهم لإبادة الكرد... كل هذا قبلا وراهنا، شطّنا عما كان يُراد لنا.
ليست بتلك الفائدة ما أورده الأستاذ محمود، ونحن في خضم الحاصل. نعلم جميعا أن مقاومة الجيش التركي، حاليا، وكما كان في غصون الزيتون، لا فائدة منها؛ ولكن كيف لنا أن نتجنبها والخدمة الإجبارية سيف مسلط على رقابنا؟
وحديث الأستاذ إبراهيم يخص منطقة بعينها، حين التزمت الإدارة الذاتية بالتخلي عن المواجهة، غير المتكافئة، فيها. والسبب ليس حبا بكردستان أو رأفة بنا في هذه المنطقة بالذات؛ وإنما لأوامر تلقتها ممن سلمهم هذه المنطقة البترولية وغيرها، منذرين إياهم أن مهمتهم هنا قد انتهت، وعليهم إعادة الأمانة إلى أصحابها.
فالأستاذ محمود قفز من على فوق هذه المعاهدة، ونحن نعذره في ذلك. لو تطرق إليها لعاتبناه. والرجل ترك لنا نحن كرد «الخارج» أن نكمل المقالة.
نشكره على ما كتبه. إنه مقال قيم، ولو أن إعلامنا اتخذ هذا المنحى، أو كتبنا هكذا، مثل ما كتبه أستاذنا قبل غصن الزيتون بزمن طويل؛ لما كان هناك زيتون ولا غصنه؛ غير أن الكتاب الجريئين قلة عندنا، ليس عندنا فحسب، بل عند جميع المجتمعات البشرية؛ ربما يكون العدد لدينا أقل بكثير مما لديهم.
يتبع
#كاوار_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟