أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حارث رسمي الهيتي - خمسة عشر يوماً من تشرين














المزيد.....

خمسة عشر يوماً من تشرين


حارث رسمي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 6380 - 2019 / 10 / 15 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ خمسة عشر يوماً لم أفتح كتاباً، ولم اقرأ صحيفة ابداً، لا رغبة لي في القراءة، رغم اني وفي احلك الظروف كنت قارئاً لا يمل ولا يؤجل قراءته، حتى في رحلة هروبنا من داعش كان في "كونية" ملابسي كتابين، أحدهما ديوان لمظفر النواب، الرغبة جامحةٌ للكتابة، الكتابة عن سبعة أيام لم نألفها من قبل، استثنائية، مرعبة ومفرحة في آن، الكتابة عن واقع عشناه، الا انني قرأت شبيهاً له، فلم يكن باستيل فرنسا الذي عرفناه أقل قذارة عن "منطقتهم الخضراء"، كما ان المقارنة مسموحة حين نقارن عائلة رومانوف في روسيا القيصرية وبين عوائل الشيوخ والسادة واصحاب الفخامة المترفين الذين حكموا العراق منذ عقد ونصف.
الكتابة عن ابطال حالمين، جابوا شوارع بغداد والمحافظات، مطالبين بحقهم في العيش الكريم، في بلد كريم، حالمين بعراقٍ يعالج مرضاه، ويسكن ابناؤه في بيوت آمنة كريمة، حالمين بعراقٍ تفتح مدارسه ابوابها امام اطفاله بكل جمالٍ وحبٍ وثقة، حملوا أحلامهم بعراقٍ يلتفت الى عوائل من ضحوا من أجل كرامته، ونظافة أرضه، خرجوا وقالوا كلمتهم التي صمتت أمامها كل التحليلات والنظريات، وعجزت كل الأحزاب السياسية عن فهمها ومجاراتها وتبنيها، وهنا حيث لا مكان للعتب على الرجعيين فهم رجعيون وهذا ديدنهم وتلك مصالحهم، لكنه عتابٌ على الثوريين التقدميين، رغم انهم التفتوا فيما بعد الى خطئهم الفادح، الا إنهم اداروا ظهرهم لأحلام شبابنا بادئ الأمر!!
الكتابة حالمين وموجوعين ومعجونين بالفقر والظلم والضياع، دفعتهم وطنيتهم التي اراد الجميع تجريدهم منها، دفعهم وعيهم بضرورة التغيير وحتمية أن الحقوق تؤخذ لا تعطى، تحركوا وفق قاعدة ان التغيرات الكمية تؤدي الى تغيرات نوعية، وإن لم يدرسوا هذه القاعدة مثلنا، فهم امتداد لحالمين كانوا قد سبقوهم الى التحرير منذ ٢٠١١، وقسمٌ كبير منهم لم يزل يحمل حلمه ويدافع عنه.
رغبة للكتابة والدعوة لكثير من الأصدقاء، أدعوهم فيها للتفكير سويةً لإيجاد ابواب تمكننا للخروج من أزمة قد طال عمرها، ودعوة لأن يتوقف الجميع عن مطالبة هؤلاء الحالمين بأن يجيبوا على أسئلة تؤرقنا، فالجميع مطالب بايجاد بديل عن هذا الوضع، يكفي إنهم حركوا فينا هذه الأسئلة التي تعتمل في صدور الكثيرين، يكفي إنهم حملوا احلامهم ومطالبهم التي نتشارك فيها معهم وواجهوا سلطة مسعورة، ضربتهم بالغاز المسيل للدموع، وعلّمت هراواتها على ظهورهم، وفتحت النار الحي على صدورهم، ولاحقتهم في الأزقة والأحياء، بل واعتقلتهم من المستشفيات، ليكمل القناص "المجهول" ما بدأته الحكومة، ليضع بصمته على جباههم، بعد أن وضعوا بصمتهم في حياتنا وتاريخنا، ليخلدوا أنفسهم في ضمائر كل اولئك الطامحين والمتلهفين لعراقٍ آخر، غير العراق الذي تريده السلطة لنا.
دعوة للتوقف عن اتهامهم، وتخوينهم، كما إنها نصيحة للجميع، ليس شرطاً أن يكون هؤلاء المتظاهرين اسماء بارزة في الساحة الاحتجاجية لكي تحظى بالقبول والاحترام والاعتراف، وليس شرطاً أن يكون هنالك قادة بالمفهوم الذي تريدوه، مرارة العيش والحرمان والتجويع والموت البطئ وانعدام الأمل، كل هذه خلقت من هؤلاء الشباب قادة عليكم التعامل معهم، فهم لايقلون شئناً عن جميع الثوار والابطال الذي خطوا النهايات الايجابية لشعوبهم، هم كما الفرنسيين في ثورتهم إن شئتم، وضعوا حاويات الأوساخ متاريساً يحتمون خلفها من بطش السلطة كما هناك، وواجهوا تصريحاً لا يقل استهزاءً عن تصريح ماري انطوانيت التي نصحت ثوار باريس الذي يهتفون مطالبين بالخبز، نصحتهم في أكل الكعك في حال غياب الأخير، واجهوا سيدةً قالت:
ان حرق اطارات السيارات في الشوارع أثر على الواقع البيئي والصحي في العراق!!!



#حارث_رسمي_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا يقتلنا النفط
- سلام عادل .. الاستثناء في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي
- الوطن هو أنتم، الوطن هو أنا
- ملاحظات من عطلة العيد
- القفز من مركب الرئيس !!!
- من حفل التنصيب !!
- فندق حامد المالكي الذي شغلنا !!
- قادةُ مروا بعد فهد ، لهم وعليهم
- كيف خيبت سائرون حلماً كان قريباً ؟
- الذاتي والموضوعي في تشكيل فهد
- وثبة كانون ... فتاةٌ على الجسر وكسر للنهج الطائفي مبكراً
- اليشوف الموت ما يرضى بمجلس مكافحة الفساد
- وزير الثقافة و ورث بابا خرابة
- الموقف من الشيوعيين !!
- قراءة بصوت عال لمقال الرفيق جاسم الحلفي
- الهرمنيوطيقا .. ومحاولة فهم النص الديني
- ثلاث رسائل لمئوية ثورة أكتوبر
- لماذا لا يؤسس النظام الأمريكي دولةً للرفاه ؟!!
- ( المجتمع المدني ... قراءة في المفهوم )
- وثائق CIA وجائزة نوبل


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الصين تستضيف اجتماعا للفصائل الفلسطينية
- برلماني روسي: موسكو لن تشارك في أي قمة سلام بشروط أوكرانيا أ ...
- نيجيريا والإمارات تتفقان على استئناف الرحلات الجوية وإصدار ا ...
- أوربان يدعو رئيس المجلس الأوروبي إلى استئناف العلاقات مع روس ...
- بايدن ينتقد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس ويتهمه بالتملق للأث ...
- السلطات الأمريكية ستجري تحقيقا في تعامل الأجهزة الأمنية مع م ...
- عدد المصابين بفيروس حمى النيل في إسرائيل يحطم رقم قياسيا مسج ...
- دونيتسك: أكثر من 189 ألف قذيفة أطلقتها قوات كييف منذ فبراير ...
- أوربان: في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية سيعمل فورا كوس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حارث رسمي الهيتي - خمسة عشر يوماً من تشرين