جيل الثورة

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6379 - 2019 / 10 / 14 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التظاهرات الاخيرة والتي انطلقت شرارتها الاولى في ساحة التحرير في قلب العاصمة مطلع شهر( اكتوبر )بغداد لتعم اكثر من محافظة من محافظات الوسط والجنوب والتي قادتها جموع الشباب الغاضب الذي اصابه القنوط وآلم به الاحباط تحت حكم الاحزاب التي قضمت اموال العراقيين قضمة الابل نبتة الربيع فكانت بمعزل عن هموم الجماهير وبمنأى عن تطلعات العامة .
التظاهرات هذه المرة ليست كسابقاتها ولعل اهم واخطر ما يميزها عما سواها انها مثلت الشارع العراقي بكل وجعه وعنفوانه وجديته بعيدا عن مظلة الاحزاب والقوى السياسية التقليدية التي اصبحت عبئا على كاهل العراقيين وثقلا على صدور الفقراء والمعوزين فكان ان هبت جموع الشباب الغاضب بعد ان اصابها اليآس من اي تقدم في ملف الخدمات ونيل الحقوق وضمان الحياة الكريمة التي تليق باي شعب من شعوب الارض بعيدا عن المحاصصة الحزبية والمناكفات السياسية والتشنج الطائفي والاثني والمناطقي .

البعض يعيب على تلك التظاهرات انها لا تحتكم على مرجعية معروفة وقيادة معلومة والواقع ان ما يعاب على تلك التظاهرات هو عين كمالها وسر قوتها فهي تظاهرات لا تمثل حزبا ولا تجسد مرجعية ولا ترتبط بدول جوار لذلك فلا يعرف لها رأس ولا يستدل منها على رمز لقد استغنت التظاهرات الاخيرة عن كل الرموز والمرجعيات والاحزاب والكتل والقوى والثقافات والايديولوجيات لتأتي وهي تمثل الشارع العراقي والوجع العراقي بكل قوة ووضوح انها نسيج عراقي تكامل داخل رحم المعاناة طوال السنوات الفائتة حتى اذا اكتمل نموه وقوي عوده واشتد ساعده خرج منتفضا وصرخ مزمجرا بكل الوجوه الكالحة والهياكل الخاوية .
لقد فشلت سائر الرهانات التي كانت تعول على التغيير الذي يكون على يد القوى السياسية المستقلة او النخب الثقافية المتنورة او المرجعيات الدينية المتصدية لتأتي شريحة الشباب الغاضب الذي لا يعرف عن الثقافة شيء ولا عن التاريخ شيء ولا عن الطائفة شيء ولا عن المذهب شيء ولو انه عرف شيئا لما كان قد تمرد على القيد وكسر الجمود وطرد الخوف وهزم الملثمين والقانصين
انه جيل الثورة .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات