أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد عبيس - عقل المجموعة المجهول ,تظاهرات العراق وأشكالية التغيير














المزيد.....

عقل المجموعة المجهول ,تظاهرات العراق وأشكالية التغيير


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 6377 - 2019 / 10 / 12 - 03:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقل المجموعة المجهول

تظاهرات العراق وإشكالية التغيير
رائد عبيس

كلمة التغيير كلمة مخيفة عند من يتولى السلطة والحكام في كل المجتمعات، وأكثرها في المجتمعات التي تعاني اضطراباً تأسيسياً في دولتها وتكوينها وبنيتها المجتمعية والاقتصادية، والسياسية، لاسيما تلك القائمة عن طريق الانقلابات، والتدخلات الخارجية، أو السيطرة العائلية، أو نتيجة حكم الاقطاعيات، أو الإمارات العشائرية، والقبلية التي تسعى إلى التوريث، والحفاظ على مجد الحكم والهيبة، والوجاهة، والجاه.
فكثير من طبقات المجتمع التي تحمل من أساليب حياة الأرستقراطية، والتكوين الطبقي العالي، تحاول باستمرار أن تحافظ على ما تحصلت عليه، وتحافظ أيضاً على ما يساعدها على الحفاظ على هذه الطبقية، مثل سلطة الحكم، ونظامه.
بما أن التغيير يعني مسيرة جديدة غير تلك المتبعة بالتقليد، والاعتياد، والوراثة، ولكونه طريق جديد يختلف من حيث المنهج، والآلية، والتفكير، والخطوات، والأساليب. فانه يعني تقويض لأسس اجتهدت تلك الطبقات في تكوينه وبناءه منذ تاريخ الدولة العراقية والى اليوم، ومع كل الأنظمة التي حكمت العراق.
هذه إشكالية طبقات المجتمع العراقي مع التغيير، وهذه إشارة إلى عمق الإشكال في التعاطي مع المتغير الاجتماعي، أو السياسي، أو الاقتصادي، وانفتاحه على مجالات أخرى تربوية، وعلمية، ومؤسساتية، التي جاءت داعمة أيضاً ومميزة لأرث تلك الطبقية السياسية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية في المجتمع.
هذه إشكالية كبرى عمقت من التفاوت الطبقي، ووسعت من دائرة الفقر، ورسخت الطبقية، وحماية النظام السياسي عائلياً وطبقياً، وترسيخ مبدأ التوارث في السلطة، ترسيخ عامل السيطرة والاحتكار المؤسساتي ، تنمية رؤوس الأموال على حساب الفقراء، بناء مجمعات سكنية زادت من التصنيف الفئوي والطبقي في المجتمع، احتكار الوظائف بالوساطة، والرشاوي، والمحسوبية، حجمت الضعفاء من الناس طبقياً. هذا واقع كان مسكوت عنه في ظل نظام دكتاتوري قمعي، كان الخوف فيها سيد الموقف، اما بعد 2003 فقد كان للتجربة الديمقراطية أثر كبير في الانفتاح على قضايا مركزية والتكلم بها سلباً وايجاباً، فقد انفتح المجتمع على كل مظاهر الاحتجاج، والرفض، والمعارضة والانتفاضة، والثورة واقعياً وافتراضياً وإعلامياً. ومع هذا الانفتاح وتراكم المسببات والمبررات، قام الشعب العراقي بالانتفاضة من 2011 وبشكل مستمر حتى انتفاضة 1/10/2019 عبرت فيها بقوة وَحِدةِ عن الحركة الاحتجاجية التي راح ضحيتها اكثر من 6000 جريح وأكثر من100 قتيل. أنطلقت هذه التظاهرة بوعي المحتجين بحجم الخراب الذي ألم بهم وبلدهم، فقد كانت هذه الانتفاضة بمثابة توثيق دستور جديد للوعي في البلاد، هي تظاهرة على الوعي البليد، والخامل، بسبب غسل الأدمغة المستمر من قبل كل أحزاب العراق الذي ضيعته، ثورة على السكوت، ثورة على اللامبالاة، ثورة على أللا وطنية السائدة، ثورة على البدائل التي غرق بها العراق وأهله.
تلك هي حركة شبابنا ضد مهزلة الحكم، وتفكيره، ومنهجه، وتسلطه. فقد كانت هذه الانتفاضة تعبير عن الوجدان العام، وطموح مختزل بجهد المحتجين لتغيير كل أسس الاخطاء المتراكمة في نظام الدولة. الخوف من ثورة الوعي كثيراً ما يهز اركان الأطراف السياسية التي إقامة كيانها السياسي الفاسد على حساب حقوق الناس البسطاء، تمثل هذا الخوف بنسب تهم باطلة ومزيفة كالولاء للخارج، والتدخل الأمريكي لتهديد محور المقاومة، وزعزت أركان الدولة وإسقاط النظام، والعبث بالأمن المجتمعي، وقيادتها من قبل تيارات دينية متطرفة، أو أنها ثورة مراهقين، أو كما أسماهم رئيس الوزراء جمع من اليائسين، أو أنها بدون هدف أو بدون أسس، هذه توصيفات الخيبة اللامسؤولة تجاه قضايا كبرى، ومصيرية، ينتظر المواطن العراقي بها حلاً جذرياً. الخوف الأكبر الذي وقعت به الأحزاب الفاسدة والحكومة العاطلة، هو بأن هذه التظاهرات لا قائد لها ، وان لا يمثلها أحد للتفاوض معه، كان هناك عقل مجهول افتراضي أو واقعي يتحرك دوماً، وهو (العقل الواعي) الذي تجهله الحكومة، والأحزاب وسلطتها الفاشلة التي تأسست على فكرة الخوف من القمع القابع، في وعيهم المزيف عن الحقوق، والحريات، والمدنية، والوعي. هذا ما جهلوه، وهذا ما يراد له أن يعلن، ويوضح لكل العراقيين ولكل أحزابهم، ولكل من يدير دفة الحكم في العراق بتأثير الخارج، أو بتأثير المصلحة الخاصة التي عمقت من الفجوة بين الشعب وسلطته، ودولته، ووطنيته وحقوقه، وإرادته، تظاهرة 1/10/2019 هي حراك ثوري واعي لاستعادة كل الحقوق المعنوية, بعقل يقظ يدرك بما يفكر به، وما ينبغي أن يفكر به، وما يجب أن يشغله اتجاه قضايا الوعي الحق بما هو حق مشروع.

رائد عبيس





#رائد_عبيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف بيتر سلوتردايك والعنصرية في ألمانيا
- مزاج القادة وقادة المزاج، إشكالية قيادة الجمهور وكسب طاعته
- الوعي المخبأ خلف ولاءات الطاعة، أشكالية ارتهان الإنسان للإنس ...
- الإعلام العراقي والذوق العام
- الشيوعية ثقافة وليس عقيدة ،اشكالية التكفير بلا تفكير
- التحولات المذهبية للنقد
- علاقة الحق بالقانون في رؤى هابرماس الفلسفية
- مدرسة فرانكفورت بين الحداثة وما بعدها : مشروع نقد لم ينته بع ...
- حدود المواطنة
- المواطنة
- التكنو قراط - النخب الممتطاة -
- الذات المعنفة والشرعية المأزومة
- بيتر سلوتردايك


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد عبيس - عقل المجموعة المجهول ,تظاهرات العراق وأشكالية التغيير