أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - عاشقة الخريف حينما تهز الأم السرير














المزيد.....

عاشقة الخريف حينما تهز الأم السرير


عدنان العريدي

الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 13:40
المحور: الادب والفن
    


صنيع الجمال
فاض التنور جمرا..تحت الرغيف..
ليحيا الفجر في زقاق العمر
لضوئك وجهان ...أصل وظل القمر..
لعطرك روحان..ورد يختال مع الربيع..
وظل يناجي روح الزهر
لصور فائقة ..ومهجة ذائقة..
وخال فوق صفحة البدر..
يبرق للنجوم فيقمع الليل ..
وتبرق السعادة على صدر الهوى
قلادة عروس تلمع تحت جبين أغر
تقتات الفرح في ظل الحزن بروح عطر
يلسع القلب بريق الحلم
تعددت بحور الحزن
وجليسها واحد...
تعددت ظواهر الخصب..
في عيني جاحد..
ما أزعجته بنات الدهر
حينما تهز الام السرير بيديها يهتز القدر
..ليت القفراء تتكلم، لأنطقتها دموع المطر وبركان الوجد.
- دعنا من هذا الإطراء، ولتدخل لحديث عمتنا، المنقول إن كان صحيحا.
- أشعر بان كل هذا الوصف لا يليق بجنابه، أ تشككين في صحة الرواية قبل سماعها؟
- ما ظننته كاذبا، كلي أذان صاغية ومتلهفة لسماعها، فأنا أحبها وأتعاطف معها لأنها ظلمت مثلي،سأروي لك لاحقا كيف حرمت من ميراث أبيها، هيا ماذا قالت؟
فيبدأ بالحديث من ما قبل رؤيته الضوء، حينما مرض العم يوسف، وهو رضيعا، فتخرج والدته صبحة عريانة كما ولدتها أمها وسط ملعب القرية، قبل أن يسترها الشيخ جاد الله بعباءته فيقول:
- والله ما شعرت بعريها من شدة ما بكيت لسماعي مناجاتها، تقول:
- رب. لقد رأيته على أربع ضرائر، إن كنت ربي فعلا اشف لي يوسف.
- ولم أشعر بأنها خرجت عن إطار العادة، أو كفرت، (كما جادلوني الناس في ذلك)، فألقى برداءه ليسترها، لتذهب مهرولة إلى الولي (الشيخ محمود)، قائلة:
- يا سيدي الشيخ محمود اشفي لي ابني، أم لأني معدمة لا تنظرون إليا؟
-وتذهب لشيخة من القرية، لتطلب منها أن تحضر أذن حمار ميت وتضعها تحت مخدة سرير الطفل.
وما لبثت أن عادت إليها تلك الشيخة لتقول لها:
- يا أم يوسف، لقد أتين ثلاث نساء يلبسن أبيضا كالراهبات، ليقرأن على سرير الولد، وغادرن من غير قراءة ولا صلاة، لوجود نجس في السرير..
وما كان منها سوى الذهاب مهرولة إلى السرير، ورفع أذن الحمار، وإلقائها خارج المنزل، لتات الشيخة إليها في اليوم التالي قائلة:
-أعطيني البشارة يا أم يوسف، سيشفى ابنك من الغد فلقد عدن الثلاث راهبات وقرأن وصلين فوق رأس الطفل.
فسارعت إلى(عبها) لتخرج عدة (مجيديات) عملة كانت متداولة في حينه قائلة:
-لك مثلها حينما يتم شفاء الولد.
وتردف الحاجة سارة بحشرجة مختلطة بالدمع، تارة تبكي وتارة تتحدث، لتبث أوجاعا معتملة في الصدر، لم تقوى على كتمانها فهي الباقية من تلك العائلة، ولولا صدق الملامح والمشاعر الفائضة لكدت اتهمها براوية ذا خيال واسع ومعان غزيرة...
-وكبر الولد وتزوج ورحل مع زوجته وابنيه إلى الأردن، في النزحة (حرب الأيام الستة) والتحق بالفدائيين وانتقل إلى لبنان بعد أيلول الأسود، وقد كانت تكسر القلوب بشدوها"هاتوا الجريدة وهاتوا قلمها تشوف بروت مين استلمها...هاتوا الجريدة وهاتوا قلمها تشوف عمان مين استلمها.. هاتوا الجريدة تشوف فلسطين ...يا طير الطاير بيدي هبطك سلم على يوسف وين ما زقطك..) وكم كابدت عناء السفر للأردن، وقد بلغت من العمر عتيا، دون جدوى وصدر العفو الملكي عن كل المشاركين في أحداث أيلول، ليعود الكثيرون وتذهب لتراه ولم يكن من العائدين فتعود سفر اليدين يقتلها الحنين، هذه الحاجة التي تكاد تغرف من بحر من الحنان وكانت كناقة تجتاز الصحراء، بحثا عن قعودها، لتشم ريحه أو تلتمس منه نظرة تشفي بعض من رمقها، تلك العجوز التي يكاد كل ملمح منها وكل جزء وكل تقطيبة في جبينها تروي حكاية تاريخ بأكمله، فتظن أن التاريخ سطر من جبينها، أو بعض من روايتها، مغدقة الحنان ثابتة العنوان ما قسمت الأيام ظهرها رغم طولها، حينما قام ابن أخيها بتطويح حجر، فلقمها في فمها، ففر مهرولا ولحق ابنها به كي يضربه، وما كان منها إلا أن نهضت لتحمي الولد من غضب أبيه، رغم الدماء التي ملأت وجهها، فذهبت متحسرة على آخر ضرس في فيها، أم همها أن تقي الحفيد من غضب الوالد.
- (يي يا ستي أخر سن في فمي الحمد الله الي ريحتني منه، الله يغضب عليك يا. ع إذا بتضربه)
- ماتت حسرة على ابنها الذي حال بينهما الكثير من الظروف فماتت كمدا ولم تكحل عينيها برؤيته.
وسط إطراق لسماع تلك الحكايات التي راقت لمحمود وعاشقة الخريف اللائي كانا متعجلين لسماع ما تبقى منها في جراب ابن العم، بشغف ودون ملل.
-هيا أكمل فكم أحب أن أرى عمتي التي رغم الحدود والعساكر أشعر وكأنها بيننا.
-يا إلاهي كم أشتاق لتكتحل عيناي برؤيتها.

يتبع



#عدنان_العريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشقة الخريف حينما يبكي الرجال
- عاشقة الخريف
- جدلسة المعاني عند معين بسيسو
- لا حزنا أو حسرة
- لا تصالح
- أرى ما أرى
- العشق في زمن الشهادة


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - عاشقة الخريف حينما تهز الأم السرير