أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين البكري - أسئلة التظاهرات / إجابات شيوخ السلطة، والإجابات البديلة














المزيد.....

أسئلة التظاهرات / إجابات شيوخ السلطة، والإجابات البديلة


ياسين البكري

الحوار المتمدن-العدد: 6374 - 2019 / 10 / 9 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فتحت التظاهرات الشعبية في الأيام الماضية التكهنات عن مآلات الوضع العراقي، وصاغت أسئلة جديدة عن ديناميات هذا الحراك وبناه ومن يقف خلفه وطبيعة أهدافه والسيناريوهات المتوقعة؟
جاءت الإجابات الأكثر كلاسيكية وسطحية على مطالب المتظاهرين من قبل السلطة وبعض القوى السياسية التي تصلبت شراينها، حيث إختزلت الديناميات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية المحركة للتظاهر بمقولات من نوع مندسين، مؤامرة خارجية!!!، (مع إقرار لفظي من نوع إن التظاهر حق دستوري)، متناسية طبيعة التحولات الكبرى التي شهدها الجيل الشبابي الحالي الذي يختلف في تطلعاته ومطالبه وشخصيته التي صاغها مناخ الحرية النسبي، وإنفتاحه على ثقافات متنوعة بفضل الإتصال السيبراني وتجارب ما بعد 2003، بكل تجلياتها الإيجابية وتداعياتها السلبية، و يبدو جلياً، إن ايديولوجيات شيوخ السلطة وجمودها لم تستوعب تلك التغيرات ولم تعطِ تفسيرات وإجابات مقنعة، وبالتالي كانت ردود أفعال السلطة متشنجة ومستنسخة من زمن الشموليات والرموز، وتلك لم تفهم غير لغة العنف في مواجهة مطالب الشعب والمعارضة.
معظم الطبقة السياسية الحالية بكل حمولاتها السلوكية واللا شعورية ما زالت أسيرة تراثها في مواجهة العهد الدكتاتوري، وتشربت لا شعورياً سلوكيات العنف التي كانت تعارضها، فالعمل السياسي السري يفرض آوالية الشك والحذروالتخوين والمؤامرة، وتلك أعراض مرضية ليس سهلاً التخلص منها بمجرد تغير مواقع اللعب من معارض مطارد الى رجل سلطة، بل قد يمنح الموقع الحكومي والسلطوي الجديد مساحة لتركز تلك الأعراض في لا شعورية أو شعورية التعويض عن سنوات القهر والإذلال والسجون والتعذيب ومشاعر الإغتراب في المنافي من قبل نظام قمعي مجنون.
من هنا جاءت الإجابات خاطئة وترتقي للخطيئة في التعامل مع التظاهرات عبر العنف المفرط الذي تؤشره اعداد القتلى والجرحى في ثلاثة أيام. قرار إستخدام العنف وضع القوى الأمنية بمواجهة الشعب، وذلك أسوء ما يسحب من رصيد أي سلطة ونظام، وسلطتنا وطبقتنا مديونة أصلاً بالكثير لهذا الشعب.
ليس من مصلحة الدولة المراد بنائها والإستقرارالمطلوب تثبيته بعد موجات الإرهاب، أن تتخذ قرارات تزعزع ثقة الشعب بقواه الأمنية، فجزء من ملحمة التحرير ودحر داعش كانت اللحمة بين الشعب وقواته المسلحة باصنافها، وذلك مكسب لا يجب التفريط به في زمن الخسارات المتتالية، فلا مكان للطيش والتهور وإستعراض العضلات على الشعب.
عنف السلطة لم يتوقف على ساحات الإحتجاج وشوارعه، فهناك عنف رمزي شعر به وتذمر منه 8 ملايين بغدادي، وبعض المحافظات عبر قرارات حظر التجوال؛
قرار وضع شعب في زنانة، قرار سيء جداً، قرار سالب للحرية ومعطل للمصالح العامة، مسار سيزيد النقمة ولن تجمله مبررات حماية الممتلكات الخاصة والعامة.
وبنفس المنطق يمكن قراءة قرار حجب النت، كعنف رمزي، وقمع لحرية التعبير عن الرأي، وحين تفرض العتمة على نقل الحدث وتداول الصورة فذلك يشي بقمع مفرط يمارس ولا ترغب السلطة في فضحه. حجب النت ربما يدخل في باب منع حرية الوصول للمعلومة، وحرية الفرد بالتواصل، ويعيد للذاكرة كلاسيكيات الإعلام السلطوي حين ينزل فيض التمجيد من أعلى الهرم، والشعب مجبر على سماع الصوت الواحد وتخوين من لا يصفق لنشرة الإخبار.
على شيوخ السلطة أن يتطوروا ويتعلموا حواراً جديداً، حوار يليق بجيل شبابي لم تعد تعنيه قصص نضالهم، ولم يعد يتحدث لغة طائفية، وناقم على الفقر والبطالة والفساد والفشل المتناسل، وله حقوقه المهدورة المسروقة ، وله أحلام بعراق آمن مستقر، يترنح بسوء الإدارة وصراعات الطبقة.
أسئلة شباب المظاهرات ومطالبهم سهلة بسيطة محقة، وحتى إذا كان نفر محسوب على التظاهر له توجهاته وارتباطاته بحسب منطق شيوخ السلطة، فذلك لا يجرد التظاهرات من ظروفها الموضوعية الداخلية المحفزة لها، ولا يمحي من التظاهرات وسمها وألمها العراقي، وعلى السلطة والطبقة أن تجيب عن أسئلتهم بفهم وعقلانية، اما الإجابات بالبطش والتخوين فتلك إجابات مريضة مستهلكة لن تبني أوطان، فعنف السلطة بذاته سيكون محركاً إضافياً لتظاهرات أشد ولأعداد أخرى ترفد التظاهر، فلغة العنف ليست هي اللغة المناسبة للحوار مع هذا الجيل الذي تفتح وعيه في مناخ عدم الخشية من السلطة، وأن الحاكم ليس الأخ الأكبر الذي يدير المزرعة كيفما شاء، ومن يعارضه مصيره القبر أو القبو، فابجدية الزمن الحالي بمساوئها لا توافق ولا تخضع لأبجدية البطش، فهناك متغيرات كبرى طبعت بصماتها على هذا الجيل، وهناك قواعد دستورية قد يخرقها الحاكم، لكن بالمقابل هناك صوت يعارض الخرق، وهناك من يراقب، وهناك من يكتب سجلاً للخروقات.
هنا اليوم جيل جديد لم يعد يحتمل الفساد والتسويف، ويراكم تجاربه في الحرية والإحتجاج والحلم والأمل ويطالب باستحقاقاته، وعلى شيوخ السلطة، والطبقة السياسية أن توقف ضجيجها وبطشها وتنصت جيدا،
جيداً وبعمق وعقلانية، وتستجيب.



#ياسين_البكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسوية التأريخية العراقية ؟!
- قراءة أولية لقانون جاستا
- من سينهي حرب العراق وقلق الامريكيين من الارهاب ترامب أم كلين ...
- إصلاح اقتصادي / خطوة لا بد منها لتعديل المسار العراقي
- إعادة تعريف ألازمة السياسية العراقية / اعباء الخارج
- ملامح العراق القادم في ضوء ازمة المالكي / الهاشمي .
- العلاقات العراقية الكويتية / لعبة التاريخ والجغرافيا والتدخل ...
- اردوغان ،،بين الاسطورة والواقع
- منطق المتسلطين / انهم يخشون الياسمين
- كركوك/ السياسي واشكالية الصراع
- الهوية الوطنية العراقية ...منظور المخاوف ومسارات البناء
- امريكا والاستثمار النفسي الاستراتيجي لاحداث 11 ايلول
- وداعا ايها الرائع كامل شياع
- العراق / غياب الدولة وحضور السلطة
- امريكا واستراتيجية ما بعد الفدرالية / العشائر وتشطير الفضاءا ...
- مجلس النواب والنوم في العسل
- اليسار العراقي ومهمة إيقاظ الوعي المغيب واستعادة الثقة
- الدولة الاسلامية وظاهرة عدم الاستقرار السياسي في تاريخ العرا ...
- جمود الايدولوجيا ومرونة السياسة...الثابت والمتحول في العملية ...
- بناءالدولةالعراقية...بين السلطة والدولة


المزيد.....




- استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب ...
- شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو ...
- الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
- هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
- المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله- ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ ...
- الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين البكري - أسئلة التظاهرات / إجابات شيوخ السلطة، والإجابات البديلة