تحية إلى السيد وزير الثقافة قبل المغادرة ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير 1136
أولا اقر واعترف أنني من المعجبين بما فعلته للثقافة المعاصرة جهود كل من حتشببسوت وشجرة الدر وكليوباترا وطالب الماجستير في التاريخ البابلي القديم حمورابي أكثر مما فعلته وأنجزته جهود وخطط وزارة الثقافة العراقية في عهد السيد الوزير نوري الراوي ( المنتهية ولايته ) ، ولأنه سيغادر الوزارة إلى الأبد ، يوم غد أو بعد غد ، بعد أن تعلن الوزارة الجديدة فأنني أحييه تحية الوداع ، وسأطالب وزير الثقافة الجديد بإحالة الوزارة بكاملها إلى المستشفى الجمهوري للكشف عليها وتحليل دمها لمعرفة أمراضها التي أصابتها خلال أكثر من سنة .. وكذلك من الضروري معرفة وظائف الغدد الثقافية فيها وخاصة الغدد اللمفاوية الثقافية العليا ..! أما إذا كان السيد نوري المالكي قد اختاره ، من جديد ، وزيرا دائميا بعد قراءة حواره الذي أجرته معه جريدة " البرلمان " البغدادية الغراء يوم 15 الجاري ، فأنني أدعو جميع " المثقفين " العراقيين في داخل الوطن أن يراجعوا فورا عيادات أطباء الأعصاب في بغداد ، قبل أن يغتالهم الإرهابيون آو قبل أن يغادروا العراق هاربين ..!
أما نحن المثقفون في الخارج فعلينا التضامن جميعا لمراجعة الأطباء الأمريكان والانكليز والهولنديين والألمان وغيرهم كي نحصل على شهادة تثبت أننا لسنا شعراء ولا مسرحيين ولا فنانين تشكيليين ولا سينمائيين ولا روائيين ولا موسيقيين ولا علاقة لنا بالثقافة أية صلة نهائيا وبتاتا ..!! وعلى كل واحد منا أن يحصل على شهادة " ملائية " من مسجد أو جامع أو من أي وكيل من وكلاء النبي نوح عليه السلام ، وحتى من أية مزرعة دواجن ، تثبت أننا تربينا تربية إسلامية وأننا لا نؤمن بأوهام رجال الفضاء من الذين وصلوا إلى القمر والزهرة والمريخ . وعلى كل المثقفين العراقيين أن لا ينزعجوا من محاولة البحث عن عروبتهم لإثباتها بشهادة سمراء أو بيضاء من واحد من كبار العلماء القوميين العرب فذلك وحده سر السعادة الثقافية ..!
بهذه المناسبة السعيدة أوجه نقدي الشديد إلى الاتحاد العام لأدباء العراق و لقادته الذين لا يستطيعون النطق الصحيح باللغة القومية ولا يملكون القدرة على تركيب جملة مفيدة كما فعل السيد الوزير في حواره مع جريدة البرلمان الذي جاء مثالا نادرا لموهبة نادرة للنطق باللغة القومية التي لا تتوافر لكل واحد ..! كذلك أوجه نقدي لهم وللأدباء العراقيين كافة لأنهم يهلوسون بالشعر والأدب وبحب الشقراوات وبالدفاع عن الفقراء والجوعانين والمرضى والعاطلين والمحرومين من ضوء الكهرباء ولا يتوقفون عن زعق الشعر والقصة والرواية والرسم والنحت والموسيقى والغناء ..! وهم لا يعرفون السكوت ولا الصمت عن " بعض " أخطاء الوزارة " الراوية الثقافية " التي حولت الوزارة إلى كافتريا عصرية لا يحلم بها المترددون على مبنى الاتحاد البائس في شارع الأندلس الذي يعاني من فضائح الصرف الصحي ..! و يتردد عليه كسالى من أمثال الفريد سمعان الذي قضى جزءا من حياته " متسكعا " في سجن نقرة السلمان يزعق بالشعر .. وكذلك فاضل ثامر الذي لم يتقن شيئا غير الانزواء في السجون لتعلم " قرف " النقد الأدبي ونظرياته ، ومن أمثال حميد المختار الذي اشغل نفسه بالقصة والكتابة في سجن أبو غريب " الشمولي " الذي لم " يشتمل " منه غير العذاب ..!
كلهم في اتحاد الأدباء ليسوا مثقفين ، كما يظن السيد الوزير حفظه الله ورعاه ، لأنهم ما تعودوا أن يتعلموا أفكارهم من وزارة الثقافة ، لا إسلاميا ولا قوميا ، بل تعلموا من أعدائهم المثقفين البرازيليين والفرنسيين والألمان والانكليز والأمريكان والروس والإغريق ومن حصان طروادة ولم يتعلموا من وزيرهم المثقف القومي المسلم نوري الراوي الذي صبر صبرا طويلا على مشكلات الثقافة في وزارة الثقافة غير آبه بالتهاب مفاصلها وبمشيتها العرجاء خلال عام وربع العام وهو دائم الإيمان أن الوزارة جعلت الوزير أقوى من الجميع .. والقانون جعل اتحاد الأدباء اضعف من الكل .. وتلك هي سنة الطبيعة في وطن اسمه عراق ..!
***********************
• قيطان الكلام :
• أن تكون وزيرا للثقافة فتلك صدفة أو محاصصة . . لكن ذلك يعني بقاء الثقافة العراقية من دون خبز ولا حب ولا حرية ولا حياة ..!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات