أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال المظفر - وطني يحتلني.. اجمل احتلال














المزيد.....

وطني يحتلني.. اجمل احتلال


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


قبل سنين فكرت في الرحيل خارج اسوار الوطن، بعت كل مالدي، البوتيك الذي كنت املكه واثاثي ومكتبتي التي كانت تضم اكثر من الف ومئة كتاب ومجلد في مختلف صنوف الادب والفلسفة والعلوم وبسعر لايوازي سعر بضعة كتب في عصرنا هذا.. من اجل ان اسافر وابحث عن فرصة للعمل. واعطيت نفسي فرصة للتفكير. فأنا بطبعي اعيد حساباتي يوميا عندما اخلو مع نفسي بشأن اي تصرف غير مقبول مع صديق او اي شخص آخر.. ولكن الفرصة التي منحتها لنفسي بعد ان بعتُ كل مالدي واكملت جواز سفري كانت اكبر من كل الفرص.. هل ارحل .. ام ابقى.. ام اذهب الى اهل الكرامات والعرافات ليقرأوا لي خط حياتي ومستقبلي ومشروع سفري.
ايام بلياليها لم اذق طعم النوم .. اتقلب في فراشي.. القلق يساورني.. صراع مرير مع نفسي.. الارق يقتلني من شدة التفكير.. لم تفد معي حبوب الفاليوم .. صور واسئلة شتى تدور في مخيلتي..
هل هناك مدينة في الدنيا مثل بغداد،او نهر يخترق صدر حبيبته مثل دجلة؟
هل هناك نساء في الدنيا مثل نساء بلادي ومثل انوثتهن..؟
الصلاة اما ضريح الحسين تساوي الف صلاة فكيف افرط في هذا الكرم الرباني؟
التمر البرحي اصبح في فمي اطيب الف مرة من الشيكولاته والماكنتوش ومن المارس والكيت كات والباونتي. ويعطيني طاقة قصوى لاتضاهيها اقراص الفياجرا الفاجرة..
ماء البصرة المج اصبح في فمي الذ واعذب من كؤوس الكونياك والويسكي والفودكا.. وان رغوة البيبسي كولا افضل الف مرة من رغوة الشمبانيا..
النوم على الرصيف في وطني.. افضل الف مرة من النوم في فنادق الهيلتون والهوليداي والنوفوتيل ذات الخمس نجوم.. وان الشجار مع مفارز امانة بغداد الذين يطاردوننا لاننا نبيع حاجياتنا وكتبنا على الرصيف بسبب الحصار يشعرني بالحرية اكثر من ان يسلبني اي معتوه خارج بلدي هذه الحرية .. حرية ان اتكلم وان اطالب بحقي كمواطن من الدرجة الاولى ان ابيع كتبي وسلع بيتي من اجل لقمة عيش كريمة..
خبز العباس اصبح عندي الذ من ساندويشات الهامبرغروالهوت دوك ومن علب الصوصج واللانشون البقري..
تذكرت احلى قصائدي التي كتبتها في الحرب وانا اجلس تحت تمثال السياب والقذائف تتناثر من حولي وانا اكتب:
هل ينطق تمثال-السياب-الصلصال
هل ينطق جسد الشيخ امير الفقراء
لايام معدودة.. ومع نفسي.. عشت غربة قاتلة لا اقدر ان اصف وقعها..
اصبح كل شئ في وطني له وقع خاص في نفسي وفي مشاعري..
كيف سأبعد عن زيارة قبر امي التي فقدتها وانا في الثالثة من عمري او قبر اختي التي رحلت وهي في الثلاثين من عمرها الوردي والتي تصغرني بعام واحد وعيون اطفالها الثلاثة من حولي.. ام ابعد عن قبور اصدقائي الشهداء الذين مازالت ذكرياتهم محفورة في رأسي..
هل يمكن ان افطر يوما من دون جبن الضفائر البصري المشهور الذي لاتضاهيه علب الكرافت او الكيري او اي جبن آخر..
اتذكر كيف يطلب مني اصدقائي في الخارج ان ابعث اليهم التمر البرحي وجبن الضفائر والتمر المعسل وكل شئ يذكرهم بالبصرة وبغداد وكربلاء...
هل ابعث اليكم يااصدقائي قطعة مرمر من ضريح سيدنا الحسين او من ضريح قمر بني هاشم لتكتمل صلاتكم هناك.. ام ابعث لكم قارورة عطر من فوح العنبر الذي تعده امهاتنا عندما (يبزلن) عنبر المشخاب..
هل تبعث الاشواق في قنينة يااصدقائي.. هل يبعث الوطن في قاروة عطر..
هل يغلف الوطن كالهدايا ويبعث بالبريد..
هل تذكرون يا أصدقائي نصيحة السياب الذي لم تلهبه جميلات أوربا ولامدنها بأن الشمس اجمل في بلادي والظلام.. حتى الظلام هناك اجمل فهو يحتضن العراق..



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيناك سحر حرائقي
- وماذا بعد ياسيادة الرئيس؟!!
- مأساة من ضاعت له أم
- اللوحة
- عودة الخيالة
- للصبر حدود
- منافي ..وفيافي
- صرماية الزعيم.. وارصدة المناضلين
- قدوري قاد بقرنا
- فضيحة ام صاعقة؟
- سيناريوهات لم تكتمل بعد
- الجريمة المنظمة تغزو العراق
- تصريحات مقلقة
- عكاز في قمة اللذة
- اغتيال عاشقة
- مهاجرون..ومهجرون
- صباح الخير يا عراق
- لا مركزية .. أم فرعنة!!
- صراع الكتل
- أجنحة الخفافيش


المزيد.....




- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال المظفر - وطني يحتلني.. اجمل احتلال