محيي الدين محروس
الحوار المتمدن-العدد: 6372 - 2019 / 10 / 7 - 23:18
المحور:
الادب والفن
ماذا قدمت لنا هذه الدراسة الغنية والمُكثفة للأعداد
التي نشرتها على حلقات؟
الإجابة على التساؤل: ما هي الفائدة من الكتابة عن رمزية الأعداد في مختلف الديانات والحضارات على مر التاريخ، والتي نشرتها على حلقات؟ الجواب:
بالطبع هو التعرف على مختلف الثقافات الدينية والإنسانية على مرحلة قصيرة من تاريخ البشرية الإنسانية على كوكبنا الجميل الأرض. أي عدة آلاف من عشرات الألاف من تواجد الإنسان على الأرض.
ولكن الموضوع الهام الذي أشرت له بوضوح في كل التفسيرات لمعاني الأعداد، هو موضوع الحقيقة المطلقة والحقيقة النسبية.
نحن ننظر اليوم لهذه الاعتقادات التي سيطرت في حينها والتي كانت بالنسبة إليهم „ حقائق مُطلقة „ بأنها من أساطير الخيال، وبالطبع نستغرب عندما نسمع بأن بعضها يسود في بعض المجتمعات وفي بعض الديانات إلى يومنا هذا!
و أيضاً نسبية الحقائق أشرت إليها بوضوح في أن نفس العدد الذي تُقدسه بعض المجتمعات وتعتبره رمزاً للخير، هو نفسه لغير الأقوام رمزاً للشر ( وللشيطان )!.
من هنا، يُمكننا القول: بأن ماتعتبره بعض الجماعات الدينية والمجتمعية حقيقة „ مُطلقة „ صارخة! ليس بالضرورة هو كذلك.
ليس بالفترة البعيدة في التاريخ البشري حيث كان يسود الاعتقاد „ بحقيقة „ دوران الشمس حول الأرض …هكذا نظر الإنسان للشروق والغروب! ورغم كل تقدم العلوم وصعود الإنسان إلى القمر وإلى الفضاء الرحب، لا يزال بعض „الشيوخ „ ينكر هذه الحقيقة ..وحتى ينكر كروية الأرض!!
الاستنتاج التالي هو: أهمية احترام مختلف أصحاب العقائد والمعتقدات الدينية وغيرها. ما هو „ حقيقة „ بالنسبة لغيرنا من المجتمعات، ليس بالضرورة هو حقيقة بالنسبة لنا، والعكس صحيح.
والأهم هو:
احترام الإنسان بغض النظر عن معتقداته الدينية والفكرية، طالما هي معتقدات خاصة بالإنسان ولا تُسبب الإساءة للإنسان الآخر.
لقد خطت البشرية خطوات واسعة ومُتقدمة على طريق العلم والثورة العلمية ونتائجها الإيجابية للبشرية. ولكن المشكلة تكمن في مدى تطور المجتمعات في بلادنا ( ربما بعضهم يُفضل استخدام تعبير: مدى التخلف في مجتمعاتنا - فهو محق نسبياً ).
وبداية التطور الفكري هو عدم التعصب لأفكارنا، والانفتاح على الفكر الآخر.
#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟