|
ليلى والذئاب: تتمة الفصل الثالث
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 6372 - 2019 / 10 / 7 - 20:30
المحور:
الادب والفن
4 تذكُر ليلو مناسبةَ ميلادها، لأنها اتفقت مع سنة " السيل الكبير "، مثلما أكّدت لها عمّتها. في ربيع العام الموالي لبلوغها العاشرة، شنت السماء هجوماً مماثلاً، حين فتحت شدقها على موجات متصلة من الأمطار طالت لنحو يوم وليلة. في الصباح، جرى نهرٌ آخر في الحارة، موازٍ تقريباً لنهر يزيد. هذا الأخير، لم يتحمل مجراه الضيق حجمَ السيل، ففاض من جهة ضفته السفلى ليغمر هكذا بساتين الحارة. ولكن خسائر الصوالحة، المادية، لم تكن فادحة بقدَر خسائر الحارة. حيث جرفت المياهُ، النازلة بقوة عبرَ وادي سفيرة، العديدَ من المنازل؛ منها ما يخصّ آل " وانلي "، الذين فقدوا أيضاً بعضَ الأرواح. ولم يكن بالوسع تشييع الموتى، إلا في غداة اليوم التالي مع انحسار اللعنة السماوية. عندما هُرع وفدٌ من ملاكي حي الصالحية لمقابلة الحاج حسن، كان كثيرٌ من أهالي الحارة يعلمون خلفية الموضوع: أشقياء حارتنا، استغلوا الفوضى وخلوَّ بيوت المزارعين من ساكنيها كي يعينوا السماءَ في مهمتها. بيد أنّ الضحايا لم يكونوا من رعايا الدول الأوروبية، حتى يتم حشد الجيوش لمعاقبة اللصوص واسترداد سرقاتهم. " أشعر بمعاناتكم، أيها الأخوة الأجلاء. ولكن خسارتكم لا تقاس بما جرى للأهالي في حارتنا. فاعتبروا ما سُرق صدقة، منحتموها لأولئك المنكوبين "، خاطبَ الحاجُ ضيوفه من مكانه في صدر المضافة. قال أحدهم محتجاً، " ولكن الصدقة لم تذهب إلى من يستحقها، بل إلى لصوص أوغاد " " على رسلك، يا صاحبي. فأنا ضربتُ مثلاً، حَسْب "، عقّبُ الوجيهُ الجديد لآلنا. ولم يزِد أحد من الوفد على ما قاله ذاك الرجل. فلم يكد الحاج ينهي كلامه، إلا وضيوفه يدهشونه برجائهم أن يشاركوا في تقديم العزاء لأهل ضحايا السيل.
*** الوقت كان على حدّ الغروب، عندما همّ الحاج بالذهاب مع ضيوفه إلى العزاء، وإذا به يفاجأ بمرأى شملكان أمام باب المضافة. تميّز غيظاً، كونها مكشوفة الوجه؛ بله وأمام هؤلاء الغرباء. قالت له وهيَ تومئ برأسها إلى ناحية ربيبتها، المرافقة لها: " والدها لم يحضر إلى البيت منذ ليلة الأمس، وقتما ذهب إلى البستان " " سأستعلم عنه حالاً. أنت اذهبي للبيت واستري نفسك! "، ردّ عليها في شيء من الشدة. ثم ما لبث أن التفت إلى ضيوفه، ليسألهم بالعربية عن موسي. نظر بعضهم إلى بعض في حيرة، وكما لو تفطنواً بغتة إلى موضوع غياب المسئول عن حراسة بساتينهم. نبرَ أكثرهم وجاهة للقول: " بعض المزارعين أبلغوا السلطات عن سرقة بيوتهم، ولعله قد أخذ كي يُدلي بشهادته " " عسى أن يكون الأمرُ على ما تفضلتَ "، قالها الحاج وقد تخفف عنه بعض القلق. ثم أضاف موجهاً كلامه للجميع: " لنسر إذن على بركة الله ".
*** عقب عودة الحاج من العزاء، بوغت هذه المرة بانتصاب رجل شملكان في طريقه. لاحَ أنه كان ينتظره. الظلام، لم يستطع إخفاء علاماتِ التوتر في حركاته. نطق أوسمان بشيء من التلعثم: " مصيبة، مصيبة والله..! ابن عمنا موسي؛ إن جسده مستلقٍ الآنَ في حجرة طبيب القشلة العسكرية " " تعال إلى الداخل ولا ترفع صوتك "، أوقفه ابن عمه وقد استولى كربٌ ثقيل على قلبه. القشلة، تقع خلف مسجد سعيد باشا مباشرةً وحدّها الجنوبيّ ضفة نهر يزيد. من كلام الوفد، كان الحاج قد فهمَ أن أفراد القشلة استدعوا من قبل السلطات لفرض الأمن في البساتين، " ولكنهم في الواقع لم يفعلوا شيئاً سوى سرقة ما غفل عنه اللصوص "ـ هكذا عبّروا بمرارة. " ألديك علم بسبب تواجد موسي في القشلة؟ "، تساءل الحاج وكان لديه أملٌ بأن ابن عمه بخير. عندئذٍ بسط الآخرُ يديه، في حركة مَن يسلّم بالمقدور: " إنه متمدد في حجرة الطبيب هنالك، رحمة الله عليه. لقد طعن بعدة أماكن في جسده ". نهض الحاج من مكانه مختنقاً بالحزن، وما عتمَ أن نظر إلى ابن عمه: " هل عرف أحد غيرك بالأمر؛ زوجتك أو ابنة المرحوم؟ " " لا، أبداً.. "، قالها أوسمان ثم أضاف: " لقد أعترض سبيلَ العربة منذ حوالي الساعة أفرادٌ من الأنفار، وأمروني بالسير إلى القشلة لنقل جثة أحد القتلى إلى أهله. وإذا هوَ ابن عمنا، مَن كان مطروحاً لديهم " " وأين هيَ جثته؟ " " إنها ما زالت في العربة، المركونة في دخلة منزله "، أجابَ أوسمان نافخاً بقنوط ولم تكن حالته النفسية أفضل من قريبه.
5 عربة أوسمان، عادت لتحمل نعشَ أحد أولاد عمه في الطريق أولاً إلى المسجد ومن ثم المقبرة. ماء السيل، وكان كما علمنا قد طفح على الجادّة خلال يومين، سبقَ وأنحسرَ مخلّفاً مستنقعاتٍ يرسو فيها الطمي والأوساخ. كذلك أشرقت شمسٌ ربيعية لطيفة، تخللها هواءٌ منعش ولو أنه محمّل بعدُ بالرطوبة؛ نتيجة بطء جفاف جدران البيوت الطينية والدروب الموحلة. وجيه العائلة الجديد، الحاج حسن، لاحَ في مقدمة الموكب وقد مشى برفقته كلّ من نيّو وزميلُ هذا في السلاح، طراد آغا. كون الراحل سيوارى الثرى في التربة الأقرب ( المُعرّفة لاحقاً باسم العشيرة الآله رشية )، فإن أقاربه ارتأوا اتخاذَ طريقٍ أطول كيلا يمر موكب التشييع من زقاق آله، فينفجر مجدداً عويلُ النسوة. إلا أنّ حريم العائلة، كنّ قد سبقن الموكب في الوصول إلى التربة. بدت هنالك شقيقةُ الميت الوحيدة، وكانت بملاءة سوداء، مكوّمة على نفسها في إزاء البقعة المخضرّة بالحشائش، التي تخصّ أموات آلنا من جهة الأم. فيما وقفت شملكان وهيَ ما تنفك تضمّ ليلو، التي كانت حالتها تجلّ عن الوصف. وكان على النسوة أن ينفجرن هنا، صراخاً ونحيباً، حينَ ظهرَ النعشُ محمولاً على أكتاف الرجال. نيّو، بادرَ عندئذٍ إلى إخراج طبنجته وإطلاق الرصاص، تعبيراً عن الرغبة بأخذ الثأر من القاتل المجهول. وقد جاراه طراد آغا، بغير قليلٍ من الحرَج. ثم توالى أطلاق النار من مصادر أخرى. هذا، سيُصبح منذئذٍ تقليداً عتيداً في الحارة؛ في حالة تشييع من يرحل قتلاً.
*** بقيَ غريمُ موسي مجهولاً، إذن. السلطات، ألقت المسؤولية على اللصوص وقد تصوّرتْ أنهم بادروا لطعن المجني عليه حين تصدى لهم في البستان. مرة أخرى، أضحت مضافة وجيه العائلة مكاناً للتحقيق. ولكن عوضاً عن زعيم الحي، حضرَ الآنَ ضابطٌ من طرف الدولة وقيل أنه كان يمتاز بالفظاظة علاوة على الغباء. الحاج حسن، رفض بإباء طلبَ الضابط في أن يُسمّي من يعرفهم من أشقياء الحارة. كذلك سأل ذلك المحققُ، ما لو كان الحاج على علمٍ بأنّ للقتيل خصومٌ أو عداوات. كان يتكلم العثمانية. لما لم يظفر بطائل من تحقيقه الفاتر، راح يلوّح بيده وكأنه يتصوّر أشباحاً: " إنه لغز، لغز! ". بين فينة وأخرى، شاء الضابطُ الأخرق إظهارَ سلطته بالصراخ على العسكريين المرافقين: " لا تتكلما مع بعضكما، أو مع أيّ أحد، سوى بإذن مني ". في حقيقة الحال، أنّ أياً منهما لم يفتح فاه بكلمة طوال ساعة التحقيق. ولكن ظهرَ من ملامحهما أنهما معتادان على مسلك آمرهما غير السويّ. هذا الأخير، يبدو أنه كان يُمنّي نفسه بوليمة عند الوجيه. إلا أنهم اكتفوا بتقديم القهوة المرة مع شيءٍ من الحلوى. عند ذلك، عاد يلوّح بيده هذه المرة ليُظهر امتعاضه من نفحات البخور، التي كانت تمرّ قدّام أنفه العظيم. كذلك لم يسلوَ إلقاء نظراتٍ مستخفّة على مفروشات المضافة، وكما لو كان يُقارنها بما عهده في المنازل الدمشقية، أو ربما قصور الآستانة، الذاخرة بالتحف الذهبية والفضية ومشغولات العاج والصدف والأواني الخزفية المطلية بالمينا.
*** في مساء اليوم ذاته وبعد انتهاء العزاء، المقام في نفس المضافة، اصطحبَ الحاجُ إلى منزله صهرَ العائلة؛ طراد آغا. أراد أن يستأنسَ برأي مأمور الدرك في معميات الجريمة، كون هذا بطبيعة الحال لديه تجربة في حضور العديد من التحقيقات الجنائية. جلسا في الإيوان، بما أنّ الطقس ربيعيّ دافئ. أصحاب البيت، أرادوا أن يكون المكان نسخة عن الإيوان الشامي؛ إلا أنه جاء بطريقة مضحكة: لم يكن يُشبه هذا الأخير سوى بكونه فسحة مسقوفة بين حجرتين، فضلاً عن مصطبة بارتفاع نصف متر وضع عليها فرش ووسائد مدبّجة بألوان كردية حارّة. مشكاة، موضوعة في كوّة بصدر الإيوان، راحت ذبالتها تعطي ضوءً ضعيفاً، مضاعفةً في مقابل ذلك، أحجامَ الكائنات والموجودات. " لعلمك أنا في وضعٍ صعب، طالما أنّ القاتلَ ما يزال مجهولاً. ذلك، سيبقى بمثابة وصمة لآلنا. مثلما تعلم، يا آغا، أصبحنا هنا عشيرة كبيرة نوعاً ما، موزعة على زقاقين. بينما عائلات أخرى، تنتسب لنا بحُكم الموطن الأول، تقيم في زقاق وانلي. وأنني أشك بأنّ القتلة المشتركين بالجريمة، إنما هم من أشقياء الوانلية. قد يكون رأيي جانَبَ الصواب، بما أنه مبنيّ على أمرٍ ليسَ بالضرورة على علاقة مباشرة بحادثة القتل. وأقول على ذلك، أنّ هؤلاء قادمون بالأصل من مدينة كبيرة، حيث تقاليد الجريمة راسخة على عكس الريف. ترسّخ تقاليد الجريمة، إضافة لنزعة النهب والسلب، عائدٌ أيضاً إلى كون مدينة وان يكثر فيها النصارى، من أرمن وملل أخرى، حيث أعتاد بعضُ مسلميها على جعلهم هدفاً لتلك الأعمال المخالفة للقانون "، تكلم الوجيهُ بإسهاب ثم اختتم بسؤال ضيفه، " ما رأيك أنتَ، طراد آغا؟ ". تنحنح الضيفُ قبل أن يجيب، وهوَ يلعب بعصاه الصقيلة والمزخرفة القبضة: " بلى، أظنّ أيضاً أنك تسرعتَ في حكمك. برغم أن نظريتك بخصوص تقاليد المدينة لا تخلو من الدقة. ولو أردت رأيي بهذه الجريمة، فإنني أعتقدُ أن عدد الطعنات، الموجهة للضحية، لا تعني دائماً أنّ ثمة قتلة عديدين " " بلى، في هذا الأمر معك كل الحق. طبيبُ القشلة، حين اجتمعت معه هناك، أكّد لي أن الطعنات جاءت من نفس السلاح؛ مثلما أن درجة قوتها على السوية نفسها تقريباً "، استدرك الحاجُ قبل أن يدع ضيفه يكمل وجهة نظره. أمال الآغا عصاه إلى جانب، ثم فتح فمه مجدداً: " سندع كذلك أمر الشبهة، بناءً على خلفيّة الجاني إن كان مدينياً أو قروياً. الجاني، بحَسَب معلوماتي كآمر للدرك، يمكن أن يقع في الفخ لو أتبع المحققُ وسائلَ محددة: معرفة سلاح الجريمة ومصدره؛ زمن وقوع الجريمة ومكان تواجد المشتبه به في ذلك الوقت؛ أشياء وأغراض يمكن أن يكون الجاني قد تركها سهواً في مكان الجريمة أو لم يجد الوقت لأخذها.. فضلاً عن دافع القتل، سواء أكان بهدف السرقة أو الانتقام أو أي شيء آخر " " وهذا أكثره تم غض الطرف عنه من قبل ذلك المحقق، الغبي والمغرور "، أكمل المضيفُ كلامَ الآغا. على الأثر، احتفظ كلاهما بصمته. من ناحيته، ذهبَ آمرُ الدرك بفكره إلى حادثة القتل الأولى، التي كانت ضحيتها زوجة المغدور نفسه: لقد قيل في حينه، أنّ شقيقته فاتي وضعت المادة السامة للفئران فتناولتها الكنّة على أساس أنها ملح الليمون، فأضافتها للطبخة. ولكن فاتي، فكّرَ الآمرُ، لم تُظهر خلال هذه السنوات المنصرمة أنها تلك المرأة البلهاء ـ كما أفاد ذويها، عقبَ حادثة التسمم، لإقناع المحققين ببراءتها!
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليلى والذئاب: الفصل الثالث/ 3
-
ليلى والذئاب: الفصل الثالث/ 2
-
ليلى والذئاب: الفصل الثالث/ 1
-
ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 5
-
ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 4
-
ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 3
-
ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 2
-
ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 1
-
ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 5
-
ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 4
-
ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 3
-
ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 2
-
ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 1
-
عاشوريات
-
عصير الحصرم 76
-
عصير الحصرم 75
-
عصير الحصرم 74
-
عصير الحصرم 73
-
غرائب اللغات 2
-
عصير الحصرم 72
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|