سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 6370 - 2019 / 10 / 5 - 22:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى وداع الاستاذ ابراهيم فتحى!
قد آن يا كيخوت للقلب الجريح
أن يستريح،
فاحفر هنا قبرًا ونم
وانقش على الصخر الأصم:
يا نابشا قبري حنانك، ها هنا قلبٌ ينام،
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام،
هذي العظام حصاد أيامي فرفقًا بالعظام
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبي كان دومًا قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة
قولوا "لدولسين" الجميلة..
"أَخْطَابَ".. قريتي الحبيبة:
هو لم يمت بطلًا ولكن مات كالفرسان بحثًا عن بطولة..
لم يلق في طول الطريق سوى اللصوص،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص..
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص!
نجيب سرور.
سعيد علام
القاهرة، السبت 5/10/2019م
"إتاخِر شويه"! .. هذا ما همس به لى الاستاذ ابراهيم فتحى، ونحن مجبرين على الاستلقاء على وجوهنا على ارض الزنزانة بسجن مزرعة طره بأبى زعبل، وجنود الامن يضربوننا بالخيرزانات، ونحن جميعاً ملتصقين ببعض جنباً الى جنب بسبب شدة الألم الذى يسببه الضرب بالخيرزانه، فقال اثناء الضرب قوْلته هذه "إتاخر شويه"!.
هكذا قد نلت، وانا فى بداية الطريق، شرف "ملازمة" هذا الانسان الاستثنائى، الناقد والكاتب والمترجم القدير ابراهيم فتحى، واحد من أهم كتاب ومثقفي ومناضلى اليسار المصرى لجيل الستينيات. وكنا قد استيقظنا فى هذا اليوم على تجريدة "علقة" عقاباً لنا على احتجاجاتنا فى الليلة السابقة بالطَـرق على ابواب الزنازين بسبب سوء معاملة ادارة السجن، كان ذلك خلال فترة اعتقالنا التى ارتبطت بأحداث احتجاجات عمال الحديد والصلب، عام 1989، وهى القضية التى تم بناء عليها، اقامة دعوى قضائية بالتعرض للتعذيب، والذى كان قد اثبته الطب الشرعى اثناء فترة الحبس وبعد واقعة التعذيب بأيام قليلة!، وبالفعل تم ربح القضية بحكم المحكمة، والتى حكمت بتعويضات مالية صرفها بعض الرفقاء، والذين قد اطلق عليهم وقتها من باب الفكاهة "اثرياء ضرب"!.
وقد "اسعدنى" الحظ مرة اخرى، فى نفس الحبسة، عندما تم الافراج عن معظم المحبوسين على ذمة هذه القضية ولم يتبقى سواى انا والاستاذ ابراهيم فتحى، (وربما واحد او اثنين اخرين، لا اتذكر)، ولم انسى ابداً تعبيره عندما قال لى "هما مخليينا خميره"، يقصد انهم سيحتفظوا بنا حتى يأتوا بمعتقلين جدد علينا، بالرغم من انه ذلك لم يحدث، وتم الافراج عنا، ولكنى لم انسى تعبيره هذا الى اليوم.
الاستاذ عن حق، قد رحل .. رحم الله هذا الانسان النادر، والمثقف والكاتب والناقد والمترجم والمناضل اليسارى الاستثنائى الاستاذ القدير ابراهيم فتحى.
سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟