سعيد بلغربي
الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 10:16
المحور:
الادب والفن
تلك الفجاج المنحوتة بإتقان على جبينك المحاذية للبحر الأبيض تكور صمتنا أكوام أحزان علقها الزمن كأقراط في قطيع غيمة تائهة عن سرب السحب العائمة في بحر سمائك.
أنت من أنهكها التأمل فينا تنتشين من لحظات الغروب أشعة ضوء شفقنا الأحمر الجميل كأنها أبازيم ” ثيسغناس” الذائبة أشعة فوق فجر إيزارك الأبيض ، دائما تخبريننا أنك سوف ترحلين صوب المجهول التائه فينا ، لكننا لا نحتمل غيابك ثم تعودين إلينا محملة بالعتاب ، فينمو الأمل فيك فراشات ترفرف من بعيد بأجنحتها الشفافة و الحزن دائما يلوح فيك من قريب يمزقه ذاك الصمت الشائك فينا . عندما أحتضنك تسألني الرياح فيك عن هويتي ، أنتهك حرمة الكلام و أصرخ معلنا أنني منك و انا إبنك الذي يولد هنا لحظة كل هذا الغروب .
أنا همسك الذي يغازل خريفك كرذاذ الأوهام ، أنا ليلك الذي ينمو على أصابيع صبياك ،أنا قمرك الذي ينام على حلمات عذاراك ،أنا ذلك الصدى الذي يعيد إليك صوتك الضائع في زوايا التيه ، أنا “ماغريضو” الذي يمزق الأعاصير قبل أن تصل غاضبة إلى فجاجك الناعمة ….
أنا بحر “شعابي” العائم فيك شوقا والذي يكسر عمدا أمواجه الحاملة للزبد عند قدميك ، أنا سهول “تازاغين” الساكنة فيك أريج التراب ، أنا من تسلل هاربا من ذاته إليك باحثا عن شطآن يستريح فيها إلى أن ترمم المزن الحاملات للعبق السابحات على عروش سمائك المائلة نحوي مطرا يرشك عطرا .
أنا من تغرقه حكاياتك عن “حمو لحرايمي” وحيله ، عن ” تامزا” و شراستها عن الشر يتآمر على الخير في وحل غبارك و في متاهات التراب الذي يأوي عيون الصغار كملاحم من ذهب .
أنا من تسقط مني أيامي كأوراق الخريف كلما كبرت فيك سؤالا ، أنا حلمك الذي يتقمصني كلما رحلت عنك بعدا.
أ……. نـ …..ا ………………………………
#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟