زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 03:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتتبع للمعطيات الإجراميّة لدى فلسطينيي الداخل، وبالذات في العِقد الأخير، وتحديدًا ارتباطًا بعهد ما اسماه الغرب زورًا وبهتانًا بالربيع العربي سيء الذكرى والصيت، نرى ان الدولة العميقة [الإسرائيليّة] قد استنسخت نموذج الكتائب المرتزقة التي ألّفتها ودرّبتها وأمدتها بالدعم اللوجستي كل من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي واسرائيل، وموّلتها ومنحتها قواعد للانطلاق الانظمة العربية ربيبة الاستعمار، فكان النموذج [الإسرائيلي]. وهنا انا لا اتحدث عن التنظيمات العقائدية التي قد نختلف وقد نتفق مع بعضها.
لقد قسّمت الدولة العميقة النفوذ بين تنظيمات الاجرام، وهم من الخارجين على القانون تم تجنيدهم بإمرة ضبّاط جيش عرب مسرّحين ومن عناصر المخابرات والشرطة ممن انهوا خدمتهم او طردوا منها لسبب او لآخر، فتم تأليف كتائب عسكرية اجرامية مزودة بأحدث الأسلحة المتطورة التي يستعملها الجيش [ الإسرائيلي]. وسمحت لهم بجني الأرباح الطائلة من خلال جمع ضريبة الخاوة وإغراق الناس بديون ذات فائدة عالية خيالية تستعبد المقترض، والسيطرة على تجارة المخدرات وتجارة السلاح وحتى بدأت تسيطر على العقارات والمحال التجارية مباشرة!
للتنظيمات الاجرامية كتائب مسلّحة تتدرب بشكل دوري، وقواعد/ حيّز للتدرّب. انها بنية عسكرية واضحة المعالم.
وما الهدف المستتر؟
اذا ما راقبتم وسائل التواصل الاجتماعي ستسبرون رأسًا عمق الفكرة. الآباء والامهات يخافون على اطفالهم وشبابهم وصباياهم من هذا الجحيم. فالبعض يفكر بالهجرة، وهو المطلوب لدى مخططي استراتيجيات الدولة العميقة، او انخراط البعض في صفوف جيش الاحتلال، فيتحوّل ضمنًا الى جيش احتياط لتنظيمات الإجرام.
ان الفارق الذي يكوّنه جدار العزل بين فلسطينيي الداخل وما بين فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم ما بعده وهم، وهم ما بعده وهم، وهم ما بعده وهم.
لذا فان محاربة تنظيمات جيش الاجرام المنظم [الإسرائيلي] هو بالضرورة محاربة دولة الاحتلال التي تخوض حرب إبادة ضد شعبنا الفلسطيني بالكليّات.
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟