|
دور ومهام المدفعية المصرية في حرب أكتوبر
سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)
الحوار المتمدن-العدد: 6368 - 2019 / 10 / 3 - 21:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ظهرت المدفعيّة منذ أكثر من ألفي عام، وقت أن ظهرت الحصون والقلاع التي يحتمي بها المدافعون، وحيث لا تصلح السيوف والرماح للتأثير فيها فكانت المدفعيّة وسيلة تهدف الي فتح ثغرات في هذه المدن الحصينة، تندفع من خلالها القوات المهاجمة للنفاذ الي داخل المدينة، وادارة القتال. بدأت المدفعيّة بظهور المنجنيق، وتطورت علي مرّ السنين وتعدّدت مهامّها، الي الصورة التي نراها الآن قادرة علي صبّ كل أنواع النيران حتي النوويّة منها.
ظهر المدفع الأول بصورته النمطية في القرن الرابع عشر فجأة علي أيدي العرب في الحروب الأسبانية، وهو علي هيئة ماسورة محملة علي حامل (سبية) بداخلها كرة من الحديد، وخلفها مخلوط (اكتشفه الصينيون) من الفحم ونترات البوتاسيوم، تشتعل بسرعة كبيرة وتنتج دخانا كثيفا، يولد ضغطا هائلا، يقذف كرة الحديد الي مسافة بعيدة، وكان إختراعا شبّه حينها من أعمال الجن الشيطانية، وقاومه القساوسة بالصلاة، واستمرت المدفعية هي المصدر الأول لصب النيران علي العدو، وتطورت كل أسلحة الحرب فيما بعد لتنفيذ هذه المهمة (صب النيران علي العدو).
هذه كانت مقدمة قصيرة للولوج الي الدور الكبير الذي قامت به المدفعية المصرية الباسلة برجالها الأبطال في حربي الإستنزاف والتحرير بين عامي 1967 و 1973.
لقد أحدثت الهزيمة العسكرية في عام 1967 أثرا نفسيا سيئا لدي الشعب المصري، ولكنها كانت بالغة السوء في نفوسنا نحن رجال القوات المسلحة، دعمتها الحرب النفسية التي شنها العدو بمقولات مثل جيش إسرائيل الذي يهزم، واليد الطولي، إلّا أن المقاتل المصري سرعان مع استعاد توازنه، واستطاع أن يصبر صبرا عنيدا وأنتصر علي كل عوامل الضعف والوهن، وفي ظرف أيام معدودة بدأ مرحلة الصمود والتصدي، والإستعداد لإزالة آثار النكسة, وقد كان.
"دور المدفعية في حرب الإستنزاف"
بدأت المدفعية في مرحلة إعادة البناء بعد أن فقدت معظم تسليحها في 67 متخذة عدة خطوات هامة فلقد قامت بإختيار الضباط الأقوياء الأكفاء لتولي المناصب القيادية، وتوالي التدريب الشاق القاسي ليلا ونهارا في صبر وعزم وقوة، وكان عليها أن تسبق الأسلحة الأخري في الإستعداد, فهي الذراع الطويلة المتيسرة في وقتها وعلي عاتقها يقع العبء الأكبر في مرحلة الصمود والتصدي.
حتي أغسطس 1968 التزمت قوات المدفعية الهدوء الإيجابي بالرد علي أعمال العدو الإستفزازية، مع العمل المكثف علي تجهيز المواقع الدفاعية شرق القناة، والوصول بها الي أقصي درجات الإستعداد التي تمنع العدو من التفكير في معاودة الهجوم.
في هذه المرحلة قامت المدفعية بقصفات نيرانية مؤثرة، كلّ في قطاعه، واعتبرت تلك القصفات أحد أهم وسائل التدريب العملي، وقد نفذت ببطولة وكفاءة عالية، وقدمت شهداء وجرحي، وكان مألوفا، أن تري القائد معلقا علي فرع شجرة عالية، أو برج خشبي عالي، وحوله ضباطه ورجاله، يقوم بتدريبهم وتقييمهم باستخدام النيران الحيّة علي أهداف معادية حيّة، في تزامن مع الأعمال البطولية لكل القوات المسلحة في مرحلة الصمود وفي معارك مثل رأس العش، وإغراق المدمرة إيلات وغيرها من الأعمال.
يوم 8 سبتمبر 1968, في هذا التاريخ من كل عام تحتفل المدفعية بيومها الأبرز في التاريخ، في هذا اليوم قررت القيادة العامة للقوات المسلحة توجيه قصفة نيرانية مركزة قوية شديدة الكثافة علي كل أهداف العدو علي طول مواجهة القتال وبعمق حتي 20 كيلومتر وكانت أهدافها: - تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة في قوته البشرية وأسلحته ومعداته وتحصيناته. - تدمير خط الدفاع الأول الذي بدأ ينشئه العدو علي شاطئ القناة. - فرض السيطرة النيرانية للمدفعية علي جبهة القتال. - رفع الروح المعنوية للشعب والقوات وإثبات أن الجيش قد قام من كبوته ليقول كلمته في الصراع العربي الإسرائيلي. اشتركت كافة عناصر وقوات المدفعية علي طول مواجهة القتال في تنفيذ هذه القصفات القوية وأمكن رصد تدمير 6 بطاريات مدفعية معادية وإسكات 17 بطارية أخري (بمعني خروجها من القتال الي أن يعاد استعادة كفاءتها) – تدمير 19 دبابة، و3 مركبة مجنزرة – تدمير 27 دشمة مدفع ماكينة – تدمير 2 مدفع مضاد للدبابات – تدمير 8 مواقع صواريخ أرض أرض – تدمير 13 لوري – تدمير 2 مخزن ذخيرة و4 مخزن وقود ومنطقة إدارية، وقد كانت الخسارة الأهم هي تدمير الصواريخ أرض/أرض 216 مم التي كانت تهدد مدن القناة. وقد أدت هذه القصفات الدور المطلوب منها بدقة التخطيط والإعداد وسرية التنفيذ وتم في ذات الوقت معاونة العديد من الدوريات المقاتلة التي عبرت القناة مستغلة نيران المدفعية وأدت مهامها في عمق العدو بنجاح، ونجحت المدفعية في فرض تفوقها النيراني علي أرض المعركة.
في أعقاب هذا اليوم العظيم قررت القيادة العامة الحفاظ علي هذا التفوق وتخطيط قصفات نيرانية مركزة دائمة علي قوات العدو، وصارت المدفعية تهدر يوميا وتصب نيرانها علي العدو ليلا ونهارا، وأخذت خسائره تتزايد، وتحولت حياته الي جحيم، ومن ثم لجأ الي الأسلوب الإستراتيجي التقليدي، والقيام بأعمال الردع العسكري ضد المدنيين بعد أن أمدته أمريكا بالطائرات الفانتوم ومزيدا من طائرات سكاي هوك، فكانت الإغارة علي نجع حمادي في أول نوفمبر 1968، ثم الإغارة علي مطار بيروت في أول ديسمبر 1968، ولكنها فشلت، حيث ثار الرأي العالمي ضدها واستمرت قصفات المدفعية ولم تتوقف.
في مارس 1969 قررت القيادة العامة بدء مرحلة الإستنزاف وقامت المدفعية في الثامن من مارس بتدمير الجزء الأكبر من خط التحصينات التي حاول العدو إقامته علي ضفة القناة، في قصفة قوية استمرت 5 ساعات متتالية، وأعقبها تخصيص وحدات من المدفعية لمنع العدو من إصلاح هذه التحصينات واستعادة كفاءتها، ووحدات أخري لعرقلة التحركات في مسرح العمليات.
تطورت حرب الإستنزاف وبدأت أعمال العبور للقوات المسلحة المصرية بمجموعات صغيرة زادت تدريجيا لتصل الي حجم كتيبة، وتحولت تدريجيا من أعمال الكمائن الي أعمال الإغارات القوية علي النقط القوية للعدو، وقامت المدفعية بدورها في تأمين عبور القوات واحداث الخسائر في العدو لتهيئة الإغارة عليه وتقديم المعاونة النيرانية أثناء الإغارة، بمستوي عال من الكفاءة والتأثير، نذكر منها الإغارة علي النقطة القوية في الدفرسوار يوم 3/10/ 1969، والإغارة علي لسان بور توفيق يوم 10/7/1969.
كثفت إسرائيل من شنّ ضرباتها الجوية تجنبا لحجم الخسائر التي تتكبده يوميا، بما أسمته (الردع الجسيم) ضد القوات المسلحة علي جبهة القتال وبخاصة عناصر المدفعية والدفاع الجوي، وعلي سواحل خليج السويس، مع تنفيذ غارات جوية في العمق (مدرسة بحر البقر 8 ابريل 1970)، ورغم ذلك لم تتوقف قصفات المدفعية للمواقع الإسرائيلية لحظة واحدة.
في 8 أغسطس 1970 قبلت مصر وسوريا وإسرائيل وقف إطلاق النار, وكانت مصر قد نجحت في دعم دفاعها الجوي ما أحدث خسائر جسيمة في قوات العدو الجوية وهو ما أجبرها علي قبول وقف إطلاق النار، وهو أيضا ما مكّن مصر من إستكمال بناء نظامها للدفاع الجوي، ولولا هذا الوقف ما تمكنت إسرائيل حيث دخلت في سباق مع الزمن لبناء خط بارليف الحصين، لوقاية قواتها من ضربات نيران المدفعية والطيران المصري.
"دور المدفعية في حرب أكتوبر 1973"
استغلت القوات المسلحة فترة توقف القتال، في الإستعداد للحرب في جميع المجالات، وخلال هذه الفترة أتمت المدفعية إستكمال تجهيز مسرح العمليات، واستكمال التسليح، وتكثيف التدريب علي ظروف مشابهة لكل ما يمكن ان يدور فيها، وبخاصة في مراحل التمهيد النيراني، وعبور مانع قناة السويس والساتر الترابي الي شرق القناة، وتطوير الهجوم شرقا.
كان أهم ما يواجه المدفعية هو التحصين العالي لخط بارليف، فتم دراسته بشكل تفصيلي، وتحديد نقاط القوة والضعف فيه، وأنشأت الوحدات سجلات يدون فيها كل مراحل التحصين لكل نقطة قوية علي حدة، وتمت دراسة أفضل الأسلحة والأساليب للتعامل معها، ثم الدراسة التفصيلية لمسرح العمليات ودراسة مراحل وأساليب القتال التي سيتبعها العدو الإسرائيلي، ومن ثم تم وضع (خطة إستخدام المدفعية) في الحرب، والتي ارتكزت علي عدة عوامل مهمة: - ضرورة الحصول علي التفوق والسيادة النيرانية علي كل المحاور - ضرورة تركيز الحزء الأكبر من المدفعية في اتجاهات المجهود الرئيسي للجيوش الميدانية. - تحقيق كثافات عالية من المدفعية وخاصة المدفعية المضادة للدبابات بما يحقق معاونة القوات علي سرعة التقدم وصد الضربات والهجمات المضادة للعدو. - تحقيق الثبات والإتزان لرؤوس الكباري. - توفير احتياطات قوية وكافية لمجابهة تطورات الموقف خلال القتال.
"التمهيد النيراني" خطط التمهيد النيراني بحيث تكون مدته قصيرة نوعا ما، يتم خلالها تحقيق المفاجأة، وتحقيق أقصي كثافة نيرانية ممكنة، بما يكفي ويضمن تأمين عبور القوات للمانع المائي واستيلائها علي الهيئات الحاكمة وفصل النقاط القوية عن بعضها. ولهذا خطط التمهيد النيراني لمدة 53 دقيقة تبدأ سعت (1405) الثانية وخمس دقائق، قبل اقتحام القوات للقناة بـ 15 دقيقة، وتستمر طوال تقدم القوات الي أن تصل لأهداف محددة، يشارك فيه كل الأسلحة المتيسرة.
يبدأ التمهيد بقصف النقط القوية، وبطاريات المدفعية، والإحتياطيات، ومراكز القيادة والسيطرة المعادية، لشلها ومنعها من التدخل ضد قواتنا وخاصة المفارز المتقدمة التي دفعت مع بداية التمهيد. ومن لحظة الإقتحام سعت (1420) الثانية وعشرون دقيقة يستمر ضرب نفس الأهداف مع القيام بعمل ثغرات في موانع العدو في مواجهة النقاط القوية، وتدمير مواسير المواد الملتهبة التي جهزها العدو لغمر القناة بالنيران. ومع وصول القوات الي النقط الحصينة ترفع النيران عنها مع استمرار ضرب بطاريات المدفعية والإحتياطيات المختلفة، لمنع تدخلها.
مع إنتهاء التمهيد النيراني تبدأ فورا مساعدات المدفعية للهجوم والتمسك برؤوس الشواطئ وصد الهجمات والضربات المضادة، وقد أعدت لها خطة تفصيلية منفصلة، تشمل فيما تشمل المناورة بالنيران أو بقطع المدفعية وانتقالها من مكان الي مكان.
وتمت المفاجأة المدوية علي أكمل وجه، في الساعة الثانية وأربع دقائق عبرت الطائرات المصرية من فوق رؤوسنا الي عمق العدو، وفي الثانية وخمس دقائق، صدر الأمر بالضرب، وبدأ تنفيذ التمهيد النيراني في اللحظة المحددة، وانطلق أكثر من 2300 مدفع ميدان ومتوسط وثقيل وصواريخ وهاونات تصب نيرانها علي حصون العدو ومدفعيته واحتياطياته.
كان التمهيد النيراني من القوة بحيث أمكنه إسكات أكثر من 90% من بطاريات مدفعية العدو، ولم تتمكن من التأثير علي قواتنا القائمة بالهجوم. كانت كثافة النيران 175 طلقة في الثانية. ضرب في التمهيد النيراني 100 الف طلقة. وكان وزن الدانات التي أطلقت 3 مليون كيلوجرام. في الدقيقة الأولي فقط أطلقت 10500 طلقة.
"الهجوم" بدأت القوات في العبور وتسلق الساتر الترابي ومعها كتفا بكتف مراكز قيادة المدفعية ومراكز الملاحظة المكلفة بإدارة وضبط النيران، واستحدثت مراكز ملاحظة مدفعية تدفع مستقلة، للعمل في العمق عبرت في نفس التوقيت، كما عبرت معها في الموجات الأولي المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات يحملها رجال المدفعية علي أكتافهم، الذين قاموا بالدور الأهم في تدمير دبابات العدو.
"معارك مصاطب الدبابات" أنشأ العدو عددا كبيرا من السواتر الترابية أطلقنا عليها (مصاطب الدبابات) وهي عبارة عن سواتر يتراوح عرضها بين 150 – 200 متر وبإرتفاع حوالي 10 أمتار، أنشأت علي كل المحاور والأعماق الممكن أن تتحرك فيها دباباتنا، وتعتبر خط دفاع ثان لدبابات العدو القادمة من العمق، لتركبها وتسيطر من إرتفاع عال علي قواتنا المتقدمة خلف النقط القوية، وحتي تقوم قواتنا بالسيطرة عليها ومنع العدو من استخدامها، دفعت مجموعات اقتناص دبابات مشكلة من حاملي القاذف الصاروخي (أر بي جي) ورجال المدفعية حاملي المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات علي ظهورهم، وألغام وقنابل مضادة للدبابات، اندفعت هذه المجموعات مع بداية التمهيد وسارعت بإحتلال مصاطب الدبابات، لصد لهجمات المضادة للعدو، وبعد حوالي 1 – 1.5 ساعة تحركت الدبابات المعادية لتفاجأ بمجموعات اقتناص الدبابات التي نجحت في بطولة وفداء من تدمير معظم احتياطيات دباباته القريبة، وتمكنت قوات العبور الرئيسية من تدمير ما نفذ من هذه الدبابات ليفشل الهجوم المضاد المحلي للعدو.
ومع تطور أعمال القتال عبرت وحدات المدفعية والصواريخ الي شرق القناة قبل فجر يوم 7 أكتوبر وساهمت بدورها الرئيسي في صد الهجمات والضربات المضادة وعاونت عمليات اقتحام القوات للنقط القوية سواء في الخط الأول أو في العمق، خلال يومي السابع والثامن من أكتوبر، وما بعد ذلك، وكان الرد يأتي من قادة المدفعية لقادة الأسلحة المشتركة الذين يطلبون المعاونة "النيران في الطريق إليك".
وعلي سبيل المثال، نجحت المدفعية في حشد نيران أكثر من 10 كتائب مدفعية في قطاع الجيش الثاني الميداني علي المحور الأوسط، وأوقفت تقدم لواء ميكانيكي مدعم بالدبابات، وكذا لواء مدرع قادم من بالوظة بعد أن أحدثت بهما خسائر أجبرتهم علي التراجع والتوقف لإستعادة الكفاءة، كما نجحت في حشد نيران 17 كتيبة مجتمعة في مواجهة الفرقة 16 مشاه وتدمير أكثر من 30 دبابة للعدو للواء مدرع ينفذ ضربة مضادة ضد الفرقة، وهي الفرقة التي ركز العدو هجماته المكثفة عليها للوصول الي القناة من خلالها.
ولا يمكن أن ننسي أبطال الفهد (القاذف الموجه المضاد للدبابات)، الذين ضربوا المثل في التضحية والفداء من أمثال محمد عبد العاطي الذي دمر 23 دبابة للعدو، وإبراهيم عبد العال الذي دمر 18 دبابة وكلاهما عمل في قطاع الفرقة 16 مشاه ، وكذلك غيرهما من الأبطال. ومع تتابع أعمال القتال قامت المدفعية بالآتي: متابعة ضرب واسكات بطاريات العدو ومن تستعيد نشاطها المعاونة في صد الهجمات المضادة تنفيذ خطط ازعاج بالضرب المتقطع لمواقع مدفعية العدو المحتملة.
"معركة الدبابات الكبري" صباح يوم 14 أكتوبربدأ تطوير الهجوم المصري بعد حشد القوات اللازمة لذلك، في نفس التوقيت الذي بدأت فيه إسرائيل في سحب قواتها من الإتجاه السوري، ووصول الدعم الأمريكي من الدبابات إم 60، وتوجيهه الي الجبهة المصرية ودارت "معركة الدبابات الكبري" بأعداد تصل الي 2000 دبابة من الجانبين.
بدأ الهجوم المصري بقصفة نيران قوية بقوة 500 مدفع سعت 0545 يوم 14 أكتوبر لتأمين الدفع، ومعاونة أعمال المفارز المدرعة بضرب تجمعات وحشود نيران وستائر دخان ضد العدو في مواجهة الهجوم، ومتابعة اسكات بطاريات العدو.
وهنا يبرز دور المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، والتي كانت مفاجأة الحرب حيث يتم استخدامها للمرة الأولي، وقد أبلي رجالها بلاءا حسنا جعلنا محط أنظار العالم، وسعي الكثير فيما بعد للإستفادة من خبرة المدفعية في إستخدام هذا السلاح.
حقق الهجوم المصري الهدف منه وهو تخفيف العبء علي الجبهة السورية، وصدرت الأوامر بتوجيه قوات تطوير الهجوم الي داخل رؤوس الشواطئ، فقامت المدفعية بستر سحب القوات، بمتابعة اسكات بطاريات العدو وضرب غلالات (خطوط) النيران لتحول بين قواتنا وقوات العدو. استمرت معركة الدبابات الكبري الي أن صدر قرار وقف إطلاق النيران يوم 22 أكتوبر، الذي استغلته إسرائيل في توسيع ثغرة الدفرسوار.
"معركة الثغرة" قامت المدفعية بمختلف أسلحتها وبالتعاون مع باقي القوات بتكثيف نيرانها بكل صور النيران وإحداث حجم كبير جدا من الخسائر في قوات العدو الإسرائيلي، سواء أثناء تنفيذ الثغرة أو بعد حصارها غرب القناة، حتي أن القادة الإسرائليين، طالبوا بإلغاء العملية عدة مرات نتيجة للحجم الضخم من الخسائر في الأرواح والأسلحة والمعدات، وكان الرد يأتيهم أن مستقبل إسرائيل كله في خطر إذا لم تنجح بعض القوات في العبور غربا، لخلق موقف متوازن نسبيا في المحادثات السياسية. واستمر القصف المدفعي علي قوات العدو في الثغرة دون توقف حتي دخول اتفاقية فصل القوات الأولي في 24 يناير 1974. لقد قامت المدفعية برجالها البواسل بواجبها علي أكمل وجه، وساهمت بدور عظيم في تحقيق نصر أكتوبر المجيد، محققة ما لم يتحقق في الحروب السابقة، وهو ما أطلق عليه "السيادة النيرانية" علي أرض المعركة.
#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)
Sameer_Zain-elabideen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرؤية المنفردة
-
المؤامرة الكبري
-
يدنين جلابيبهن
-
نعم الحجاب فرض، ولكن أي حجاب؟
-
الدور الغائب للمواطن
-
الترجمة العربية لمقال عالم الآثار الإسرائيلي زئيف هيرتزوج (أ
...
-
خطر السلفيّة والمتسلفين
-
الخدعة الفرعونية
-
الطائفية في الإسلام والمسيحية 2
-
الطائفية في الإسلام والمسيحية
-
الولاء والبراء والمواطنة
-
الإعتقاد وإعمال العقل
-
الإنسداد السياسي
-
التقرير النهائي للجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث الت
...
-
لا سلطة دينية للدولة
-
قراءة في تطورات الموقف الدولي والإقليمي
-
استوصوا ...
-
المهمة المتعذرة للأزهر
-
حقيقة الدور السعودي في المنطقة
-
تاريخ السياسة السعودية مع مصر
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|