مظفر النواب
الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 00:58
المحور:
الادب والفن
تَعَرَّت سريراً
وشَبَّت إلى ما اشتَهى اللهُ
مِن أقحوانٍ
فَعَلَيتُ نَهري وذاقَت مَداهُ
ومَرَّت بتُفاحَتَيها على جسدي
ذَوّقَتني مَثاني العطورِ
وشَقّت على شهوتي شهوتَيها
سَقَتني كأساً ذاقَت صَداهُ
وحَدَّقتُ لَمساً
وألقَت أصابعُ كَفيَّ أضواءَها
في دروبٍ مِن الياسمينِ احتَسَتني
فدَربٌ يداهُ يدَيَّ
ودربٌ يدايَ يداهُ
وتَبلُغُ بي نَشوَتي
أن أرى اللهَ في ما أراهُ
كأني جميعُ الصلاةِ بكأسٍ
وأنتِ الكؤوسُ تُصلي
فإن نِيّتي والكؤوسُ وأنتِ
وكلُّ الوجودِ أناهُ
فما جسدٌ في سريري
ولا قدحي ضَمَّ خمراُ
مَعاذَ الوجودِ أثِمتُ
فللكونِ لحمَتهُ وسُداهُ
تَعَذَّرَ فينا على العشقِ
سبحانهُ وتعالى
وضَمَّن وحدَتَهُ كلّ شيءٍ
فاستغفرُ اللهَ
كلٌّ هو اللهُ
وأستغفِرُ اللهَ أكثر قَولِيَ
كلٌّ سِواهُ
إذا خانَكَ الفَهمُ
لا تتعَجل بجَهلِكّ فيَّ
فإنيَ خمرٌ
وآخذُ شكلَ الكؤوسِ
التي تحتويني
أغَيّرُ طبعَ السكارى
ولا أتَغَير
أدخُلُ في الماءِ
حتى نرى طَعمَنا
نرى كلّ ما لا يُرى
سَقَطَت حُجُبُ العشقِ
فالكلُّ في العَبَراتِ مياهُ.
#مظفر_النواب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟