أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهض رسمى الرفاتى - سياسة حسناء واقتصاد قبيح














المزيد.....


سياسة حسناء واقتصاد قبيح


ناهض رسمى الرفاتى

الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 16:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تداول الكتاب الأمريكيين في عهد الرئيس الأمريكى جورج بوش نكتة تقول أن الرئيس الأمريكى بوش خرج في عطلته الإسبوعية فسقط على راسه حذوه فرس أدخلته في غيبوبة أفاق منها بعد تسعة أشهر , فلما استيقظ سأل كوايل أحد مستشاريه الذى كان بجوار سريره ...هل البلد بسلام ؟ رد عليه مستشاره بنعم البلد بسلام , سأله عن البطالة فرد عليه بأن نسبتها فقط 4% ثم سأله عن التضخم والفقر فرد عليه كوايل بأن الاوضاع مسيطر عليها , فقال الرئيس الأمريكى الأمر مدهش لكن دعنى أسالك عن سعر رغيف الخبز عندها حك كوايل راسه في توتر وقال حوالى 240 ين ) هذه النكتة من خلال هذا الحوار بين السياسى والأوضاع الإقتصادية تعبر عن القلق الأمريكى من سيطرة الإقتصاداليابانى على العالم حين ذاك .... فما بالك اليوم لو كان الرئيس ترامب ماذا كان سيسأل مستشاريه ؟ هل سيسأل عن ايران أم الصين أم سيبدأ بالسؤال عن الطفلة المشئومة اسرائيل ؟ وماذا تتوقع أن يقلق الرئيس الأمريكى ترامب , ولو كان المسئولين الفلسطينين في غزة والضفة على عن ماذا سيسالون وعن ماذا سيكون قلقهم الأكبر ؟
الرئيس الأمريكى بيل كلينتون الذى كان أكثر بذاءة لخصومه ومنافسيه في شعار حملته الانتخابية عام 1992 ( الاقتصاد هو المهم أيها الغبى ) it is economy stupid كان يعبر عن قلق أمريكى في حالة اليقظة .
لكن في الأوضاع المعقدة يلجأ السياسيون الى الخطابات الحسناء المنمقة والى الأسئلة التى تبدو بسيطة لكنها تستخدم للقفز عن واقع الأزمات الاقتصادية ووضع تصورات للحل , دوما كان وراء الخلل الإقتصادى سياسات كارثية وأخرى كانت مبدعة وراقية تعبر عن المسئولية الأخلاقية , سياسات ليست صادمة للوعى كما أنها ليست من نسج الخيال , والأمم جميعا في هذه اللحظة التاريخة كما كل لحظة تحاول أن يكون لديها استقرار لنظامها الداخلى وانسجام بين خطابها السياسى والإقتصادى والا سوف يدفع الفقراء فاتورة التضحية ليزيد الأثرياء ثراء وتحفر قبور جديدة للشهداء في مقابر الأرقام حينا ومقابر الأقرباء حينا أخر .
في الواقع الفلسطينى المعقد قفز الثعبان من قبعة الساحر قبل أن يمسك المزمار ليستدعيه بتلك النغمة الناعمة التى تشبه الخطاب السياسى, قفز الثعبان قبل أن يحرك الساحر أصابعه , لبنفر الناس ويصخبوا من تصرف الساحر غير الحكيم لكن بدل عن ذلك أخذوا يسبوا الثعبان الآبق وخروجه الغير مبرر ويقبلوا مبررات الساحر الذى تلون كلامه بلغة عبر القاء التهم على غيره .
كان الأجدر أن يعترف الساحر بخطيئته واهماله الذى لم يتعامل مع الثعبان بطريقة حذرة وترك الأمر للصدفة وللتقليد ولظروف وأوضاع البشر المتقلبة في المزاج وفى الإستماع الى الخطيب في كل جمعة .
وبذلك أصبح يتشكل وعى جديد بالنسبة للفلسطينىفي لحظة ظلام الفكرهالإقتصادية وكيفية الخروج منها على اعتبار أنها كارثة سياسية أم مصيبة من مصائب الإقتسام والغباء ؟ فضلا على انه لم يحاسب عليهاأحدلحتى الان , ففى فلسطين لا أحد يحاسب على الخطأ والإهمال لكون الاحتلال موجود وسيستفيد من قانون المحاسبة , كما أنه لم توضع العناوين الجادة للبحث للخروج من الأزمة الإقتصاديةللحياه اليومية , حتى أن جدلية السلطة والمقاومة خلفت جدلية أخرى أكثر تبريرا والتهابا للمشاعر والحس الفلسطينى المقاوم كمثل الحل الاقتصادى في مقابل ضياع الحق التاريخى في فلسطين .
لم يحاكى الفلسطينى نكتة عن المسئولين الفلسطينين لنرى أين قلقهم الحقيقى من قضايا الناس اليومية أم من تغول الإحتلالالاسرائيلى في الضفة أم في عقد صفات مع أطراف متناقضة خارج الصندوق الفلسطينى , ما أزعم أن القرار والخطاب السياسىالفلسطينى يحتاج الى اطمئنان الى حالة الوعى التى قدر لنا أن نتحفظ بها ,
وانما التفت الفلسطينى للاستماع الى النمط المعهود بالخطاب السياسى الذى يمدح كل طرف سياساته الحسناء وسط جمهوره , فيما على الأرجح ترك للمواطن البسيط أن يدبر عيشه وخبزه بعملة الشيكل , في مقاربة لقلق الرئيس الأمريكى بوش الذى سمع الخبز بالعملة اليابانية .
ما هكذا تورد الأبل ولا تؤكل القطط طعامها , انما ما يحدث خطابات منمقة وأوضاع صادمة للصمود اذا ظل الفلسطينى يبحث عن كرامته في رغيف من الخبز بالمال القطرى أو السعودى أو من هناك أو هناك وفقد البوصلة .
أزعم أن المشكلة الجديدة ليست في بقاء صمودنا ولكن في اقناعنا من جديد بأن هذا الصمود يحتاج الى دليل أخر غير الخطاب السياسى الذى نعرفه جميعا غير ما نعرفه وما نسمعه كل يوم نحتاج الى تجديد في كل شئ واقلاع عن الكثير من المسلمات التى اصبحت تافهة حتى نحقق النصر على من كان سبب الامنا وضياع حقوقنا .



#ناهض_رسمى_الرفاتى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرص المصالحة ومعادلة الألم
- رجيم المصالحة الفلسطينية وإتفاق التهدئة مع اسرائيل
- عصا الحل الإقتصادى ( الإنسانى ) وجزرة الحرب على غزة
- صفقة على غزة
- جناح فراشة فلسطين تحدث اعصار
- بين صمت الحكومات وضياع العمر الشباب العربى ؟
- الفرص والتهديدات للمصالحة الفلسطينية من زاوية اقتصادية


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهض رسمى الرفاتى - سياسة حسناء واقتصاد قبيح