أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - توفيق التميمي - المشرع التنويري للشهيد قاسم عبد الامير عجام














المزيد.....

المشرع التنويري للشهيد قاسم عبد الامير عجام


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:01
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد (عين الثقافة العراقية)و(نورها المذبوح)الناقد والكاتب قاسم عبد الامير عجام

لم ألتق بقاسم عبدالأمير عجام.. إلا عبر مقالاته النقدية التلفازية.. التي كانت تنشرها (طريق الشعب).. وانقطعت بانقطاعها.. أبان الهجمة البربرية ضد قوى اليسار التي قامت بها السلطة الغاشمة السابقة..
كان حلمي.. ان اقرأ تلك المقالات في كتاب، لقلة المراجع النقدية في (فنون الدراما التلفازية) أولا.. ولخطورة هذا الجانب النقدي.. وافتقار ساحتنا الثقافية لهذا الفن من الفنون الابداعية..
ولذا وظّف عجام بصيرته النقدية ومقدراته الثقافية في ذلك الاتجاه لشعوره بخطورة جهازالتلفاز.. وانتشاره الاجتماعي... وقدرة استخدام السلطة على استخدامه لاغراضها فانطلق (عجام) من رؤية منحازة لهموم الانسان وقضاياه الكبيرة في منهجه النقدي.. ولذا لم تكن كتاباته النقدية مجرد انطباعات على هذا المسلسل او ذاك.. على هذه الاغنية او تلك، بل كانت خاضعة لمنهج نقدي علميورؤيةيسارية واضحة المعالم..
وبعد ذلك تصورت ان عجام.. ولم يدرببالي تشبثه باعماق النخلة البابلية يومها.. بانه غادر بلده، مع الهجرة الأولى للأدباء والمثقفين العراقيين.. في نهاية السبعينيات.. وكنت واهما في ذلك التصور.. ليترجم بشجاعة صمته وكبرياء موقفه.. ثورة المثقف العراقي الحقيقي الذي لم يبع موقفه ولم يتاجر بكلماته مهما تكن التحديات او مهما تكن الاغراءات.. ليغدو عجام.. نموذجاً شجاعا من نماذج الكلمة المناضلة.. في أزمنة القسوة وهيمنة المصادرة الفكرية والثقافية.. ويغدو مثالا يفتخر به المثقفون هذه الايام.. ليبرهنوا ان قاعدة الانضواء تحت عباءة السلطة طوعا او كرها.. هي قاعدة شاذة.. وغير مبررة على الاطلاق الا اسماء من كتبوا حروف منجزهم بنبل الموقف ومسؤولية الكلمة..
وبعد سقوط الصنم ومثال الاستبداد والقسوة العربية.. بادر (عجام) للخروج من عزلته.. مبتعدا عن دوائر الزراعة التي يعمل بها.. ليسارع بكتابة مشروعه الثقافي التنويري.. وحمله.. بشجاعة ومن دون تردد.. لكل من يهمه الارتقاء بواقع الثقافة العراقية الخارجة من رماد الحروب وانساقها الدعائية الفجّة وابراز وجهها الحقيقي الذي غيبته السياسة الرعناء لهذا النظام ومَنْ جندهم من مرتزقة القصائد ورقباء الكلمات الشجاعة.. ومن تخصص بمواهب الجوائز والهبات المحرمة..
لم تكن النقاط الواردة في هذا المشروع الذي قدمه (عجام) لانتشال الثقافة العراقية من سقطتها في تلك اللحظة الحرجة.. ومن ثم الشروع بانطلاقها من جديد.. هو مزايدة من المزايدات.. او موقفا تسويقيا..
او اثبات وجود لمثقف طال صمته واختباؤه.. حتى ظن الكثيرون انه خارج بلده..كانت النقاط الواردة في هذا البيان.. تنطلق من الحرص والمسؤولية.. والوعي والبصيرة.. التي تستشرف الافق المشرق لهذه الثقافة وتمنح اليقين بالنهوض بها من جديد..
ولكن الفصول الدموية.. وتكالب جبهة الشر واتحادها المدنس وفلولها الظلامية من خوارج العصر وخفافيش الفكر الظلامي وبقايا نظام الاستبداد الحالمين بالعودة وتكبيل العراق من جديد..
وتعويق عجلة التاريخ.. كلهم كانوا وراء تعويق هذا المشروع التنويري وعدم تسليط الاضواء عليه.. وأهم من ذلك كله هو اصابة المؤسسة الثقافية بداء المحاصصات والتقسيمات الطائفية والحزبية.. التي لم تلتفت مطلقا.. الى قيمة هذا المشروع واهدافه التنويرية... وما يتضمنه من حلول واقعية لاشكاليات ثقافتنا العراقية..
وعندما التقيته لأول مرة وجهاً لوجه.. ايام المربد الاول من مرابد الحرية وفي فندق (المربد) الذي يطل على شط العرب.. قريبا من ظلال السياب الخالد.. لأطلع عن قرب على سجايا هذا الانسان.. وأقف عند أسرار هذه الشجاعة التي جعلته يواجه الطغيان بصمته.. وكلماته المتناثرة هنا وهناك.. في حقبة ظلامية استبدادية لا مثيل لها في عالمنا لم يكن قد استلم منصبه الجديد (كمدير عام لدائرة الشؤون الثقافية) بعد فكان من الطبيعي ان اطلب منه.. تعليقا وفي دفتري الخاص الذي يحمل اجمل الخواطر واعذب الكلمات لاصدقاء من الشعراء والباحثين والمفكرين الذين التقي بهم عادة في المهرجانات الثقافية والتظاهرات الادبيةعقب التحرير...
فكانت فرصة رائعة لان أزين ]دفتري بالخطوط الرائعة.. لهذا المثقف والناقد الكبير.. وأنا لم اعلم ان الظلاميين.. ومرتزقتهم المأجورين سيتربصون في اوكار خزيهم.. لهذا الانسان الطيب.. المتسامح وليذبحوا هذا النور.. عن طريق قاتل مأجور.. وبثمن بخس... ليؤشر لمفارقة عجيبة عن غربة المبدع ورخص دمائه.. في زمن هيمنة الفاشية والظلامية المستترة بشعارات دينية هكذا.. لم تمهله هذه القوى الظلامية الشريرة لان يترجم مشروعه التنويري الى واقع عمل وبرنامج واقعي.. من خلال تبوئه بجدارة لمنصب المدير العام للشؤون الثقافية..
ظل عجام حتى اخر لحظة في حياته يتعامل مع العراقيين بثقة مطلقة ويقين اكيد بانهم شعب صنع الحضارة والثقافة والجمل.. ولا يمكن ان يمتهنوا القتل وهدر الدماء.. من دون حق...
ولذا رفض ان يستلم مستحقاته الأمنية (المسدس) من سلفه د. جمال العتابي.. لانه لا يجيد اطلاق الرصاص ببساطة..
الذي تزهو اوراقه بتلك السطور الشجاعة والرائعة التنسيق والجمال.. وبتلك الخطوط الباهرة.. التي تعكس عمق الموهبة الابداعية والفنية عن هذا الشهيد..
وليدرك القارئ.. بأن بصيرته النافذة وروحه الشفافة اسعفتاه بإدراك ما ينتظره من مصير.. وما يلاقيه من نهاية بهذا السباق الدموي المحموم... ولكن مسؤولية الدور والحلم بثقافة عراقية تنويرية تضاهي لحظة الحرية وتتماهى معها.. كانت اقوى من هذه الهواجس.. كما هو واضح في الكلمات التي كتبها لي في صالة فندق المربد في .االصباح 4 / 4 / 2004 وفي ختام اخر ايام مربد الحرية الاول... وقبل شهر تقريبا من تشرفه بكبرياء الشهادة.. بعد ان قضى حياته متوجا بكبرياء الموقف



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة قومجية سوداء تريد ااحراق مستقبلنا
- ........اسبوع المدى الثقافي....الشروع ببناء مجتمع مدني للثقا ...
- الشعوب العربية قبلكم يا حكام رفات القومية
- كرنفال دموي لحديقة الجوادرفي عيد الاشجار
- انتفاضة اذارالعراقية امانة في ذمة المبدعين
- هل يعود معلمنا الخالد؟
- نعزي البريكان في موسم اضحية الطوائف
- ما بعد الرسوم الدنماركية
- الارهابيون يلاحقون((اطوار)) لمشارف قبرها
- موفق محمد سفير للوجع العراقي
- ثقافة القرصنة والانقلابات
- احمد خلف يعبر حده الفاصل ليتنبا بموت ابيه
- مكتبة عراقية في نادي الاخاء التركماني
- المشترك في نكباتنا المقدسة
- ملتقى السياب التاسيسي/المعلم محمد خضير وتسيد القصيدة العمودي ...
- ناظم السعود يتامل البنايات العالية
- العرفان والامتنان لشهداء رصيف الكتاب وشهوده
- حوار مع الفنان العراقي هادي السيد
- الدرس العراقي في خروج عبد الحليم خدام
- لا تحولوا حناء البنفسج الى نافورات دماء


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - توفيق التميمي - المشرع التنويري للشهيد قاسم عبد الامير عجام