|
هل بقي من يترفع عن المصالح الضيقة ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 19:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اتكلم بشكل عام ، فان المصلحة هي من يدير الشخص ان كان في مستوى لم يترفع عن ما ياتمر بملذاته الشخصية و ربما في دائرة معينة اوحزب او مجموعة لم يفكروا يوما بما يحتاجه الوطن قبل النفس. اختلط الحابل بالنابل في العراق و كوردستان، و لم نلتق بمن يمكن ان يوازن الحال و يساوي الدفات و يعدل في امور الملة. انه تخبط و فوضى عارمة و كانه العراق و كوردستان خلو من هؤلاء الذين تميزوا و هم من القلة النادرة التي احتلوا مكانتهم المرموقة اجتماعيا و سياسيا و و ثقافيا بامكانياتهم الذاتيةو خبراتهم دون اللجوء الى الطرق الملتوية التي تستخدمها الاسماء البارزة الان في الساحة السياسية الفوضوية المؤثرة بشكل جذري على حياة الناس من كافة جوانبها. لقد اتاني متلهثا و قال انني مظلوم و مغدور و اريد ان يفسح لي المجال و لم الق اذانا صاغية و اتكلم لك كي اشفي به غليلي، و انت تعلم انني ضحيت كثيرا رغما من انني احب وطني و قدمت الكثير و كيف لا انه وطن الحب و الخيال و رياض الفن و الجمال و افق الاشراق و النضال و قلعة التحدي و الاستبسال. و اطال في الامر كثيرا و بلباقته المعهودة كي يقنعني يما يؤمن. كيف لا و انت تعلم انها كوردستان العَريقــــة بتأريخـِها ، زاخِرة ً بتراثِها ، ساخِرةً بأعدائِها ، عَتيدة ً بماضيها ، مَزهوٌة ً بحاضِرها ، متفائِلة ً بمستقبلها ، عزيزةً بكُرديٌتِــــــهاٍ، وفيـٌـة للمضحين من اجلها. و اطال في الامر كثيرا جدا، و من ثم قلت له اتسمح لي او تختصر مشكورا، فقال نعم بالامس ذهبت الى الحزب و رشحت نفسي للمنصب المتوفر لدينا، و هل تعلم من هو المسؤول عن الترشيح و التزكية ، فقلت من؟ قال ابن ذاك الذي قتل بعدما اختلس ليلا في بيت ذلك البطل الشجاع و استغل عدم وجوده في البيت كي يفعل فعلته الذي يعلمه الجميع و من ثم قتل على ايدي مجهولة على افعاله و سجل اسمه البذيء في سجل الشهداء الابرار كغيره من الجحوش. فقلت بكل صراحة، فما بالك تتلكم عن الناس هكذا اليوم، و انت كنت بالامس تتملق لهم عندما كانوا من ازلام النظام و اليوم وهم غيروا المتراس و ايضا الان من ازلام النظام الجديد. فافعل ما كنت متعودا عليه من قبل ستحصل على اي شيء تريد، و لكن لماذا تحكيلي هذا الواقع يا اخي؟ فقال: اتعرف لماذا؟ لانني من اليوم لم اعتبر نفسي احد اعضاء هذا الحزب و اعتبر نفسي معارضا حتى للسلطة باحزابها جميعا. و قلت هذا لا يعنيني ايضا، فقال انك معلوم عنك بانك تنتقد و تحكي عن الجميع بكل صراحة، فكيف لا يعنيك هذا. فقلت انني لست في حزب او جماعة او جهة لا في السلطة ولا المعارضة، و كل ما اكتبه من حرصي على هذا الوطن الذي سمعتك تمدحه الان، وليس بشرط ان تنمتي كي تكون مخلصل لوطنك، ان كنت حقا تريد خدمة وطنك و تحبه كما تدعي فافعل ما يفيده و شعبه في اي جانب كان. فقال و كيف لي و انني ليس لدي اية موهبة او امكانية كي اعبر عن رايي، فقلت يكفي ان تعمل ولو صغيرا باخلاص و ما تؤمن به فانه كبير و اكبر من العمل الذي ياتي بمصلحة و بهدف شخصي. بعده تأوه و تأفف و ذهب و نظر لي بنظرة معاتبة و كانني خذلته و ذهب و هو يتمتم. مختصر القول ان من يتكلم عن المصلحة و الوطن و يمدح و يوصف بينما يقطع دابر وصاله مع الوطن ان ضربت مصلحته قليلا جدا، و اليوم نرى مان يعتبر كبيرا و شامخا و عزيزا و قائدا مخلصا للوطن و هو لا يختلف عن هذا الذي يبيع نفسه و وطنه عندما لم يلقي اذانا صاغية لمتطلباته فقط و يعمل عكس ما يدعي بلباقته الفصيحة التي يخدع بها الكثيرين. و من ثم بعد لحظات التقيت صدفة بشيخ يمطر منه الوقار و الاخلاق و الاخلاص و يعيش بعيدا عن هذه الفوضى، فقلت ما الامر، و بماذا تشغل نفسك شيخي العزيز بعد كل هذه الحياة الزاخرة من الثقافة وا لمعرفة و انت تتقي كل ما يمكن ان يمس سمعتك و حتى المناصب العليا التي عرضت عليك. فلماذا لم تشارك كي تقلل من التخبط على الاقل و ان كنت تقول ان الامر لا يمكن ان يحل بايدي، فقال لازال الامر كذلك و اكثر، لا بل اصبح الامر اعقد و امرّ، فليس لي القدرة ان ادخل في هذه المعمعة و ما بقي من العمر الا قليلا. ثم اردف قائلا، ليس هناك من يترفع عن المصلحة و لم القى الكثيرين ما يؤمنون بالحال و لا يمكن ان تصفق يد واحدة، فانا اؤمن بالعمل الجماعي، فلم اجد من سواء كان شخصا او جماعة او حزبا يمكن ان يكون يد العون . و ان خضت الامر في هذه المرحلة اما يفرضون علي ما لا اؤمن، او اخاف ان اخطا و كما تعلم من عاشر قوما اربعين يوما فاخاف ان اصبح مثلهم و المصلحة و الطمع قتال، فان لم تبتعد فربما تُخدع، اما انا تقنت من انني ان كنت بعيدا و مترفعا عن مناصبهم فاحفظ تاريخي و كرامتي و ايماني بعقائدي و فلسفتي، المهم ان نعيش مرتاحي البال و الضمير ، فلنذهب الى تلك الحانة كي اشتري قارورة ما يهديء بالنا و نعيش الليلة معا و من ثم نتناقش طويلا. نعم انه يعيش بسلام و يشكل متواضع و هو يحمل اجمل و ارفع ثقافة و امكانية عقلية و له خبرة كبيرة و مترفع عن كل مصلحة و ما يهمه شخصيا و حتى منبوذ من اطفاله و لكنه يؤمن بما يعمل، و يعلم انه لا يمكن ان يخدم جيدا مع هؤلاء، فيرفض ما يعرض عليه من المناصب العليا و يؤمن بانه خير له ان يبتعد من ان يضر نفسه و تاريخه على الاقل، فكم من امثاله في العراق و كوردستان يتربعون على عرش السمعة الطيبة و التاريخ الجميل المتين و المنعزلين عن العمل العام و يتركون الساحة بيد هؤلاء و هم يلعبون ما يحلو لهم كما نرى.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل بدا اردوغان من نيويورك بحفر قبره بيده ؟
-
تكاثر عدد الجزر المنتشرة في كوردستان
-
هل ياتمر العبادي بامرة بريطانيا؟
-
اردوغان بين (تصفير المشاكل) و( تصفير النفايات)
-
ردوغان بين رفات ناظم حكمت و جثة سليمان شاه
-
تزايد المخاطر على استقرار اقليم كوردستان يوميا
-
انتشار الفقر المدقع في كوردستان !
-
نحتاج لكوردستان مدنية حقيقية و ليست مظهرية
-
هل انا قومي متعصب؟
-
لماذا التركيز على الخلافات مع كوردستان والفساد مستشري في الع
...
-
الراسمالية تحاصر البسارية في عقر دارها !
-
ايجاد مخرج في ترسانة المفاهيم المبتذلة في العراق
-
تشكيل اللجنة الدستورية بعيدا عن اصحاب الدستور انفسهم!!
-
سبل خروج اربيل و بغداد بنتيجة مقنعة للطرفين
-
المطلوب من المثقف العراقي امام كوردستان
-
العراق بين المرجعية و التوجهين في الحشد
-
ما يسعى اليه اردوغان في القمة الثلاثية
-
هل الاردن افضل من كوردستان لدى العراق
-
حكومتا كوردستان و العراق تشتريان الوقت بدلا للحلول الجذرية
-
كيف اضاف الحزب الشيوعي الروسي خمسة مقاعد له في برلمان موسكو؟
المزيد.....
-
هزة أرضية بقوة 5.1 درجة في تكساس
-
مادورو يدعو ترامب إلى التحقيق بنفسه في محاولة اغتياله
-
الكشف عن الرسالة الأخيرة لطاقم -تيتان- وأول صورة لها من قاع
...
-
مصدر: 250 عسكريا أوكرانيا في إدلب يدربون الإرهابيين على تصني
...
-
عقيلة صالح يتحدث عن أثر التقارب المصري التركي على تواجد القو
...
-
نيجيريا.. الفيضانات تساعد281 سجينا على الفرار (فيديو)
-
ضربة مزدوجة للأمراض.. طبيب ينصح بخلط عشبتين
-
صحيفة: شكاوي سابقة عديدة حول سلوك المتهم بمحاولة اغتيال ترام
...
-
OpenAI تعلن عن نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي
-
توجيه تهمتين للمشتبه به في محاولة -اغتيال- ترامب
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|