أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - تشوهات














المزيد.....

تشوهات


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلام في التشوه :
==========
ما حدث في الحياة السياسية بعد أحداث يناير 2011 يشبه بالضبط ما حدث في الحياة الثقافية والأدبية اعتبارا من الثمانينيات ، منذ منتصف الثمانينيات رأي نظام مبارك أنه لكي يحمي الشباب من الانضمام للتنظيمات الارهابية والمتطرفة رأي أن يفتح المجال للشباب للدخول في عالم الثقافة والأدب ، القراءة للجميع ، والثقافة للجميع ، وراحت الأجهزة الثقافية تطبع كتبا ما أنزل الله لها من سلطان لآلاف من الشباب ، وكما يقال في علم الاقتصاد إن العملة الرديئة تزيح العملة الجيدة وتحتل مكانها ، فالذي حدث هو أن الحياة الثقافية والأدبية تشوهت ، بل اسودت ، وبعد أن كانت مصر مركز الابداع العربي ومنارة الثقافة العربية صارت مركزا للاسفاف والركاكة ، إذ دخل عالم المعرفة آلاف من الجهلاء الذين لا صلة لهم بالأدب أو بالثقافة عموما أو بالفن ، وصارت مصر لا تنتج معرفة أو وعيا أو فنا ذا قيمة رفيعة مثلما كنّا نفعل فيما سبق ، وإنما تنتج كما هائلا من الكتب التي لا تصلح إلا لاستعمال أوراقها في تعبئة الطعمية واللب والترمس ، وهذا ما يفسر لك ما نحن فيه الآن من انهيار معرفي وتدهور ثقافي ، وأدب ميت ركيك وكتابات مثيرة للقيء وفن هابط وموسيقي متفسخة وأغان مثيرة للغثيان.
هذا هو ما حدث بالضبط في عالم السياسة نتيجة أحداث يناير 2011 ، إذ أدت السيولة الثورية إلي دخول نوعية عجيبة من الناس إلي عالم السياسة ، نوعية من هواة الزحمة ، والهيصة ، نوع من الناس لا يعرف حتي معني الدولة ، أصناف من العاطلين ، أو من الذين يعانون من التفسخ العائلي ، أو من الذين لديهم إحساس بالضآلة والقزمية ، أو من هواة التخريب ، لا أتحدث عن الاخوان أو عن السلفيين فهؤلاء لديهم أهداف واضحة ، حل الجيش ، إسقاط الشرطة ، تحويل الوطن إلي خرابة ثم التربع علي عرشها ، لا أتحدث عن هؤلاء ، وإنما أنا أتحدث عن الذين إذا سألتهم ماذا تريد من وراء خروجك في مظاهرة يقول لك : أي واحد يحكم غير السيسي وخلاص ، لماذا ، علشان الحرية ، طيب ما هي الحرية يقول لك : يعني كل واحد يعمل إللي هو عايزه ، أو يقول لك علشان العدالة الاجتماعية ، إشمعني هما ياكلوا كافيار وإحنا لأ ، إشمعني هما يسكنوا في قصور وإحنا قاعدين في أوضتين وصالة ، إحنا هانستفيد إيه من الطرق أو من الكباري أو الأنفاق ، ضيعوا فلوسنا في حفر قناة ملهاش لازمه ، الفلوس إللي بيبنوا بها مدن جديدة كان ممكن تخلي الشعب يعيش في نغنغة ، بيشتروا سلاح ليه مادام الجيش بيعمل مكرونه ، والعجيب أن بعض هؤلاء انضموا لبعض الأحزاب ويتداولون هذا التشوه في اجتماعاتهم ، بل إن قادتهم في هذه الأحزاب يعمقون لديهم هذه التشوهات خوفا من انفضاضهم من حولهم ، إنني أؤكد أن معظم القواعد الحزبية في مصر ، بل وبعض هيئاتها العليا لا تعرف ماذا يعنيه الحزب ، ولا يدركون الدور الذي ينبغي علي الحزب أن يقوم به ، ولا حتي يفهمون ماذا يعنيه عنوان الحزب الذي أحيانا ما يتضمن هذا العنوان مصطلحات سياسية مثل الحرية أو الاشتراكية أو العدل أو الديمقراطية .
وأغرب ما سمعته هو أن البعض يسمي ذلك زيادة في الوعي السياسي ، هذا التشوه يسمونه وعيا سياسيا ، الجهالة والتخبط والاسفاف والعشوائية صارت عند البعض زيادة في الوعي السياسي ، اختزال النظام السياسي كله في شخص الرئيس صار وعيا سياسيا ، السفالة المتداولة عن أم الرئيس أو عن زوجته يسمونها وعيا سياسيا ، الانخراط العبيط في مؤامرة الاخوان صارت وعيا سياسيا ، الاستجابة البلهاء لداعر هارب واعتباره قائدا ثوريا صارت وعيا سياسيا.
لقد تمكن الاخوان من خلال تاريخهم التآمري الارهابي من استغلال هذا التشوه استغلالا واسعا حيث صار هؤلاء الجهلاء سواء المنضوون في أحزاب أو خارج الأحزاب قطيعا يسير بلا هدي في ركابهم ، قطيع لا يعرف إلي أين هو ذاهب ، ولا إلي أي كارثة تقوده هذه العشوائية العبيطة العمياء ، قطيع يتحدث دون أن يدري بلسان الاخوان ، قطيع يثرثر وكأنه يدرك معني ما يثرثر به ، غير أنه يثرثر في الاتجاه الذي يؤدي إلي إحداث الفوضي العارمة التي قد تقوض كل شيء وتسقط كل شيء ولا يعود لهؤلاء المساكين البلهاء القدرة علي توفير ثمن رغيف عيش واحد.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتي لا ننسي
- هل صليت اليوم علي النبي؟؟!!!!!
- المؤامرة مستمرة
- نصف تفاحة
- لحظة حُب في عرض الطريق
- الطريق إلي مصر
- البخاري ، وإجماع العلماء ، والطريق إلي الكارثة
- بخصوص جماعة الأمل
- ماذا بعد الهزيمة في استنبول
- حوار داخل زلعة
- الجامعة المصرية والجماعة الارهابية
- خارج الصندوق
- لن أخجل فقد بللت فراشي
- جميعنا شركاء في الجريمة
- مشروع إرهابية
- التنوير بخرافات حداثية
- ملاحظات في شأن من شئون حبيبتي
- البذرة التي تنمو فينا كل يوم
- أُنظر من بعيد لكي تري نفسك بوضوح
- بعض الغبار الذي يهب من الجنوب


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - تشوهات