ح 62) الله حى 4 ( تفكيك المربوط فى سيره بني زعبوط

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 27 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    

هامش 31
يا خالق الكون بالحساب والجبر
وخالقنى ماشى بالاختيار والجبر
كل اللى حيلتى زمزمية أمل
وإزاى تكفينى لباب القبر؟*
- جنه الفقراء على الأرض (متن)
الفن كلمه مفردة جمعها أفنان أو فنون , وقد وردت تلك الكلمه فى سورة الرحمن لوصف جنه المؤمن الورع ولمن خاف مقام ربه جنتان ، ذوات أفنان فبأى ألاء ربكما تكذبان . فبعكس جان جاك روسو الذى يذكرنا بأن أجمل الأشياء فى الدنيا كالطاووس والورود هى أقلها فائدة للأنسان , نجد الله يصف عبقريه الفنون الجميله التى ستزين جنه المؤمن , الورع المسنحضر لعظمه رب الزمن و رب كل الأشياء ، بأنها جنه أخري أيضا.. أن جزاء مثل هذا الأنسان فى الحياه الآخره فى الحقيقه جنتان وليس جنه واحدة : خامه وصنعه ، جوهر ومظهر ، جسد و روح ، مضمون و شكل ، فائدة و جمال ، علم و جودة ، معرفه و نفع ، طعام ومذاق ، ماء و عذوبه ، تنفيذ و أخراج ، أداء و أحساس ، صوت و موسيقى، كلمه و معنى ، رسم و لون ، سعاده و أبتسامه..أنها بأختصار الحضارة والرفاهيه بلا أى نوع من التلوث المادى أو المعنوى .
- والآيه لا يمكن تفسيرها بالرعب من عقاب أله للخوف أوالندم وألا لكانت " ولمن خاف من ربه جنتان " ..كما انها تحتوى على كلمه "مقام" وهى تعنى "حاله " وأيضا تعنى نسق موسيقى أو هارمونى موسيقى.. وفى الحالتين يكون المعنى هو الورع والخوف "على" عظمه الله وحالته و الرهبه من تناغم أبداعه اللانهائى..أن الموسيقى تعبِّر عمّا لا يمكن قوله من خلال الكلمات، وعن تلك الأشياء التي لا يمكن الصّمت عنها كما قال فيكتور هوجو..أن الألهام والوحى الموسيقى يعتبر دليل آخر على أن الله حى ويؤثر على أذهان ونفوس المبدعين وتأتيره على أنصاره والباحثين عنه يكون دائما أيجابى , لطيف , وصافى وأن تعددت التنويعات والتشكيلات.. ويعتقد كثير من دارسى الهارمونيكا الحديثه أو التوزيع الموسيقى ان هناك مقام عام أو نسق اساسى مرتبط "بروح الألحان والمعني" وقد أنبثق عنه السلم الموسيقى المعروف وكذلك اللغات المختلفه.. ومثل هذا لا يكون ألا من خلال شفره مبرمجه فى أدمغه الأجنه ويتم تحفيز أجزاء منها بالأصوات الخارجيه الخاصه بالبيئه المحيطه..
- لم أكن أعرف لماذا أصر موسى على لقاء السحره فى وقت الضحى مع السطوع الأول للشمس؟؟ حتى قابلت تلك المرأة التى جلست فى صباح أحد الآحاد فى الشارع الرئيسى ببلده كينجستون بكندا , وبجوارها وضعت كاسيت وشنطه اسطوانات موسيقيه و صندوق من الكارتون فوقه يافطه تطلب من الماره أذا شعروا بالسعاده من عملها أن يتركوا لها شيئا من المال... هى لا تعرف العزف على الجيتار كبقيه الشباب الذين يمتلئ بهم الشارع ويلفتون انظار الماره بحركاتهم البهلوانيه وملابسهم الغريبه.. لكنها تمتلك ريشه طائر وضعتها فوق رأسها وبريق فى عينيها ينم عن فراسه وابتسامه مريحه فوق شفتيها..لقد كانت تؤدى دور ساحره هنديه طيبه رغم كونها أنجلوساكسون ذات بشره ييضاء.. أنها تداوى الناس بالموسيقى كما تدعى.. وتستطيع تخمين حاله الشخص النفسيه من خلال تبادل بعض الكلمات القليله معه .. ثم تقوم بتشغيل المقطوعه الموسيقيه المناسبه له وتنصحه بسماعها كثيرا...والنتيجه على ضمانتها لكن بشرط ان يترك لها شيئا من المال فى الصندوق... وعندما لمحتنى المرأه أحاول عبور الشارع كى أسير بعيدا عنها, نادت على بصوت عالى: أنت أيها القنفد.. فذهبت اليها وقلت لها لماذا تنادينى هكذا؟؟ فضحكت وقالت متعجبه؟؟ لأنك لازلت ترتدى معطفك ونحن فى الربيع..فأجبتها بأن خمس درجات مئويه تعنى بالنسبه لى شتاءا قارسا...فسئلتنى المرأه: هل انت أفريقى..فأجبتها بأنى من مصر..فقالت: انى أحب كثيرا تاريخها , سأختار لك موسيقى مناسبه لحالتك وسوف تسعدك!!! ثم أخرجت من الشنطه بعد بحث تعمدت ان يكون طويلا اسطوانه كتب عليها موسيقى شرقيه وشغلتها.. ودفعت الفيزيتا مسرورا حيث كانت الموسيقى لعازف الساكس سمير سرور والتى تمايل علي انغامها العندليب ومعه قلوب الملايين** !!! لقد أدركت تلك المرأه حكمه ألبرت شويتزر بأن هناك طريقتان للحماية من بؤس الحياة: الموسيقى والقِطط , وأن الفقراء يمكنهم أيضا أن يمتلكوا جنه على الأرض وليس فقط فى السماء..
* رباعيات صلاح جاهين
** رابط لعزف سمير سرور مع عبد الحليم حافظ
https://www.youtube.com/watch?v=WfEBjmXevbI

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات