أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مشير - محاكمة صدام .أم محاكمة النموذج العربي للحكم؟














المزيد.....


محاكمة صدام .أم محاكمة النموذج العربي للحكم؟


محمد مشير

الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" ايها الغرّ قد خصصت بعقل فاسألنه فكل عقل نبيّ "
- ابوالعلاء المعرّي -
ملك في زيارة لخارج البلاد ترده الاخبار بحلول آخر محله، رئيس يغتال يستلم آخر مقاليد السلطة و الحكم ، ملك لا ينفك من عرشه اِلا بسكته قلبية أوجلطة دماغية،رئيس يسلب السرطان حياته يتولى ابنه الزعامة ، ملك يرحل فيقوم ابنه مقامه في العرش.. الحكم ارث يتقاسمه افراد العائلة الواحدة ، الانتخابات مفردة لا وجود لها في قواميس الانظمة العربية ،حكام طغاة ،شعوب بائسة جميع فصولها السبات، و هكذا دواليك في معظم الدول العربية، منذ ان تكونت ككيانات سياسية ،تقمصت شعوبها التخلف والسكوت والتحذلق واحترف حكامها و جلادوها الاستبداد. اما القلة المثقفة – النخبة – وان ادركت ضرورة التغيير والعمل الجاد من اجل تنشيط حركة التغيير والانفتاح نحو الديمقراطية وحرية شعوبها ،الا انها ما زالت غير قادرة عن التحول كحركة نخبوية الى مشروع جماعي أوحركة جماهيرية ذات قاعدة عريضة. فكل من تابع عن كثب الاوضاع السياسية في البلدان العربية تجسدت امامه صورة قاتمة تكمن تفاصيلها في سيادة انظمة شمولية متوارثة ودكتاتوريات حاكمة ابا عن جد من جهة ، و غياب المثقف والشارع العربي من جهة اخرى، مرافقا على طول الخط بهيمنة اعلامية لأبواق الانظمة الدعائية وبالتالي قنوات فضائية مدعومة برساميل هائلة اغلبها تهدف في سياساتها الاعلامية – بالاحرى في خطابها الاعلامي – على وجه العموم، ان لم يكن المطلق ، تشويه الوعي العام و الحفاظ على الوضع القائم بتخلفه وتساهم في الوقت ذاته بشكل فعال و مؤثر في ترويض و اخضاع الاكثرية لما هو سائد ، وبناء سد منيع امام كل ما هو خارجي (أجنبي).
مما لا شك فيه ان للسياسات الديماغوجية لاصحاب السلطة في الدول العربية دورا بالغ الاهمية في تغييب و تهميش كل من النخبة والشارع العربي في المعادلة السياسية ،و لكن ما يحير العقول ويثير التساؤل دوما – رغم المحاولات المستمرة للنخبة في تحويل حركة التغيير الى حركة واسعة ذات ابعاد زمكانية – هو عدم ثقة القاعدة الشعبية بنفسها و ايجاد نفسها في حيرة و اندهاش مما يجري من حولها من تغيرات و تطورات سريعة ، دون ان تراجع نفسها وتتساءل لماذا الانجرار دوما وراء الحدث؟! اذ انها تعتبر كل تغيير آت من الخارج أوعن طريق قوى اجنبية هو في عداد الممنوعات وغير مرغوب فيه ما دامت آتية من الخارج دون تقيمها موضوعيا و النظر اليها من زاوية مدى تطابقها مع مصالحها أو مدى كونها عوامل مساعدة في عملية التغيير.و بناء عليه فلا ريب في ان نشهد ردود افعال مرتبكة و خالية من الجديد فيما يتعلق بمحاكمة الطاغية ( صدام حسين ) رغم كونها حدثا كبيرا على جميع الاصعدة سواء عالميا أم اقليميا أو محليا . فعلى مدى تاريخ البلدان العربية قاطبة لم يشهد العالم العربي حدثا بهذه الضخامة من حيث النوعية . ولذا من البديهي ان يكون لحدث كهذا انعكاسات – من المفرض ان تكون ايجابية – سريعة و هامة على مجريات الامور في المنطقة برمتها ، الا اننا لم نلمس ذلك خلال متابعتنا لردود الافعال في الاوساط الشعبية العربية – باستثناء العراق – اذ ان الجماهير العربية باغلبيتها ما زالت حائرة لا تصدق ،أو الاصح روّضت على عدم التصديق ،بان ( فارس الامة ، المدافع الوحيد عن البوابة الشرقية للوطن العربي ، رائد القادسية الثانية...الخ ) الذي ما كان لأحد ، و حتى هو نفسه ، ان يتصور حتى الامس القريب ، ان يأتي يوم يحاكم فيه محاكمة عادلة و على يد قضاة عراقيين .
فالمحاكمة و ان كانت غير مستساغة من قبل الجماهير العربية التي ما كانت تسمح لنفسها حتى في الحلم بمحاكمة أحد حكامها المستبدين الا انها ستغدو عاملا مساعدا فعالا في تهيئة الارضية المناسبة لتغييرات قادمة ستشهدها المنطقة ، و رياح التغيير قد هبّت بما لا تشتهيه سفن الطغاة و المستبدين .



#محمد_مشير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسودة دستور أم تناقضات بلا حلول ؟


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مشير - محاكمة صدام .أم محاكمة النموذج العربي للحكم؟