|
الثورة من جديد في مصر!
عادل احمد
الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 21:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشهد مصر منذ فترة بوادر للحركة الاحتجاجية والتظاهرات في وقت وجود الاستبداد والقمع الوحشي والسلطة الحديدية للجيش وزج المعارضين والمنتقدين لنظام السيسي والجيش. ان الثورة المصرية التي أدت الى إلاطاحة بحكم حسني مبارك ومن ثم الإطاحة بالإخوان المسلمين كانت حدثا عظيما في الشرق الأوسط وتمكن من خلالها الشعب المصري الشعور بالإرادة والتغيير والقوة ولكن كان التوهم بالجيش من اهم نقاط ضعف الثورة المصرية والتي توقعوا فيها ان يقف الجيش بجانب الشعب والثورة على الرغم من ان حسني مبارك كان من ابناء المؤسسة العسكرية المصرية بدءا من جمال عبدالناصر والسادات والطنطاوي والسيسي ولكن التوهم بالمؤسسة العسكرية أدى الى انقلاب العسكر على الثورة ومن ثم قمع كل مظاهر الثورة ورموزها وشخصياتها وفعاليها السياسيين والقيام بأنشاء النظام الاستبدادي والديكتاتورية الذي بيض وجه نظام حسني مبارك واستطاع عن طريق قمع المعارضين بالسلطة الاستبدادية من تبني سياسات صندوق النقد الدولي والتي تمثل السياسة التقشفية وتوسيع البطالة والجوع عشرات الأضعاف ما قبل الثورة والتشدد في العمل وإطالة ساعات العمل بالأجور المتدنية ورفع الدعم عن الاحتياجات الأساسية للمواطنين من الوقود والخبز والمواد الغذائية الضرورية اليومية.. ان فرض الاستبداد والقمع وازدياد البطالة والجوع بعد الانقلاب على الثورة المصرية من قبل السيسي والجيش المصري بحجة محاربة الإخوان المسلمين لم يكف لإخماد روح الثورة والإرادة الثورية للشعب المصري وأصبح الإعلام والرشاوي والدعم السخي السعودي والإماراتي لسلطة الجيش ومشاريعها تصب في قمع اكثر لروح الثورة والتي فقدت وتيرتها ولكنها لم تخمد والآن نرى بوادرها في الشارع من جديد وهذه المرة بعد تجربة الشعب وخاصة الطبقة العاملة المصرية والجماهير الكادحة اثر توهمهم بالمؤسسة العسكرية الاستبدادية . ان الثورة المصرية كانت ثورة حقيقية بجانب الثورة التونسية والتي تميزت عن مثيلاتها في سورية واليمن والبحرين لان كانت ثورة شعبية من اجل تنحي رئيس السلطة الحاكمة حسني مبارك ولم تتنازل عن هذا المطلب حتى اخر لحظاتها حتى أدت الى سقوط مبارك ومن ثم مجيء الإخوان المسلمين عن طريق الانتخابات لانهم كانوا الجهة الوحيدة المنظمة سياسيا من بين صفوف كل الطبقة البرجوازية المصرية في ذلك الوقت ولكن بعد فترة قصيرة بدأت الثورة من جديد على الإخوان المسلمين والتي يقدر المشاركون فيها بثلاثين مليون متظاهر نزلوا الى الشوارع بالرغم من استلام السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية ولكن كانت روح الثورة أقوى ومتجسدة بالروح والإرادة الثورية والشعور بالقوة ومن اجل التغيير.. واستطاعت ان تسقط حكم الإخوان وتنحيتهم على المشهد السياسي ولكن مع الاستمرار بالتوهم بالمؤسسة العسكرية والتي استمدت قوة الجيش من الثورة على الإخوان المسلمين والأوهام المستمرة للشعب بالعسكر والجيش. ولكن قوة الجيش كانت بدرجة من الغرور ، استطاع من خلالها قمع كل مظاهر الثورة وكل الاحتجاجات بالحديد والنار وتمكن عن طريق هذا القمع الاستمرار بتطبيق سياسات صندوق النقد الدولي والتي هي في الحقيقة صندوق التجويع والفقر للجماهير وصندوق الحرمان.. ولكن الاستياء عند الجماهير المحرومة من سياسات السيسي والجيش كانت مستمرة تارة بالشكل المخفي وتارة بالشكل العلني وأصبحت في الفترة الأخيرة تظهر الى العلن بالقرب من ميدان التحرير والأماكن الأخرى في بعض المدن المصرية. ان اندلاع الثورة مرة أخرى في مصر على وشك البدء ، وان بوادرها يمكن تلمسها في التظاهرات والاحتجاجات اليومية والأسبوعية في أماكن المتفرقة ، ان القوة الشبابية المحرومة هي المحرك الرئيسي في اندلاع الثورة و التي لا تجد غير الثورة لتلبية حاجاتها الإنسانية للبدء بالحياة الجديدة ،لان السلطة الحاكمة منشغلة بتقوية المؤسسات العسكرية ومشاريعها الاقتصادية والمالية والعسكرية واستخدام أموال والمساعدات الاقتصادية سوى من قبل الصندوق النقد الدولي ام من حكام السعودية والإمارات لمشاريع لا تتعلق بحاجات الجماهير المحرومة وانما تخدم حركة الرأسمال العام للطبقة البرجوازية وتنمية اقتصادها.. وان هذه الأوضاع لا يمكن ان تستمر وخاصة ان الشعب المصري لم يبتعد من ثورته التي أطاحت بمبارك ومرسي في اقل من السنتين ان إرادة الشعب لم تتحطم على الرغم من القمع والاستبداد لحكم السيسي ولهذا بوادر توسيع رقعة الشرارة الثورية مرة أخرى باتت احتمالا كبيرا ولكن في حال اندلاعها تصبح المؤسسة العسكرية المصرية هدفا كبيرا لسقوطها بيد الشباب الثوريين والطبقة العاملة المصرية والتي لم تجن شيئا في ثورتها السابقة غير الفقر والجوع اكثر اثر توهمها بالسلطة العسكرية ومؤسساتها.. ولكن هذه المرة تضيف تجربتها السابقة الى الثورة الحالية المتوقعة والتي لها تجربة مع الإخوان المسلمين في السلطة ومن بعد تنحيتهم من السلطة وكذلك التجربة مع المؤسسة العسكرية على الرغم من تغير وجوهها من مبارك والطنطاوي والسيسي فأن جميعهم أبناء هذه المؤسسة وحماة ركائزها الأساسية ومشاريعها الاقتصادية والتي تسيطر على اكثر من نصف المشاريع الاقتصادية والمالية في هذا البلد. وهذه المرة لديهم تجربة الثورة في السودان المجاورة أيضا والتي تقاسمت البرجوازية المدنية السلطة مع المؤسسة العسكرية السودانية بالنصف الكامل نتيجة توازن القوى الشعبية مع العسكريين وضعف التنظيم العمالي ومنظماته.. ان كل هذه التجارب سوف يكون لها الحسبان والثقل في الثورة المقبلة في مصر. من اليوم فصاعدا على الطبقة العاملة المصرية ان تتحرك من مكانتها وموقيعتها وثقلها ومطالباتها وتأثيراتها على مسار الثورة وعدم الانجرار وراء المطالب العمومية فقط وانما تبحث عن مطاليبها الخاصة في خضم التناقضات والصراعات البرجوازية اثناء الثورة القادمة والآتية .
#عادل_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يجري في الخليج؟
-
المالكي والخوف من انهزام المؤسسات الدينية..!
-
البريكست والديمقراطية !
-
الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في النضال الطبقي!
-
الاحتياج الى الإرادة اللينينية
-
المقابر الجماعية والمشكلة الكوردية!
-
حول انتشار الجريدة العمالية!
-
محافظ كركوك الجديد والصراعات القومية!
-
التنظيم العمالي والوعي الطبقي! على هامش الاتفاقات الأخيرة في
...
-
موسم موجة الحرارة في العراق والاحتجاجات!
-
التأكيد العملي لمبادئنا
-
الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا ودور الطبقة العاملة!
-
كركوك و كيفية إنهاء الصراعات!
-
بصدد التهديدات الأمريكية لإيران !
-
حول شعار - يا عمال العالم اتحدوا-
-
الهدف الطبقي للاول من ايار
-
التجربة المصرية ودور الجيش في السودان والجزائر !
-
مأساة غرق العبارة في الموصل
-
مجزرة نيوزيلاندا والصراع بين الارهابيين
-
بيرني ساندرز وصعود اليسار الامريكي!
المزيد.....
-
وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش
...
-
أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
-
سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس
...
-
المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
-
السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر
...
-
القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل
...
-
موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا
...
-
محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات
...
-
فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف
...
-
دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|