|
زيتون المثلث الذي غرسته يا عبد الحميد ابو عيطة سيبقى أخضر مورقًا
احمد سعد
الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
*لن تنطفئ انوارك يا من كنت من اوائل من اخترقوا الظلمة وتحدّوا الظلام في منطقة المثلث الأبي*
أخبرني الرفيق العزيز النقابي جميل ابو راس بالخبر المفجع ليل الاربعاء انه رحل الفارس الاصيل، القائد الشيوعي العريق واحد الاوائل ممن حملوا مشعل الشيوعية والنضال الثوري المنظم في منطقة المثلث، وكان احد ابرز قادتها وقادة الحزب الشيوعي قطريا، رحل عبد الحميد ابو عيطة (ابو عصام) الذي اخترق الظلمة وتحدى الظلام في اصعب مرحلة مر بها من بقي من شعبنا متشبثا بتراب الوطن بعد نكبة الثمانية والاربعين. وكان لي الشرف ان ادوّن صفحات من تاريخ نضالي مشرف سطرها ابو عصام ورفاقه وحزبه تضمنها كتابي "جذور من الشجرة دائمة الخضرة" صفحات تعتبر بمثابة وثيقة تاريخية لتراث شعبنا الكفاحي في نضاله من اجل الحياة والتطور بكرامة وطنية فوق تراب ارض الآباء والاجداد. اترك ابا عصام يحدثكم بما نقلته على لسانه عن تلك الصفحات التاريخية المضيئة، يقول لكم ابو عصام وللاجيال الصاعدة ما يلي:
عبد الحميد ابو عيطة (الطيبة)
كيف عرفت طريقي الى الشيوعية؟ولدت سنة 1925 في قرية الطيبة، وبعد انهاء دراستي في مدرستها الابتدائية التحقت بمدرسة طولكرم الثانوية (حتى الصف الثاني ثانوي). وقد انتقلنا للسكن في طولكرم، حيث كان والدي موظفا، وقد بنينا بيتا في طولكرم. ثم واصلت دراستي الثانوية في كلية تراسانطة في القدس وتقدمت الى امتحان المتريكوليشن (الانهاء) الفلسطيني واجتزته بنجاح. وكان ذلك سنة 1943. عدت الى طولكرم وخلال سنة 1944 اشتغلت موظفا في بنك الامة العربية في طولكرم. وكان مدير البنك العام، احمد حلمي باشا، الذي اصبح فيما بعد رئيس حكومة عموم فلسطين سنة 1948.
* كيف عرفت طريقي الى الشيوعية؟خلا سنة 1944 تعرفت الى معلم في المدرسة الثانوية في طولكرم، وكان قد نُقل من مدرسة الناصرة الى طولكرم، عقابا له على آرائه اليسارية. هذا المعلم هو الاستاذ رشدي شاهين، من مدينة نابلس وهو ما زال على قيد الحياة وقد رجع الى الوطن، بعد اغتراب، حيث ابعدته قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد حرب 1967. كان الاستاذ رشدي شاهين يلقي محاضرات في ناد ثقافي للشباب في مدينة طولكرم، وما زلت اذكر محاضرة القاها سنة 1944 بعنوان: "مركزنا تحت الشمس" وكما هو معلوم، ففي تلك السنة كانت الحرب العالمية الثانية في اوجها، وكان الحلفاء بما فيهم الاتحاد السوفياتي، يحاربون النازية الالمانية والفاشية الايطالية، اللتين شنتا الحرب العالمية من اجل احتلال اوروبا، وتحقيق اهدافهما العدوانية لاستعباد شعوب البشرية. وعن طريق الاستاذ رشدي شاهين، اشتركت انا وعدد من مثقفي المدينة في مجلات (يسارية وشيوعية) كانت تصدر في العراق، اذكر منها: "مجلة الطليعة" "مجلة الفجر الجديد" وغيرها من المجلات التي تشرح عن الاشتراكية ومبادئ الماركسية. واخذت انا ورهط من الاصدقاء نلتهم هذه المجلات التهاما. وفي سنة 1945 التحقت بكلية الحقوق في القدس، وكانت تشمل العرب واليهود، ومنها تخرج معظم المحامين في فلسطين في ذلك الوقت. واستمرت دراستي حتى سنة 1948. حيث انقطعت بسبب الحرب التي شنت بعد انسحاب الانتداب البريطاني من فلسطين. وفي سنة 1945 تعرفت على الاستاذ المرحوم فؤاد جابر خوري، وكان يعمل معلما في الخليل، وهو ايضا نُفي من الناصرة، عقابا على آرائه اليسارية، في الوقت الذي نُفي فيه الاستاذ رشدي شاهين الى طولكرم. عرفت الاستاذ المرحوم فؤاد خوري، حيث عملت في بداية سنة 45 مدرّسا في مدرسة وطنية في الخليل، وكنت اسافر يومين الى القدس، من اجل حضور المحاضرات في كلية الحقوق، وبعد الاشهر الستة، وجدت عملا كموظف في القدس، وانتقلت للسكن هناك. وشاءت الصدف ان يلتحق بكلية الحقوق ايضا الاستاذ رشدي شاهين، حيث انتقل كمعلم في المدرسة الابراهيمية في القدس. واستأجرنا بيتا وسكنّا فيه سوية رشدي وانا، ونان وصديق لي اسمه نبيل هاشم، زاملني في المدرسة في طولكرم وتراسانطة وكذلك في كلية الحقوق. في القدس التحقنا وتنظمنا فيما يسمى في ذلك الوقت (رابطة المثقفين العرب) وهي عبارة عن رابطة ضمت عددا من المثقفين اليساريين، وكانت تناضل الى جانب "عصبة التحرر الوطني" حزب الشيوعيين. واثناء وجودنا اعضاء في رابطة المثقفين العرب، كانت تصدر مجلة سياسية تحت اسم (مجلة الغد) كانت على مستوى رفيع من ناحية ادبية وسياسية. وكان رئيس تحريرها المرحوم مخلص عمرو، الذي انتدبه مؤتمر العمال العرب مع بولس فرح لحضور مؤتمر العمال العالمي في باريس (آب 1945). وكانت جمعية العمال العربية الفلسطينية قد انتخبت كوفد للمؤتمر في باريس سكرتيرها سامي طه والمحامي حنا عصفور. واثناء وجودنا اعضاء في رابطة المثقفين العرب تعرفنا على معظم الشيوعيين في ذلك الوقت، ومنهم المرحومان اميل توما واميل حبيبي وتوفيق طوبي وغيرهم. وفي سنة 1946 تم انضمامي الى عضوية عصبة التحرر الوطني، انا وعدد من الاصدقاء، من الاعضاء في رابطة المثقفين العرب.
* من التاريخ الكفاحي قبل سنة 1948 كما شرحت ففي سنوات 45,46 كنا اعضاء في "رابطة المثقفين العرب" وكان نشاطنا يقتصر على سماع المحاضرات والاشتراك في تحرير وتوزيع مجلة الرابطة (الغد). وبعد انضمامنا لعصبة التحرر الوطني اشتركنا في جريدة "الاتحاد" وكنا نعمل على توزيعها على الاصدقاء والمعارف في القدس. وانني اذكر الاضراب العام والشامل الذي جرى في ابريل نيسان 1946، اضراب موظفي الحكومة البريطانية، الذي ضم آلاف الموظفين اليهود والعرب، وكان اضرابا ناجحا، واعطى الاشارة انه بالامكان القيام بنضال مشترك، يهودي- عربي، من اجل المصلحة المشتركة وضد العدو المشترك، وهو الانتداب البريطاني. ولكن الانتداب البريطاني والرجعية العربية والصهيونية، ارادوا ان يسير التطور بغير ذلك، وزاد التحريض خصوصا بعد قرار التقسيم الذي اقرته الامم المتحدة في نهاية نوفمبر 1947. وادى الى الاحتراب العنصري وشن الحروب بين العرب واليهود في فلسطين، هذه الحروب التي استمرت حتى اليوم. وعند اتخاذ قرار التقسيم، تبنّته عصبة التحرر الوطني، على اساس حقن الدماء واقامة دولتين مستقلتين، دولة عربية فلسطينية، ودولة يهودية، وكذلك اجلاء الانتداب البريطاني نهائيا. وقد لاقى اعضاء عصبة التحرر الوطني الهجوم من قبل الرجعية، بسبب الموافقة على قرار التقسيم، وجرت حرب سنة 48 التي ادت الى تشريد معظم الشعب الفلسطيني وقيام دولة اسرائيل، وعدم تحقيق الشطر الثاني من القرار وهو اقامة دولة فلسطين العربية. عدت الى طولكرم سنة 48، وقد اعلن عن ضم منطقة المثلث الى دولة اسرائيل، بعد عقد هدنة رودس بين الملك عبدالله (جد الملك حسين والد الملك عبد الله الثاني الحالي) وحكام اسرائيل، حيث وافق على ضم منطقة المثلث (من ام الفحم شمالا الى كفر قاسم جنوبا). وانني اذكر اشتراكي في مظاهرة في طولكرم، ضمت الالوف احتجاجا على عقد هدنة رودس، وقرار ضم المثلث، واذكر انه في ذلك الوقت نهاية سنة 48، كان الجيش العراقي في طولكرم، واذكر ان الجيش العراقي هاجم المظاهرة، بالعصي والغاز، وانا احد الذين ضربوا اثناء المظاهرة. وفي الشهر الخامس من سنة 1949 انتقلت الى مسقط رأسي، الى الطيبة، حيث اصبحت تحت الحكم الاسرائيلي.
* من نضال الشيوعيين في العقد الاول سنة 50-60 كتبنا في العام 1974، المرحوم عثمان ابو راس، سكرتير منطقة المثلث سابقا، وانا، مقالات حول مرور ربع قرن على قيام الحزب في المثلث (الطيبة وام الفحم) في البداية تضمن المقال شرحا وافيا عن نضال الشيوعيين في العقد الاول. ان الخلايا الصغيرة الاولى التي تشكلت قبل ربع قرن في الطيبة وام الفحم، اصبحت اليوم حزبا كبيرا، بل الحزب الاول في المثلث، الذي تعتبره الجماهير حزبها والمدافع عن حقوقها. وينتظم في صفوفه ابناء الطبقة العاملة والفلاحون والمثقفون، ويؤيده ويلتف حوله اوسع اوساط جماهير المثلث، وترى فيه قائد كفاحها ودرعها المتين في وجه سياسة الاضطهاد والتمييز، التي قاست وما زالت تقاسي من نتائجها منذ ربع قرن من الزمن. وان استعراضا سريعا وموجزا للاحداث والتطورات ونهج الحياة اليومية في قرى المثلث، يوضح بكل جلاء انه لم تقم في تاريخ الطيبة والقرى المجاورة، اية منظمة او حركة سياسية اجتماعية كان لها مثل هذا الاثر العاصف والمؤثر على تطور الاحداث ووعي سكان الطيبة وام الفحم والقرى المجاورة، كما لقيام منظمة هي فرع الحزب الشيوعي الاسرائيلي. كيف تسلل شعاع الماركسية واخترق اسلاك الحكم العسكري وقيود الرجعية وقلاعها وبقايا الاقطاع؟
* تأليف الخلايا الماركسية الاولى في الطيبة كان ذلك في بداية الشهر الخامس، ايار سنة 49، حينما الحقت منطقة المثلث بدولة اسرائيل، بموجب هدنة رودس التي وقعت بين الملك عبدالله وحكومة اسرائيل، وهكذا في اواسط سنة 49 وفي غمار احداث فلسطين المأساوية تكونت اولى خلايا الحزب الشيوعي في الطيبة. وذلك من بعض الرفاق من سكان الطيبة، الذين كانوا يعيشون خارجها قبل 49، وبعض المؤيدين الذين بدأوا يتعرفون على الشيوعيين وعصبة التحرر الوطني، وكان في مقدمة هؤلاء كاتب هذه السطور، (عثمان ابو راس وعبد الحميد ابو عيطة) وتكونت هذه الخلايا في ظروف سرية ومن خلال الملاحقات البوليسية وسلطات الحكم العسكري، منعت تنظيم الحزب او افتتاح أي ناد او فرع له في قرى المثلث، ومنعت دخول جريدة "الاتحاد" الى قرانا، ولاحقت من عرفتهم من اعضائه بالتفتيشات البوليسية والتهديد بالاعتقال والنفي والحرمان من العمل، ودبرت المؤامرات لطردهم الى خارج الحدود. ورأى شباب الطيبة، في هذا الحزب الجديد وفي مبادئه الثورية، ملجأ من اليأس الذي نهش اعصابهم بسبب تسلسل الاحداث والكوارث التي ادت الى تشريد ابناء الشعب العربي الفلسطيني واقتسام الجزء الذي خُصص لانشاء الدولة الفلسطينية، حسب قرار هيئة الامم المتحدة. لقد رأوا في هذا الحزب منارا جديدا ينير امامهم طريق النضال، طريق الامل والكرامة، فأثار نشوء الحزب حماسهم، رغم الارهاب الاسود والملاحقات وظروف العمل السري واخذوا يلتفون حوله وينتظمون في صفوفه. وللحقيقة فان ابناء الطبقة العاملة والكادحين، الحفاة الجياع، "ابناء الجهد الخارق والحرمان القاسي" هم الذين حملوا العبء، ورفعوا الراية عاليا، وسط نار الحكم العسكري، وعنت المنافي والسجون وشقوا الطريق حاملين "صلبانهم على اكتافهم" وما زالوا حتى اليوم، هم الدعامة الاساسية في الحزب في الطيبة وقرى المثلث. ومنذ معارك الحزب الاولى مع سلطات الاضطهاد القومي ومع الرجعية المحلية، حظي الحزب بتأييد العشرات والمئات من العمال والفلاحين، وفي تلك الحقبة العصيبة من تاريخ شعبنا ونضالنا، حيث كان التمزق والحيرة والقلق والخوف من المستقبل، يسيطر على النفوس، والتردد في البقاء في ارض الوطن مع معاناة الاضطهاد القومي وركضا وراء اوهام العقلية البرجوازية القومية. وقد اعطى الحزب الشيوعي الجواب الشافي لكل هذه التساؤلات. لقد ربط الحزب في نضاله وتثقيفه النظري بين المشاعر القومية الحقيقية وبين حب الوطن، واوضح ان هذا الارتباط هو عضوي ولا ينفصم وان العار لا يكمن في معاناة الاضطهاد القومي وانما بالرضوخ لسياسة الاضطهاد والهروب من البلاد والمعركة. واوضح الحزب، بشكل لا يقبل الجدل، انه لا انفصام بين الوعي الطبقي والوعي الوطني المخلص والحقيقي. وثقف الشباب على ان عار سياسة الاضطهاد القومي يلحق بمنفذي هذه السياسة وليس بضحاياها. كذلك ثقف الحزب الشيوعي الشباب والاجيال اللاحقة بأفكار الاممية البروليتارية والشيوعية العلمية، وان نظام الاضطهاد القومي، نظام استغلال الانسان لاخيه الانسان، هو نظام زائل لا محالة، وان نظاما جديدا هو النظام الاشتراكي، يشمل حوالي ثلث الكرة الارضية، وان هذا النظام ينقذ البشرية جمعاء من ظلم الانسان واستغلال اخيه الانسان، ويقضي الى الابد على نظام الاضطهاد والاستغلال، والانسانية تتطلع بل تسير نحو تحقيقه في كل انحاء المعمورة. تغلغلت هذه الافكار بين اهالي الطيبة، هذه القرية التي كان لها تاريخ مرموق في المجال الوطني والكفاح ضد حكومة بريطانيا الاستعمارية. ولقد اصبح الحزب الشيوعي في الطيبة جزءا لا يتجزأ من حياتها، حتى انه لا يمكن تصور الطيبة اليوم بدون ابنائها الشيوعيين، واستعراض موجز لتسلسل الحوادث، سيلقي الاضواء على هذه العلاقة العضوية والابدية التي تأصلت خلال النضال بين الحزب والجماهير في الطيبة. كانت تجتمع خلية او خلايا الحزب الاولى في ظل ظروف قاسية وسرية، وكانت هذه الاجتماعات تعقد تحت اشجار الزيتون واحيانا في المطابخ المتواضعة او الاقبية، التي كانت تستعمل لتربية الدجاج او غير ذلك من الامكنة، وكانت الملاحقة والارهاب يلحقان ليس بالمشتبه بانهم اعضاء في الحزب فحسب بل باهاليهم وعائلاتهم واقاربهم. ورغم كل ذلك ومع انعدام الصلة المنظمة بيننا وبين مركز الحزب، فقد كانت "الاتحاد" تصل الينا وتوزّع سرا بعشرات الاعداد. وكل محاولات السلطة لمنع وصول "الاتحاد" ولمنع الاتصال بيننا وبين مركز الحزب ذهبت ادراج الرياح، بسبب ما يتمتع به الحزب من حب واحترام والتفاف الجماهير حوله، منذ ايامه الاولى. ولم نكن نعدم صديقا نستفيد منه لايصال خبر او احضار رسالة. ولم نكن نعدم مؤيدين او شيوعيين شجعانا يتعهدون بايصال الجريدة، متخطين انظمة الحكم العسكري وقيود التصاريح، التي كانت تحد وتمنع تنقل الناس بحرية في وطنهم. ولقد نشرنا بمناسبة اليوبيل الثلاثين للاتحاد، كيف وصلت اول رسالة من المثلث الجنوبي، وكيف نشرت في الاتحاد بعنوان: "اعوان الملك عبدالله بالامس هم اعوان بن غوريون اليوم"، وكيف زاد ذلك من هستيريا الحكم العسكري والاعوان والجواسيس، فأخذوا يشتموننا ويهددوننا بالويل والثبور وعظائم الامور! وكان الرفاق والاصدقاء يتلقفون "الاتحاد" سرا، وهذا الامر قوى سريان الدم في عروقهم وتحققوا من ان المبادئ والنظريات التي نقرأها لهم من كراسات ماركسية، كتبت بخط اليد، او نترجمها من كراسات ماركسية من اللغة الانجليزية، اذ كانت الكتب الماركسية بالعربية نادرة الوجود في ذلك الوقت- تحققوا ان هذه النظريات التي نقرأها لهم تحت اشجار الزيتون، بعيدا عن عيون وارصاد الحكم العسكري، انها ليست حلما او خيالا، بل هي قوانين لمواصلة الكفاح وتنظيم الجماهير في النضال من اجل قضاياها، من اجل خبزها وعملها، ضد كل انواع الاضطهاد والتمييز والاستغلال.
* اول اتصال عملي مع مركز الحزب كان ذلك في الشهر الثامن من سنة 49، قيود الحكم العسكري محكمة وصارمة، ولا يغادر القرية سوى نفر من اعوان الحكم العسكري وزلمه، وعدد ضئيل من التجار الصغار الذين يجلبون بعض الحاجيات من المدينة لبيعها، وقد حصلوا على التصاريح بعد جهود جبارة، وبعد ان تسللت ايديهم الى جيوب بعض اعوان الحكم العسكري ووضعت بعض الليرات فيها. سيارة تاكسي تدخل القرية من الجهة الجنوبية، ويأتينا الرسول يبلغ بان الشيوعيين وصلوا الىالطيبة، وهم يبحثون عن رفاق الحزب، وسرعان ما التقينا وتعانقنا، وكانت هذه اول مقابلة لنا مع قائدين من قادة الحزب، هما ماير فلنر وتوفيق طوبي، واول اتصال منظم مع مركز الحزب. * جريمة بشعة، مظاهرة واضراب عام رُوعت الطيبة بجريمة بشعة هي قتل مواطن بريء (المرحوم صالح جبارة) بحجة انه يهرب بضائع، وقد اثارت هذه الجريمة البشعة جميع سكان الطيبة، ورأوا فيها تهديدا لحياتهم وحياة اطفالهم. وقمنا نحن الشيوعيين القلائل، بكتابة منشور بخط اليد خلال يوم كامل، ووزع في صبيحة اليوم التالي لحادث القتل الوحشي، وقد دعا الشيوعيون الى الاضراب العام والتظاهر امام مقر الحاكم العسكري. وسرعان ما استجابت جماهير الطيبة المروَّعة كلها الى هذا النداء، واغلقت الحوانيت والمقاهي وتوقف العمل وتجمهر الالوف امام مقر الحاكم العسكري، مطالبين باجراء تحقيق فوري في الحادث، ومعاقبة المجرمين، وما كان الحاكم العسكري، الذي فوجئ بهذا الاجتماع الشعبي العارم، غير المتوقع، سوى الوعد باجراء تحقيق في الحادث، ثم تفرقت المظاهرة الجبارة، وبعد المظاهرة بيوم واحد، انتقل الحاكم العسكري الى مهمة اخرى، واعتقل ثمانية من الشيوعيين في مساء ذلك اليوم، كان ذلك في اكتوبر 1949، واعلن الحاكم العسكري، عن طريق اعوانه، بانه سيطرد الشيوعيين خارج الحدود، واوقف اعطاء التصاريح بالمرة، حتى لا يصل الخبر الى مركز الحزب، ونذكر انه زج بنا نحن الثمانية، مع حوالي عشرة آخرين، (معتقلين بتهم تهريب) في غرفة ضيقة لا تتعدى خمسة امتار مربعة في مركز البوليس وهو آنذاك بيت المرحوم جميل الحاج محمود عازم. لقد روج اعوان الحكم العسكري بان الشيوعيين سوف يطردون خارج الحدود، وعلى الرغم من اغلاق القرية وايقاف التصاريح للتنقل، فقد استطاع الحزب ايصال الخبر الى مركز الحزب وصحفه، وفي نفس يوم وصول الخبر الى الحزب، قدم الرفيق توفيق طوبي الى القرية لزيارة المعتقلين، بدون تصريح، وبذلك فضح مؤامرة الطرد، واتخذ الحزب من الاجراءات والاحتجاجات، ما احبط مؤامرة الحكم العسكري، الذي اضطر الى اطلاق سراح الرفاق الشيوعيين بعد اسبوع من الاعتقال، ومن الجدير بالذكر ان الرفيق طوبي، وكان عضو كنيست في ذلك الوقت، عندما زارنا في السجن، اخذ يطمئننا، على مسمع من ضابط البوليس والاعوان، وقال طوبي: "ليس هناك قوة تستطيع طرد الشيوعيين من وطنهم"، وكان لهذه الزيارة اثر كبير في توعية الجمهور وزيادة الجرأة والصمود.
* اعتداء غادر على الشيوعيين بالطبع هال الحاكم العسكري واعوانه نشوء فرع للحزب الشيوعي في الطيبة، حزب من نوع جديد، ينظم الصفوف، ويقاوم الارهاب والاذلال، ويسلح الجماهير الشعبية بالوعي القومي والطبقي هالهم هذا النجاح والالتفاف الجماهيري حول الحزب، فأخذ الاعوان، الذين خدموا الانتداب البريطاني ثم تحولوا الى خدمة السيد الجديد. اخذوا بتحريض من السلطات، بتنظيم رد فعل لمقاومة الحركة الشيوعية الناشئة، وجرت محاولة قذرة للاعتداء على الشيوعيين، ولمنع اتصالنا بمركز الحزب، ففي ايار سنة 1950 زار الطيبة عضو الكنيست الرفيق توفيق طوبي، وبينما كان يسير بصحبة بعض الرفاق، اذا بجماعة من اعوان الحكم العسكري، يرمون زجاجة حبر عليه، وقد حدث اشتباك بين هؤلاء الاعوان، ولُقّنوا درسا وجرح احدهم، كما جرح احد رفاقنا، وقد قدم الرفيق توفيق احتجاجا الى الحاكم العسكري، وحمّله مسؤولية هذه الاعمال الدنيئة، والموجهة ضد الشيوعيين.
* الرباط الكفاحي بين رفاق ام الفحم والطيبة بعد اعتداء زلم الحاكم العسكري الغادر على الرفيق توفيق طوبي ورفاقه في الطيبة وبهدف ارهاب الرفاق والجماهير، واضعاف الصلة بين الفرع الناشئ ومركز الحزب وبعد فشل هذا الاعتداء باسبوع واحد فقط، اعتقل الرفيق عبد الحميد ابو عيطة اعتقالا ادارية لمدة ستة اشهر، وبدون توجيه اية تهمة وبلغ بالنفي الى قرية "برطعة" وحملته سيارة عسكرية الى المنطقة، وبعد ان استقرت في واد وسط الاشجار والخضار، صعد العسكريون وبرفقتهم المنفي، الى التل المجاور، نحو بيت في اعلى الجبل وهناك قالوا للشيخ المسن واولاده واحفاده، بان هذا المنفي في عهدتكم وعليكم مراقبة حركاته فهو خطر على الامن، (وهو مختار برطعة، المرحوم الحاج احمد مدلج) وانه يجب منعه من التنقل داخل القرية وخارجها. ويقول عبد الحميد: بقيت وحدي لمدة شهر في بيت هذا الشيخ المسن (وهو المختار ابو محفوظ)، واقر بان هذا الشيخ يستحق كل الاحترام والتقدير، فقد عاملني كواحد من ابنائه، على الرغم من جو الارهاب الذي فرضته السلطة. وبعد مرور شهر، اصبحنا حوالي عشرة رفاق واصدقاء، اذ نفت السلطات عددا من رفاق الطيبة وام الفحم، وكذلك الاصدقاء من الطيرة، وكان هذا اللقاء الاول بين رفاق الطيبة وام الفحم. وتوطدت اواصر المحبة والمعرفة بين الرفاق والاصدقاء في المنطقة، كذلك توطدت الصداقة مع اهالي القرية، على الرغم من التحريض الارعن، الذي كان يقوم به الحاكم العسكري والاعوان.
* زيارة النائب وبالطبع كان الحزب يعلم بوجودنا في المنفى، والصحف ورفاقنا في الكنيست وجهوا مختلف الاحتجاجات، وطالبوا السلطات بالكف عن هذا الارهاب، وفي صبيحة احد الايام، اذ بسيارة شحن كبيرة تدخل القرية، وكنا نتنزه غرب القرية الصغيرة، قرب الغرفة الوحيدة المنعزلة والتي كانت في ذلك الوقت، مدرسة القرية ولمحْنا الرفيق توفيق طوبي يجلس بجانب سائق السيارة وسرعان ما هتفنا ورفعنا ايدينا، فعرفنا ووقفت السيارة، وتجمع عدد من اهالي القرية حولنا وحول النائب، الذي اخذ يشرح لهم سياسة الحكومة، وضرورة النضال ضدها، وما هو دور الحزب الشيوعي وضرورة رفع مطالبهم، ثم دار الحديث حول مشاكل القرية، والسعر المنخفض للتبغ، وكانت الزراعة المصدر الرئيسية للعمل في القرية، ووعد الرفيق برفع مطالبهم للجهات المختصة. لقد كان لهذه الزيارة اثر كبير على المنفيين وتقوية معنوياتهم وصمودهم، ثم على اهالي القرية، الذين زارهم وجه جديد، يختلف عن الزوار الآخرين، من رجالات الحاكم العسكري. بعد مضي اربعة اشهر، ونتيجة لحملة الاحتجاجات افرجت السلطات عن المنفيين وابقت رفيقين وهما الرفيق محمد الشريدي من ام الفحم، وهو من قادة منطقتنا، ورفيق آخر من الطيبة، محمود ابو زياد ناشف. ظن رجال الحكم العسكري والشين بيت بانهم سيقضون على فرع الحزب في الطيبة وام الفحم، ومن اجل هذا الغرض اشتروا بعض النفوس الضعيفة من القريتين، هذه العناصر التي اخذت تبث الخوف في نفوس الاعضاء. ثم اقترحت حل الحزب وترك التنظيم. ولكن صحيفة "الاتحاد" ظلت تصل بانتظام، وخلايا الحزب لم تتوقف عن الاجتماعات المنظمة ومعالجة قضايا السكان. ولقد كان الحزب في خطر من ناحية تنظيمية،آخذين بعين الاعتبار عمره القصير، وحقيقة كون اعضائه شبابا في العشرينات، ولكن المواقف المبدئية لبعض اعضاء الحزب، على الرغم من ضعف بعض المنفيين الذين كانوا في الحزب وتركوه، هذه لمواقف لاعضاء لجنتي الفرع في الطيبة وام الفحم، حطمت كل المؤامرات الداخلية والخارجية، وقررت الصمود مهما كانت الظروف والتضحيات، واجرت اتصالات مع مركز الحزب، وتلقت رسائل هامة منه. وهكذا تحطمت مؤامرة حل الحزب والقضاء عليه، بغياب قادته في المنفى.
* المعارك الطبقية والنضال ضد الاضطهاد القومي في تلك السنوات لم يكن يُسمح للعمال العرب بالتنظيم في صفوف الهستدروت. نظرا لايديولوجية القيادة الصهيونية العنصرية. افتتح فرع المؤتمر العمال العرب في الطيبة. وساهم المؤتمر والحزب مساهمة كبيرة في توعية العمال، والعمل على تنظيمهم وايجاد الاعمال لهم خارج الطيبة. وفي الطيبة نفسها، وفي اوائل سنة 1952، كان عمال المحاجر والكسارات يعانون من استغلال بشع، من انخفاض الاجور وزيادة ساعات العمل والارهاب، وقد نجح الحزب في جعل عمال المحاجر والكسارات يعلنون الاضراب، ويرفعون مطالب عادلة، تلخصت في زيادة الاجور وعدم تأخير دفعها، وعدة مطالب اخرى. وتبنى الحزب هذا الاضراب وشن حملة تضامن قطرية مع عمال الطيبة المضربين. ونشرت نداءاتهم والتضامن معهم في صحف الحزب العربية والعبرية. وجمعت مئات الليرات للمضربين، من العمال العرب واليهود، وكان لهذه الحملة اثر لا يمحى في نفوس العمال وجماهير الطيبة عموما. ورأوا في الليرات التي يرسلها لهم الشيوعيون اليهود، رمزا وتجسيدا للاممية والتضامن البروليتاري. وعلى الرغم من تفشي البطالة الفظيع ووجود مئات العمال العاطلين عن العمل من قرى الطيبة وقلنسوة والطيرة، الا ان كل المحاولات التي قام بها الحكم العسكري والاعوان واصحاب العمل، من اجل كسر هذا الاضراب وجلب عمال لتحطيمه؛ كل هذه المحاولات فشلت فشلا ذريعا، وتجندت جماهير العمال في القرى الثلاثة مع المضربين وقد الهب هذا الاضراب حماسهم. لقد جلب الحكم العسكري والبوليس سيارة تحمل عمالا من قلنسوة، من اجل كسر الاضراب. وما ان عرف المضربون والرفاق بالامر حتى انتشروا بين العمال واخذوا يشرحون لهم،ويحذرونهم من الانجرار وراء مؤامرات الحكم العسكري، وان مصالحهم الطبقية تربطهم باخوانهم المضربين، وسرعان ما تحولت السيارة التي تحمل عمال قلنسوة، وغيرت طريقها، وبدلا من الذهاب الى المحاجر، توجهت الى مقر الحزب الشيوعي في الطيبة للاعلان عن تأييدهم وتضامنهم مع الاضراب والمضربين. ولما فشلت مؤامرات تحطيم الاضراب، لجأت السلطات الى اغلاق المحاجر، بعد ان نظم العمال حاميات لمنع اصحاب العمل من نقل الانتاج. وعملت السلطات واصحاب العمل بتحطيم معنويات العمال وتفكيك وحدتهم. ولكن القيادة الحكيمة للحزب افشلت هذه المؤامرات، وادت الى تجدد المفاوضات بين لجنة العمال واصحاب العمل"، ونال العمال المضربون معظم مطالبهم وتوقفت محاولة الانتقام من قادة الاضراب، وكان لهذا الاضراب اثر ثوري حاسما على جماهير عمال الطيبة والقرى المجاورة، واضطرت السلطات الى رفع الحد الادنى للاجور من 35-55 قرشا يوميا، والى ايجادالعمل لعمال الطيبة في البيارات او تعمير اراضي المستنقعات (البصة) خارج المنطقة. لقد كان لهذا الاضراب اثر فعال في زيادة وعي العمال ووحدتهم. وتحول رفاق الطيبة الى ما يشبه رسل الثورة اينما حلوا. فالعمال والرفاق الذين ذهبوا للعمل في اراضي المستنقعات خارج الطيبة. ومع عمال من الطيرة وقلنسوة، منعوا استغلال العمال وارهاقهم بعد الوقت، بدون مقابل، والرفاق الذين ذهبوا الى العمل في بيارات قلقيلية، حطموا استبداد وكيل العمال المشهور بصلافته المدعو (مزراحي) وقد كان يضرب العمال ويجلدهم وينهب اجورهم، ويرتكب مختلف الموبقات، مثل اقطاعيي العصور الوسطى. وعندما جاء هذا الارهابي المستغل، للتحرش بعمال الطيبة، وانتهارهم للاسراع في العمل، وزيادة الجهد تصدى له الرفاق والعمال الواعون وثارت ثائرته وحاول اللجوء الى الكرباج والعضلات كعادته، ولكن ذلك لم ينفع، ولم يحطم عزائم العمال الذين توقفوا عن العمل حالا واعلنوا الاضراب، وتضامن معهم جميع عمال وعاملات البيارات المجاورة، وتعالت زغاريد النساء العاملات فرحا ومن اجل ايقاف هذا المستغل الشرس عند حده ولاول مرة. وعلى الرغم من تعرض عمال الطيبة للضرب، الا ان هذا المتعجرف توقف عند حده، وطلب الاعتذار وعقد صلحة مع العمال، وما هي الا ايام حتى طار مزراحي واستبداده، وتحرر العمال والعاملات من هذا النير الاضافي الذي عانوا منه زيادة على عبء الاستغلال الفاحش. انعقد مؤتمر الحزب الشيوعي الاسرائيلي الثاني عشر في صيف سنة 1952 وانتخب فرع الطيبة مندوبين الى اول مؤتمر للحزب الشيوعي، يساهم في الفرع، واستطعنا الحصول على تصاريح للسفر الى تل ابيب لاول مرة، وممارسة حقنا الطبيعي بالنشاط السياسي وحضور مؤتمر الحزب، وكان لاشتراكنا في المؤتمر وحضوره اثر بالغ على حياة الحزب وارتفاع مستواه النظري والتنظيمي في الطيبة. وامام التطور العاصف للنضال الطبقي ونشوء فرع لمؤتمر العمال العرب في الطيبة، واقامة فرع لاتحاد الشبيبة الشيوعية، بدأ النضال العارم ضد البطالة بالاجتماعات الاحتجاجية والمظاهرات. وانضم الى مؤتمر العمال العرب، مئات من عمال الطيبة، ورفعنا شعار اعطاء التصاريح للعمال العرب، للبحث عن العمل في تل ابيب والمدن الاخرى، واضطر الحكم العسكري الى اعطاء بضعة تصاريح شهرية، لا تحل مشكلة البطالة المتفشية.
* نشوء الحزب هو اعظم صوت في تاريخ الطيبة والمثلث: هذه هي بعض التجارب والتضحيات التي رافقت قيام فرع الحزب في الطيبة، خلال العشر سنوات الاولى من حياته، والتي اصبح الحزب بعدها جزءا لا يتجزأ من حياة الطيبة والقوة الاساسية والحاسمة في حياتها. وهذا الاستعراض المختصر يبين ان الحزب تمتع منذ ايامه الاولى، بحب ورعاية وتأييد جماهير الطيبة، وكان له اثر حاسم ودينامي على تطور وعي وتفكير وحياة جماهير الطيبة والقرى المجاورة. واليوم حيث يضيف الحزب الى كل هذا الرصيد، وهذا النضال المتواصل، امداد الطيبة بكادر من المثقفين والاكاديميين الثوريين، ويعمل على تحطيم مؤامرة تحويل الجماهير العربية الى حطابين وسقاة ماء يدرك كل انسان عاقل ونزيه، ان قيام فرع الحزب الشيوعي في الطيبة كان اعظم حدث في تاريخ الطيبة الحديث. ان الشرارة التي كانت عبارة عن خلية حزبية صغيرة في الطيبة، واخرى في ام الفحم قد تحولت الى لهيب، واصبح للحزب فروع في اكثرية قرى المثلث.
#احمد_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الذكرى السنوية ال 61 للنصر على النازية: لتوحيد قوى الكفاح
...
-
على ضوء طرح الميزانية للقراءة الاولى: هل ستتأرجح هذه الحكومة
...
-
حنين مقاتل قديم
-
ألمدلول السياسي للتغيّرات التقدمية العاصفة في بوليفيا وأمريك
...
-
ستبقى أعلام الطبقة العاملة والتضامن والكفاح الحمراء خفّاقة
-
ألعودة حق ولا عودة عنه !
-
ألمدلول الحقيقي للشراكة الاستراتيجية بين حزبي كديما والعمل!
-
لا مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا
-
لا مفرّ من الوحدة يا شعبنا لمواجهة الذئاب المفترسة للحقوق
-
لن نتخلّى عن هُوية حزبنا وجبهتنا الامميّة المميّزة يا غازي أ
...
-
لمواجهة الخطة الاستراتيجية الكارثية لحكومة كديما الشارونية
-
ألجبهة عزّزت من مكانتها جماهيريًا ومن تمثيلها برلمانيًا ألمد
...
-
ليكنْ قرار الضمير نعم للجبهة، وألف لا للاحزاب الصهيونية
-
وتبقى الجبهة هي الاصل
-
تحدٍّ لسياسة الاقتلاع الصهيونية- لِرفع نسبة التصويت بين جماه
...
-
لن تضيع لحانا بين حانا -العمل- ومانا -كديما- و -الليكود
-
ادعموها باصواتكم لانها اهل لثقتكم وتبقى الجبهة عنوان المظلوم
...
-
أبو مسعود يكسر الجرة!
-
ألمدلول الكارثي لتأجيج الفتنة الطائفية في العراق
-
مهتوك يا زمن!
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|