صناعة الإنسانية فى كردستان

محسن عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حاجة الشرق الأوسط لقيم الإنسانية والمساواة وقبول الأخر ربما تفوق حاجته للطعام والشراب، فالمجاعات والأزمات الإقتصادية التي تعاني منها كثير من دول المنطقة سببها الرئيسي الخلافات السياسية والصراعات الدينية والمذهبية المنتشرة بالشرق الأوسط.

وفى ظل منطقة مشتعلة، تسودها الخلافات السياسية وتحكمها النزعات العرقية والقبلية، وتؤثر فيها التوجهات المذهبية والدينية لا أمل فى مستقبل جيد سوي من خلال تعليم جيد يغرس فى نفوس الطلاب قيم الإخاء والتعاون وحب الأخر وقبول المختلفين دينينا وعرقيا ومذهبيا.

لفت انتباهي تلك الزيارة التى قام بها السيد مسرور بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان فى أول أيام العام الدراسي الجديد لأحد مدارس الإقليم، لن
أتحدث هنا عن الزيارة فى حد ذاتها فهي أشبه بعادة حكومية بمعظم الدول بل أتحدث عن تلك الرسالة التى وجهها رئيس الحكومة للطلاب التى أقتطع منه دعوته لأبناءه لاحترام التعددية وحماية البيئة.

ربما لا ينكر أحد أن إقليم كردستان يمثل حالة مختلفة بالشرق الأوسط، تجعل منه منطقة متفردة بذاتها، لا تشبه أحدا، ولا يشبهها أحد، ففي كردستان تتعدد الأعراق والديانات والأقليات ولكن يبقوا جميعا مواطنون كردستانيون لا فرق بينهم ، ولا تمييز لمواطن على أخر.
رسالة السيد مسرور بارزاني ربما ترسخ للمشروع والاستراتيجية التى تبناها رئيس الإقليم السيد نيجرفان بارزاني منذ توليه رئاسة الوزراء وحتى بعد اختياره رئيسا للإقليم، تلك الإستراتيجية التى تعتمد على تعزيز فكرة المواطنة واحترام التعددية والاختلاف داخل الإقليم.
نجح نيجرفان بارزاني أن يجعل من الإختلاف داخل الإقليم قوة، ومن تباين العرقيات والديانات تنوع بصورة جعلت من كردستان واحة للتأخي، لافرق فيها بين كردي أو عربي، إيزيدي أو مسلم، تركماني او سرياني.

رسالة مسرور بارزاني محاولة لترسيخ تلك القيم التي يقوم عليها الإقليم وتعتمدها القيادة كمنهج للحكم والإدارة بما يجعل من الأجيال الجديدة قادرة على استكمال تجربة النجاح التي يقودها السيد نيجرفان بارزاني ونظامه.

غرس هذه القيم فى نفوس التلاميذ فى هذه السن المبكرة يضمن خروج أجيال جديدة من أبناء كردستان، محصنين ضد محاولات الفتنة، ومخططات التقسيم على أسس عرقية أو مذهبية ودينية بما يحفظ للإقليم قوته واستقراره.
ولا يجب أن ننسي أن التعليم يمثل جزء رئيسي من استراتيجية السيد نيجرفان لتحقيق النهضة بكردستان، ويكفي أن نذكر أن الإقليم الذى يضم حاليا حوالي 20 جامعة ما بين حكوية وأهلية أنشىء قرابة 19 منهم خلال فترة توليه الحكم سواء كرئيس للوزراء أو رئيسا للإقليم.

الإهتمام بالتعليم داخل كردستان، وغرس قيم المواطنة والتأخي بين الأجيال الجديدة هو أهم ما يحتاجه العراق والمنطقة بشكل عام، فما أحوجنا لصناعة الإنسانية فى نفوس الشعوب لمواجهة مخططات نشر الفتن والعصبية الدينية والمذهبية، وكم أتمني أن يتم تعميم تلك القيم وهذه الصناعة بعموم الشرق الأوسط، فما أحوجنا لصناعة الإنسانية ببلادنا.

#محسن_عوض_الله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات