أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - يا عنب الخليل كن سماً على المحتل














المزيد.....

يا عنب الخليل كن سماً على المحتل


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة أحضر وأشاهد " مهرجان العنب الفلسطيني " والذي اقيم هذه المرة في ساحة بلدية حلحول تحت شعار " الشهد في عنب الخليل " .
وحلحول مدينة فلسطينية تقع في جنوب الضفة الغربية على بُعد 5 كيلومترات شمال الخليل، وعلى الرغم من الازدحام وكثرة زوار المهرجان ودرجة الحرارة العالية التي تجعل العرق يتصبب من كل المسامات ، إلا أن الإحساس بأن زمن الحصرم العربي قد تحول هنا الى زمن الثقة والقوة والإصرار .
نعرف قصة الثعلب الذي عندما عجز عن الوصول الى عناقيد العنب قال بسخرية " العنب حامض " لكن في المهرجان يحيط بك العنب الأسود والأحمر المائل الى النبيذي والأخضر المائل الى الأصفر من كل الجوانب ، صناديق كرتونية عليها الختم " منتج فلسطيني " مكتوبة بألوان العلم الفلسطيني، الذي يجعلنا نقف على أرض التفاؤل.
التنقل بين أقسام البضائع والمشتريات في المهرجان بحاجة الى تأمل هادئ يعانق الماضي ويرتاح في حضن الحاضر، يستنشق الفخر الذي يزنر الأصابع التي قامت بصنع تلك الأدوات المزخرفة ، هنا المطرزات وهنا الأشغال اليدوية التراثية ، من سلال ملونة الى شالات وفساتين وصناديق ومصاغ طرز عليه بالقطبة الفلسطينية المعروفة . وهنا عناقيد العنب صممت على شكل قبة الصخرة ، وهناك العناقيد صممت على شكل عنقود كبير يطل من أعلى مرحباً بالقادمين الى المهرجان ، وهناك قناني عصير العنب والدبس وعلب الزبيب، ويطل الزعتر والزيت والخبز المخبوز على الصاج ، وترتمي قطع صابون المصنوعة من الزيت بين القناني المليئة بالزيت وبين العلب الزجاجية التي رسمت عليها صوراً لبعض القادة ، وتنظر الى الحيطان التي تحوي هذه البسطات، فتجد ابياتاً من الشعر الفلسطيني الوطني الحماسي مكتوبة على أوراق بيضاء تشعل النيران في الروح ويبقى دخانها ومضات تمنح الزائر طاقة جبارة .
في " مهرجان العنب الخليلي " تخلع ثيابك المرهقة من الموضة ، وترتدي ثوب الفلاح الفلسطيني الذي قام بتسييج الأرض لكي يحميها من المصادرة وقام بزراعتها وتشبث بجذور الأشجار، لأنه يعيش معركة التحدي بينه وبين الاحتلال الذي يمد مخالبه يومياً على الأرض ويصادرها .
وقفت أمام بائع العنب ، قال لي أن هناك ستة عشر نوعاً من العنب في المعرض، اعترفت بصدق أنني لا اعرف تلك الأنواع ، لكن على طريقة " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " بدأت بشراء الكراتين ، يضحك البائع وقال تريدين المتاجرة بالعنب .. اجبته : لا هذه هدايا للذين لا يعرفون طعم " عنب الخليل " .
المزارع الفلسطيني يولد وظهره للعراء وأيامه مقاومة وترابه عشق وثماره انتظار، أما الأشجار فهي الحرب الشرسة بين عمق الجذور وبين أسنان جرافات الاقتلاع التي تسعى لنزعها ، لكي يبنون مكانها المستوطنات .
على باب الدخول الى ساحة المهرجان تجلس امرأة بثوبها الفلسطيني تبيع شتلات الدوالي – كما يطلقون عليها - ، كأنها تريد أن تقول علينا جميعاً زراعة " الدوالي " لكي تمتد على الحيطان بين السطوح وعلى السياج ، يجب دعم هذه النبتة التي تتحدى المستحيل .
وقفت عاجزة بين كراتين العنب " راحت السكرة واجت الفكرة " ماذا سأفعل بهذه الكراتين ؟؟ لكن ما أن رأيت بيوت مستوطنة " كرمي تسور " التي تقع شمال مدينة حلحول ، وقد أقيمت على أراضي بلدتي حلحول وبيت أمر حتى هتفت مع الشاعر عز الدين المناصرة في ديوانه " يا عنب الخليل " الذي صدر عام 1968 ، حتى قبل أن تبتلع المستوطنات الأراضي الفلسطينية ، حين قال :
خليلي يا عنب الحر
لا تثمر
وإن أثمرت ، كن سماً على الأعداء
لا تثمر



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبلة الزجاجية
- استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة
- الثيران الهائجة والعجول المذبوحة وبينهما ابن نتنياهو
- حين يسرق الموت صندوق الاسرار
- الحفيد يشنق ساعة الجد
- العامل الأسود في الوطن الأبيض
- حدث في يوم العيد
- فنجان التطبيع ودف الرفض
- صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش
- اضربوا الرجال .. وبيضة على رأس كل مسؤول
- المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار
- اطلعوا برة .. وجاء أبو عواد وقال : آه يا ديسكي
- يهودية وسعودية وبينهما طفلة يمنية
- الرقص في وارسو بعيدا عن طريق سموني
- مقتل الخاشقجي ودموع فرح
- هل ستقوم مصر بتصدير الكلاب
- أنا في دار الصياد
- عندما يموت البحر من الجوع
- حرب الدم في داخل حبة بندورة
- الزائر الفلسطيني دفنه الحنين والزائر الاسرائيلي شبع من الترح ...


المزيد.....




- وزير إسرائيلي يضع خطة لمنع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من ...
- -الطلبة يصلون مدارسهم خلال الحرّ، لكن المشكلة تكمن ببقائهم ه ...
- بعضهم مصاب بـ-اضطراب ما بعد الصدمة-.. إسرائيل تستدعي جنودها ...
- فيديو: في مشهد خلاب وحفل استثنائي.. 20 زفافا في يوم واحد على ...
- نيبينزيا: السلام في أفغانستان مستحيل بدون التعامل مع -طالبان ...
- قنابل حائمة روسية تدمر وحدات القوات الأوكرانية
- بلا أسرى أو الضيف أو السنوار.. - البث الإسرائيلية- تقول إن إ ...
- هولندا تعتزم تقديم منظومة -باتريوت- لأوكرانيا
- بوتين في كوريا الشمالية: المعلن والمخفي
- اتحاد المصريين بالسعودية يكشف مصير جثامين الحجاج المصريين ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - يا عنب الخليل كن سماً على المحتل