(نصّ مفتوح)
..... ..... ......
مآتمٌ لا تُحصى
.. وتخرُّ المياهُ عبر الميازيبِ
أشجارُ التينِ تحني رأسَهَا ..
هجرَتْ سفينةُ العمرِ بعيداً
أرائكٌ من القشِّ مرميّة
بينَ أركانِ الصقيعِ
وداعاً زمهريرُ الليالي
أزيزُ الرعدِ ..
انبلجَتْ مآسٍ قبلَ فجرٍ ضاحكٍ
تكسَّرَت أُصُص الرياحينِ
خبزٌ يابسٌ أصبحَ حسرةُ الحسراتِ
تناثرَتْ على إمتدادِ الشاطئِ
أجسادُ طيورٍ برّية
اختنقَتْ بغازِ ثاني أكسيدِ الجنون
طافَتْ أبقارُ البحرِ فوقَ وجهِ المياهِ
اصطدَمَتْ بمقدِّماتِ السفُنِ
حامَتْ فوقَهَا النسورُ
تنهشُ أجسادها المكنتفخة
شعاع الشمس
يزيدُ الأجسادَ انتفاخاً
حطامُ الروحِ توارَتْ بينَ الضبابِ
الريحُ تزيدُ مِنْ وَهجِ الاحتراقِ
هربَتِ الأسماكُ
إلى أعماقِ القاعِ
انزاحَ الأفُقُ مِنَ الآفاقِ
ارتجاجٌ مخيفٌ
في صدغِ كوكَبِنَا
ذبُلَ الأقحوانُ قبلَ الأوانِ
نكهةُ الشمّامِ تخفِّفُ
مِنْ تعبِ النهارِ
يبسَتْ باقاتُ الزيتونِ
رؤى شاقوليّة تهرسُ الطفولةَ
لا تبالي بآهاتِ الشبابِ
رؤى طافحة بالرمادِ
تكسرُ أياطيلَ* الجبال أياطيل: خواصر
مغطاةٌ ببَرْدَعاتِ الحميرِ
آمالٌ منهارةٌ
تجرحُ أحلامَ المساءِ
ربَّما يهطلُ نيزكُ
فوقَ جبهةِ الحياةِ
فوق لُجينِ العمرِ
مَنْ يستَطِعْ أنْ ينقذَ كوكبنا
مِنْ هجومِ النيازكِ
عبثٌ أنْ يفكِّرَ الإنسانُ في الحروبِ
ضَرْبٌ من الجنون!
أَجرامُ السماءِ مستاءةٌ
مِنْ جرائمِ البشرِ
أينَ المفرُّ من غضبِ النيازكِ؟
حضارة الإنسان على كفِّ عفريتِ
داسَ الإنسانُ في جوفِ العفاريتِ
ولّى عهدُ الأماناتِ
عهدُ المؤانسة
عهدُ الوفاءِ
تراخَتْ عزّة النفسِ
تهدَّلَت أغصان الروح
في رحابِ الصفاءِ
صراعٌ مريرٌ
بينَ الصقورِ والنعاماتِ
....... ...... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: شباط 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]