|
إسرائيل رافد يصب في حفرة الإرهاب
فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 12:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإنسان كائن حي له وجود في المجتمع وله دور في الحياة الإنسانية مرتبط بمجتمعه بروابط المحبة والتآخي الإنساني لأنه يمتلك العقل المدبر والمنتج لجميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية وهذا يعني أن الإنسان يدرك ويلتزم الحقيقة والأخلاق والعرف والعادات والتقاليد وينصهر بها مع أبناء مجتمعه والإنسانية جمعاء وحينما يعيش الإنسان في ظروف يحاصره العنف والظلم الإنساني يصبح إنسان خارج العلاقة والروابط الإنسانية في سلوكه وتصرفاته وتصبح جميع تصرفاته وسلوكه خارج نطاق العقل إنسان متمرد على كل الأحكام والقيم وأبسط صورة تصور لنا الظروف والحياة المدمرة التي يعيشها الفلسطيني منذ نكبة عام/ 1948 إلى يومنا هذا كما أن أي إنسان في الوجود يسمع ويشاهد تصرفات وسلوك الدولة الصهيونية في أعمالها الإجرامية من تهديم دور السكن واغتصاب الأراضي وجرف الأراضي الزراعية للفلسطينيين وتحرمهم من زراعتها وثمرها إضافة إلى القتل بالشبهة والظن ولا حقوق ولا عدالة اجتماعية وإنسانية للشعب الفلسطيني ومن وجودها إلى يومنا هذا تغتصب الأراضي من أهلها الفلسطينيين وتقيم عليها المستعمرات للصهاينة من المهاجرين من بلدان أخرى مختلفة إلى إسرائيل ... وإذا نظرنا إلى الدولة الصهيونية (إسرائيل) فإنها دولة لقيطة وعنصرية زرعتها الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية كقاعدة لها متقدمة في الشرق الأوسط ... وكما أن هذه (الدويلة اللقيطة) لا تمتلك صفات ومميزات الأمة ... إن صفات الأمة في القواميس الدولية هي : (إن شعبها يمتلك اللغة المشتركة والأرض المشتركة والتاريخ المشترك الذي يجد تعبيره في التكوين النفسي المشترك والتقاليد والعادات) ... إذا نظرنا إلى دولة إسرائيل الصهيونية فإنها لا تمتلك هذه الصفات والمميزات وهذا يعني أنها لا تمتلك الأسس القانونية للدولة وتعيش الآن تحت رعاية وحماية وأمن وأمان الخيمة الأمريكية وتعتبر المدينة الخمسون للولايات المتحدة الأمريكية. هنالك قاعدة تقول : (ليس هنالك دولة تستعمر وتستعبد شعوب أخرى وشعبها يتمتع بالحرية) هنالك أراضي فلسطينية اغتصبتها إسرائيل عام/ 1967 ولا زال شعب هذه الأراضي من الفلسطينيين الأبطال يقاومون الاحتلال الصهيوني المجرم لأراضيهم تارة بالسلاح وتارة بالوسائل السلمية وحتى الأمم المتحدة والدول في كثير من المعمورة عرف الحقيقة وأصبح يساند ويدعم وينصر القضية الفلسطينية وشعبها الشجاع المناضل والصامد أمام تعسف وعنف دولة العصابات الصهيونية في المجتمعات والمنابر الدولية والأمم المتحدة إلا أن قوى الاستعمار العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تستعمل حق الفيتو التي تحمي فيه (ربيبتها المدللة إسرائيل) وتفشل جميع المساعي والمؤازرة الإنسانية الدولية في إحقاق الحق الإنساني للشعب الفلسطيني. كما أن ديمقراطية إسرائيل التي تتبجح بها ديمقراطية مزيفة لأن الدولة التي تستعبد وتستعمر الدول الأخرى ليس شعبها حر كما أن شعب إسرائيل ليس شعب واحد وإنما هاجر من دول وشعوب متفرقة ومختلفة الفكر والثقافة والوعي والتكوين النفسي والعلم والمعرفة والغرض والغاية من خلقها ونشأتها هي قاعدة متقدمة للإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك وجدت في هذه المنطقة القريبة على منابع ومنافذ (البترول) لحماية المصالح الاستعمارية وبشكل خاص الأمريكية ... كما أنها وجدت كمخلب قط للعدوان في المنطقة لدعم ومساندة دول الاستعمار العالمي في عام/ 1956 حينما أممت مصر قناة السويس شاركت مع فرنسا وبريطانيا في العدوان على مصر ... وفي عام / 1967 هاجمت إسرائيل مصر وسوريا بمساعدة الأقمار الصناعية الأمريكية والباخرة التجسسية (لبرتي الأمريكية) التي جعلت الجيش الإسرائيلي بواسطتها يعرف رموز الشفرة في المخابرات في الجيش المصري والسوري وإلى الآن الأقمار الصناعية الأمريكية تعطي (إحداثيات) المناطق التي تهاجمها الطائرات الإسرائيلية إضافة للدعم المستمر في السلاح والأموال للدولة الصهيونية ... إن الديمقراطية التي تدعي بها الدولة الصهيونية وتتبجح بها هي زائفة ومحرفة وذلك من خلال تطبيقها والعمل بها ... صحيح توجد حرية النشر والتظاهر والأحزاب وغيرها إلا أنها مقتصرة على الأحزاب الصهيونية التي هي عملة واحدة في وجهين متشابهين تعمل في مصلحة إسرائيل فقط وتحمل راية الشوفينية والعنصرية ضد جميع من يخالفها ويقف ضدها حتى من قبل اليهود ... والآن نشاهد ونسمع بالحملة الشوفينية ضد العرب وتهجيرهم من أراضيهم بالعنف والقوة بمجرد قرارات صورية من محاكم تعمل وفق دستور يحارب كل من يحمل راية الاحتجاج ضد البطش وتهديم البيوت وجرف الأراضي الزراعية وتهجير أهلها ... وأخيراً وليس آخراً أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي وعوداً للصهاينة في فلسطين في حالة فوزه سيضم غور الأردن وغيرها إلى دولة إسرائيل ... هذه هي الديمقراطية في العرف الصهيوني تدمير ومحاربة كل رأي أو قومية تختلف معها وتصادر أراضيها ... إن الدولة الصهيونية دستورها وأفكارها وخططها لم يطبق ولم يعمل به في العصر الحديث في العالم فهو عنصري وشوفيني إلى أبعد الحدود حتى الدول الإمبريالية كانت تستعمل جيوشها وعنفها في احتلال الدول الأخرى وشعوبها إلا أنها نادراً ما نسمع أن دولة احتلت دولة أخرى وضمتها إلى دولتها ما عدا بعض الدول احتفظت في بعض المناطق أو الجزر ومن ثم عادتها إلى أوطانها الأصلية، ونشاهد الآن إسرائيل تعمل بموجب قوانين استعملت في العصور الوسطى والقرون الماضية إن إسرائيل المجرمة ما كان لها أن تستهتر لهذا الحد لولا الدعم الأمريكي لها ... المطلوب من الدول العربية من أجل كرامتها وعزتها الوقوف بحزم ضد الولايات المتحدة الأمريكية من أجل أن تردع إسرائيل وتحافظ على كرامتها التي هي كرامة الشعب الفلسطيني وكرامة جميع الشعوب العربية ... وما عدا ذلك فإن إسرائيل تدعم من الدول الإمبريالية والولايات المتحدة الأمريكية لأن للصهيونية في جميع هذه الدول أذرع (طوائف صهيونية) وهذا يعني السكوت والتراخي والحفاظ على العلاقات سوف يجعل دولة الصهاينة تبتلع ليس الأغوار وحدها وإنما جميع الضفة الغربية.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفساد الإداري في صحراء النسيان دفن تحت الرمال
-
تغريدة طريفة
-
ليس بهذا الأسلوب تعالج مشكلة البطالة للخريجين
-
أهمية الصحافة في الدول الديمقراطية (2)
-
الثقة بين مجلس النواب والشعب
-
الشعب والدولة
-
الشهيد البطل سلام عادل صفحة مضيئة وناصعة في تاريخ الحزب الشي
...
-
تعددت الأسباب والموت واحد
-
والله عيب ...!!
-
أزمة السودان والتأخر في حسمها
-
أزمة السودان والتأخر في حلها
-
العمل التطوعي .. واجب إنساني
-
مآثر من نضال الشيوعيين العراقيين في سجونهم
-
دور الصين (اللاشعبية) المدمرة للدول النامية
-
هكذا يودع الأبطال العظماء بالدموع والنحيب
-
الفرق بين الثورة والانقلاب
-
وداعاً المناضل الشجاع الرفيق سامي عبد الرزاق الجبوري (أبا عا
...
-
الشيخ (عبد الكريم الماشطة) وشرطي الأمن (عمران أبو ريمه)
-
الطبقة البورجوازية المتوسطة وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العرا
...
-
الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|