سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)
الحوار المتمدن-العدد: 6347 - 2019 / 9 / 10 - 21:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ ثورة 25 يناير، تكثّف الحديث عن المؤامرة الكبري التي تحاك ضد مصر، تهدف الي انهيار الدولة، والقضاء عليها، وتقسيمها .... الخ.
اعتناق نظرية المؤامرة لا يختلف كثيرا عن إعتناق الأديان، فمن خلالهما نجد التفسير الأسهل للظواهر الغامضة، فإن كانت الظواهر طبيعية فهي غضب من الإله، وان كانت الظواهر سياسية فهي نتاج مؤامرة.
في العالم العربي وفي ظل الأنظمة السلطوية تنتشر المؤامرة بشكل مكثف وتتبناها الأنظمة ذاتها، وإن كانت أيضا تجد محلها في أجزاء كثيرة من العالم.
إغتيال الرئيس جون كنيدي كان مؤامرة من وكالة المخابرات المركزية أو المافيا أو نائب الرئيس حينها ليندون جونسون أو رئيس الوزراء الكوبي آنذاك فيدل كاسترو أو الاستخبارات السوفيتية أو مزيج فيما بينهم.
هجمات 11 سبتمبر التي وقعت عام 2001 في الولايات المتحدة مؤامرة تم السماح بحدوثها من قبل مسؤولين في الإدارة الأمريكية أو أنها عمليات منسقة من قبل عناصر لا صلة لها بالقاعدة بل أفراد في الحكومة الأمريكية أو بلد آخر.
كذبة المجلس الأعلي للعالم، وكذبة سحب الكيمتريل، وكذبة الأطباق الطائرة، كلها مؤامرات.
الإرهاب الإسلامي رغم معرفة دوافعه وتنظيماته ومموليه وداعميه هو مؤامرة.
ثورة 25 يناير التي شارك فيها الملايين ومن بينهم خيرة رجال ونساء وشباب مصر ومثقفيها وفنانيها وكل طوائفها، ورغم تكاتف جهود الأخوان والمجلس الأعلي وفلول مبارك للقفز عليها واستغلالها، ورغم استعادتها في 30 يونيو، تبقي مؤامرة والمذهل أنها ممتدة حتي الآن.
ان أبسط خصائص المؤامرة هو أنها اتفاق سري تكون أهدافه وهوية صانعيه واجراءاته خفيّة، أمّا وقد أزيل الستارعنها، وعرفناها وعرفناهم وكشفنا مخططاتهم ، فهي لم تعد مؤامرة، بل هي أخطار وتهديدات محددة وعدائيات مباشرة يلزم مواجهتها، وإزالة آثارها، ومن ثمّ القضاء عليها.
إن اعتناق نظرية المؤامرة الخفية، والإسراف في تضخيمها والحديث عنها، هو نفسه مؤامرة يحيكها السياسيون للتغطية علي الفشل أو الفساد وإخفاء الحقيقة، ولإبقاء الناس تحت ضغوط تمارس عليهم بتجهيل مصادروأسباب هذه الضغوط واحالتها الي المؤامرة، وما أسهل أن تعزي القصور وفشل المواجهة، الي مؤامرة كبري يحيكها في الخفاء طرف أو عدة أطراف.
#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)
Sameer_Zain-elabideen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟