أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهد العراقي - رجا .... رجل قال كلمة بلد بأكمله














المزيد.....

رجا .... رجل قال كلمة بلد بأكمله


فهد العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رجا خلف نايل صالح ... إسم حين تسمع به لا تجد فيه شيئاً يشدك إليه أو رأس قلم لبداية حديث معين , هذا بالنسبة للشخص الذي لا يعرف من هو رجا .
أما بالنسبة لأي عراقي شريف وغيور على وطنه وشرفه وأرضه وعرضه ويعرف من هو رجا ويطرح عليه سؤال بخصوصه فأنا متأكد بأنه لن يرد بأي شيء وسوف يسكت لوهلة ثم يستدرك ليس بكلمات وإنما بدموع .
رجا ... لو كان المتنبي بقربك لقال فيك معلقة .
رجا ... لو كان يدري بك مظفر النواب لنظم فيك ( الريل و رجا ) .
ففي مكان ما في العراق و في مكان ما في محافظة الأنبار في بيت صغير في قرية الدشة نزف رجا ... سال دمه الطاهر هو وعائلته في بيته ليروي أرض السواد .
شهيد جديد وأي شهيد ... يضاف إلى سجلات شهداء العراق الأطهار الذين آثروا الموت في سبيل قضية , وتحملوا القهر والتعذيب من أجل قول كلمة حق تشفي ولو للحظة غليل صدور العراقيين وتطيب جروح الشرفاء في هذا البلد .
رجا ... هذا الشهم الذي وقف نداً لمجموعة من الكفرة والقتلة الطارئين على أرض الرافدين والقادمين إليها من ظلمات الجحور الحقيرة والبعيدين عن كل معنى إنساني ولا يفهمون ماهية الإنسانية , كل الذي يعرفوه هو القتل والترهيب وسلب الأرواح والأموال بحجة الدين , هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم خلفاء في الأرض التي لو تكلمت لصمت آذانهم من هول الكلم .
ففي يوم مضى من أيام العراق الجريح القاتمة , قامت مجموعة من القتلة تطلق على نفسها (جماعة التوحيد والجهاد) التابعة لما يعرف ( بتنظيم القاعدة ) بقيادة المجرم الأردني أبو مصعب الزرقاوي بتهديد الشهيد البطل رجا خلف وعائلته وطلبت منه التعاون معها أو الرحيل عن قريته وأرضه التي إغتصبوا فيها حتى هوائها ونور شمسها وضحكات أطفالها وبسمة مستقبلها ...
لكنه وقف كجبل حصاروست بوجه ريح القتل والترهيب وأبى إلا أن يثبت للقتلة القادمين من خارج حدود العراق بأنه عراقي أصيل وإبن لهذه الأرض الطاهرة التي أنجبت رجالاً يعجز الشعر عن وصفهم ... وقد أثبت هذا فعلاً .
قاومهم رجا حتى آخر رصاصة في بندقيته وكذلك أبنائه الثلاثة الأبطال الذين يجب أن يكونوا رمزاً للشباب الواعد والمضحي من أجل بلده , فكانوا أربعة وخامسهم هو إيمانهم بقرارهم الجريء بالتصدي لهذه الوحوش البشرية, مرتبطين بهذه الأرض , فأصبحوا كالكف الواحدة مرتبطة بالمعصم .
قاوموا ليس من أجل الحفاظ على حياتهم بل من أجل تأمين مستقبل الأجيال ومن أجل أن تبقى كلمة الحق هي العليا ومن أجل كل شبر وكل ذرة تراب في هذا البلد ومن أجل كل شهقة هواء عراقية دخلت صدورهم الطاهرة .
فكانت كل رصاصة تخرج من فوهاة بنادقهم وتصيب أحد المرتزقة يشعرون بها وكأنها رد دين لهذا البلد ولهذا الشعب الأبي الذي أنجب أمثالهم .
ولم يعتقد رجا ولا أولاده الأبطال ولو لوهلة بأن أيديهم هي التي تشد على السلاح أو أصابعهم هي التي تضغط الزناد بل كانوا يشعرون بأن يدهم هي يد العراق وأصابعهم هي إصابعه ...
نفذ عتادهم ... وما نفذت عزيمتهم ... كانوا يشمون البارود ويعلمون بأنه المسك والكافور الذي سيكفنون به ...
نفذ عتادهم ... وزاد إيمانهم بقضيتهم ...
أمسك به الأوغاد بعد أن ذاقوا منه الويل , فإقتادوه الى إحدى غرف بيته وقاموا بإعدامه هو وأبنائه وكل من في البيت حتى النساء والأطفال لم يسلموا من شغفهم للقتل والتنكيل , وقام القتلة بزرع بيت الشهيد البطل رجا بأصابع الديناميت ونسفوه هو من فيه .
ليرحلو بعيداً وهم يعلمون ورغم أنوفهم ... بأنهم قتلوا بطلاً أبى أن ينصاع لهم ولتهديداتهم الحقيرة وعلموا مدى حجمهم الضئيل أمام عزيمة أبطال العراق ورجاله الذين والله لو خيروا بكنوز الأرض ووطنهم ما باعوا ذرة تراب من هذا البلد .
رحل القتلة وتركوا البيت أطلالاً ممزوج بها دماء من أحببناهم وسنظل نحيي ذكراهم , هؤلاء الشهداء الأبرار الذين تركوا لنا عبر عديدة نحن العراقيين بموقفهم الشجاع هذا ... أكدوا لنا بأننا أبطال ... أخبرونا بمدى تفانينا في الدفاع عن بلدنا ... علمنا نحن كعراقيين بأننا رجال وبأننا بشر ... برهنوا على مدى الإنسانية التي يحملها العراقي ويستحق أن يعامل على أساسها كإنسان ...
رحم الله الشهيد البطل رجا , ورحم أهل بيته الأبطال الذين برهنوا على عراقيتهم الأصيلة وشجاعتهم النادرة , وهذا حال الشرفاء في كل مكان من هذا العالم .
وليعلم القائمون على الحكومة والمتناحرون فيما بينهم على فتات الموائد بأن أمثال (رجا) هم رجاء العراقيين لا الذين يتقاتلون على المناصب بينما يسيل الدم العراقي كالنهر الطاهر في هذا البلد الذي أصبح لون ترابه قاتماً من أثار قوافل الشهداء , بل أصبح أديم أرضه من بقايا جسد الإنسان العراقي .



#فهد_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعاء الحرب الأهلية العراقية
- هجرة العقول العراقية
- سطوة الإرهاب وأنواعه
- قمع ديمقراطي
- اللهم إحفظ العراق من العراقيين


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهد العراقي - رجا .... رجل قال كلمة بلد بأكمله