أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - راقصات مصر في قلب السياسة















المزيد.....

راقصات مصر في قلب السياسة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 03:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك رأى لفيلسوف فرنسى يقول "إن الهواء الذى نتنفسه سياسة"، وهكذا فالطعام والشراب والهواء واللهو والثقافة والإقتصاد وجميع الأشياء حولنا هي أجزاء من السياسة، والفن هو مرآة السياسة، والفنانين "وخاصة الجنس الناعم منهم" يعتبرون مركز اهتمام الجميع، أخبارهن وعلاقاتهن ومغامراتهن، لذا فهن دائما في قلب اهتمام دوائر البحث والرصد والسياسة، الذين يدركون امكانياتهن الغير محدودة في استقطاب الآخرين أو الإيقاع بهم، ويأتي في مقدمة هؤلاء الراقصات، بصفتهن يملكن من وسائل الإغراء مالا تمتلكه الكثيرات، فكما نعرف فالتى تمتهن الرقص من الضرورى أن تكون جميلة، وذات قوام جاذب وقدرة على الإثارة، وهو ما كان له دور في دخولهن عالم السياسة والجاسوسية منذ سالومى وكليوباترا وحتى أصغر راقصة في الأفراح البلدية.
في طفولتى قرأت كتيبا للصاغ " أنورالسادات" اسمه على ما أذكر ( من سجن الهايكستب الى عوامة في النيل"، تحدث فيه السادات عن مرحلة من حياته أثناء أن كان مفصولا من الجيش وهروبه، وقصة علاقته بالمخابرات الألمانية النازية ولقاؤه مع ضباط ألمان في عوامة الراقصة "حكمت فهمى" في النيل، وذكر في ذلك الكتيّب أسماء كثيرة منها الراقصة "تحية كاريوكا" في العوامة، وكان دوره الرئيسى هو التقاط الإشارات اللاسلكية بصفته كان يعمل ضابط إشارة، وينتهى الكتيب بقصة هروب عزيز المصرى الى قيادة الجيش الألماني في العلمين وسقوط الطائرة في الصحراء، وبعد ابلاغ البدو عن تلك الطائرة وقدوم مجموعة من الضباط لمعاينها ان وجدوا بها حقيبة كبيرة مكتوب عليها حرفان يرمزان لصاحبها وهما (ع.م)، ما جعل الضباط يعتقدون ان من كان بالطائرة هو على ماهر.. الى آخر القصة.
كان ذلك يداعب مخيلة طفل مثلى، ذلك العالم السرى المختلط بالراقصات والجاسوسية وكؤوس الخمر ودخان المخدرات، بعدها قرأت كثيرا عن علاقة التنظيمات السرية بالفنانيين، وخاصة بعد قراءة رواية "البيضاء" للأديب المبدع "يوسف إدريس" التي أوغل فيها كثيرا لعالم الفتيات الأجنبيات في الحركة الشيوعية، وقرأت عما أشيع عن احدى المنظمات الصغيرة والشديدة التطرف يسارا داخل الحركة، بزعم أنها رفعت شعار " رغّب بالجنس وإقنع بالنظرية"، وفى تقديرى إن هي الاّ تشنيعة أطلقها بعض الخصوم السياسيون.
ربما كانت حركة " حدتو" هي الأوسع إنتشار في تاريخ الحركة الشيوعية المصرية، التي يذكر أن مؤسسها "هنرى كورييل" كوّن في هيكلها التنظيمى مكتبا مستقلا للفنانين يدار مركزيا، ضم بين جنباته صفوة من الفنانين المصريين منهم على سبيل المثال الفنانين " صلاح أبو سيف – نعمان عاشور – الفريد فرج – وغيرهم العشرات" ويذكر البعض من تلك الأسماء الراقصة "تحية كاريوكا"، وان كان تم المبالغة كثيرا في دورها، فلم يكن لها أدوار يسارية واضحة، وأذكر لها عددا من المسرحيات التي تهاجم اليسار ببذاءة وفجور بالإشتراك مع أحد أزواجها " فايز حلاوة" منها مسرحيات يحيا الوفد- روبابيكيا- البغل في الأبريق- وغيرها، أما عن مكتب الفنانين في منظمة حدتو فقد ساهم في دفع الحركة الفنية خطوات متقدمة الى الأمام.
من الراقصات اللائى لعبن دورا مؤثرا في العمل السياسى "بديعة مصابنى" التي ولدت في لبنان عام 1889، ونزحت إلى القاهرة عام 1919، بدأت شهرتها في كازينو بديعة مصابني في ميدان إبراهيم باشا بجوار فندق الكونتنينتال الذي كان مقراً للقيادة البريطانية، أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1939، وكان لها علاقة بكل رجال السياسة في ذلك الوقت، لأن ملهاها الليلي كان ملتقى سهرات كبار الدولة والسياسيين، وكان أيضا ملتقى لضباط الاحتلال الإنجليزى، حيث كان الفدائيون يدخلون الكازينو بمعرفة بديعة لمراقبتهم وذلك لاصطيادهم حين الخروج سكارى، وكان تعاون بديعة معروفا مع قادة المقاومة في مصر وقتها، وقيل أنها هربت أو هربّت الى لبنان على متن طائرة خاصة قبيل انكشاف أمرها.
بالنسبة للراقصة "حكمت فهمى، التي بلغت شهرتها البلدان الأوروبية خاصة العاصمة النمساوية فيينا التي كانت تتزين جدران ملاهيها بصورة كبيرة للراقصة المصرية، فقد دعاها احد قادة الحزب النازى لترقص أمام هتلر وجوبلز في برلين، الأخير"جوبلز" أعطى تعليماته لرجال المخابرات الألمانية بتجنيدها لصالحهم، خاصة أنهم كانوا يعرفون حجم وتشعب علاقاتها مع كبار الضباط الإنجليز، وذلك في اطار ملف سري للغاية يحمل عنوان "عملية كوندور" هدفها زرع جاسوس ألماني في قلب القاهرة لمساعدة القائد الألماني روميل، وإمداده بالمعلومات عن الاستعدادات العسكرية البريطانية في معركته الحاسمة ضد جيوش الحلفاء في شمال إفريقيا، واختارت المخابرات الألمانية لهذه العملية شخصاً ألمانيًا عاش في مصر يدعى حسين جعفر أو "إبلر"، الذي استطاع تجنيد الراقصة" حكمت فهمى" لتلعب دورا خطيرا لصلح المخابرات الألمانية، وبعد انكشاف دورها تم القبض عليها ومحاكمتها وسجنت عامين ونصف العام بسجن القناطر.والراقصة "ايفيت" كانت جاسوسة لصالح الوكالة اليهودية وهى التي أبلغت السلطات الإنجليزية عن خلية "ابلر- حكمت فهمى- السادات".
أيضا الراقصة "كيتى" التي اشتهرت بأدوارها مع إسماعيل يس في عدد من أفلامه، قيل أنها أقامت علاقة مع "رفعت الجمال" الذى اشتهر دراميا باسم " رأفت الهجان" وأنه كتب عنها في مذكراته باسم "بيتى" وكانت عميلة أيضا للوكالة اليهودية وجاء اختفائها فجائيا بعد طلبها للتحقيق أمام المخابرات المصرية،ولا يعرف أين ذهبت أو كيف اختفت.
الراقصة والممثلة اليهودية الأكثر شهرة هي "ليليان كوهين" من أصول إيطالية التي اشتهرت باسم "كاميليا" وكانت فائقة الجمال، شديدة الإغراء سرعان ما وقعت في شباك الملك "فاروق" أو أوقعته في شباكها، وكانت شديدة التعصب للصهيونية، وقيل أن فاروق قد أخفاها بقصر المنتزه بالأسكندرية حين صدر قرار بالقبض عليها سنة 1948، ويذكر أن رئيس فرع الوكاله اليهوديه فى مصر تمكن من الاتصال بها عن طريق مدرب الرقص اليهودى -- ايزاك داكسون -- واستطاع فهم طبيعة كاميليا وعشقها للفن ورغبتها فى التألق السينمائى وكانت هذه بداية الخيط
لايقاع كاميليا فى شبكة الجاسوسيه وقد اعتمدت خطة الوكاله ادخالها القصر الملكى لمعرفة اخبار الملك والعرش وتحقق لها ما ارادت واصبحت كاميليا عشيقه للملك فاروق وكان طريقها مفتوحا الى حجرة نومه، وكانت نهايتها مأساوية عندما ماتت محترقة اثر سقوط الطائرة التي كانت تستقلها.. السلام عليكم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادثة إفك مارية القبطية
- خلية الأمل .. بين الحصار وضياع الأمل.
- فى الذكرى الثانية عشر لرحيل قديس اليسار/ أحمد نبيل الهلالى
- أسئلة حول المعلم يعقوب حنا القبطى
- الحراك الجزائري ..الى أين؟
- اتفاق الإعلان الدستورى في الخرطوم.. خطوة للأمام
- حول كتيب - مرض اليسارية الطفولى في الشيوعية- للينين
- عن سلطنة عمان .. وتنظيم الأسرة
- -سيدات القمر- للحارثية ..وتحولات سلطنة عمان
- ثورة ديسمبر في السودان وصراع الطبقات
- ما بعد إقرار التعديلات الدستورية في مصر
- رحيل الفنانة القديرة محسنة توفيق، أو -بهية- كما يعرفها المصر ...
- أمه راقية
- بين ثورتين (ثورة السودان وثورة 25 يناير في مصر)
- على هامش لقاء السيسى وترامب
- الأيام الأخيرة في حياة -وفاء-
- دعاوى تعديل الدستور لتكريس إستبداد السلطة
- هل يوجد أمل فى إعادة النهج الديموقراطى لمصر؟
- الطريق الى ثورة 25 يناير
- قراءة جديدة لأحمد فؤاد نجم


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - راقصات مصر في قلب السياسة