|
وِلادة ٌ مُتعَسّرة ٌ .. لحكومة
نادية فارس
الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 12:13
المحور:
المجتمع المدني
هذه ِ الولادة ُ المتعسّرة ُ بحاجة ٍ الى عملية ٍ قيصرية ٍ .. ليس َ لشق ِّ أرحام ِ سياسيينا .. فحاشا للرَحِم ِ الأنثوي ِّ المُقَدّس ِ أن يُخلَق َ في أجسادِهِم
بل لفتح ِ رؤوسِهِم وإخراج ِ جرثومة ِ الطمع ِ والجشع ِ وحب ّ التسلط ِ منها.
لإخراج ِ العفن الفكري وهلوسة ِ الدين ِ وبكتيريا الطائفية .
لاسئصال ِ أورام ِ الكذب ِ والمواراة ِ والأحتماء ِ خلف القومانية ِ الشوفينية والطائفية ِ المسمومة ِ.
لاجتثاث ِ المُعَمّم ِ وشيخ العشيرة وقائد الميليشيا ورئيس الحزب السياسي والعاهرة ِ والمُلاّية والكيشوان والرفيق والخالق الأسطورة ِ والنبي ّ الأناني ّ والراهب ِ الزاني سرّا ً والمثقف المرتزق ... والسماء ِالتي تتبوّل ُ على أحلامنا وحياتنا وصلواتنا وأناشيد ِ أمجادنا الحماسية!
حينذاك فقط .. ستولد ُ الحكومة ُ العراقية!
حين يعترف ُ حزب ُ البعث ِ أنّ بعثه ُ إنّما كان بعثا ً للرزايا والمصاائب!
ويعترف ُ حزب ُ الدعوة ِ أن ّ دعوته لإذلال ِ الشيعة ِ أفلحت بتنفيذ ِ المخطّط ِ الفارسي لتفريس ِ العراق وتدميره!
وحين يعترف حزب الفضيلة ِ أن ّ هدفه الأساسي هو القضاء ُ على الفضيلة ِ!
وحين يعترف ُ الأتحاد الوطني الكوردستاني أن ّ شعاره هو في الحقيقة ِ .. التفريق الوطني العنصري الشوفيني!
وحين يعترف ُ مقتدى الصدر أنّه يجهل ُ السياسة فعلا ًَ.. فأسقطته ُ المرجعية ُ بين فخذيها العاريتين عن كل ّ مايمت ُ للعراق ِ بصلة!
وحين تعترف ُ هيئة ُ علماء المسلمين أنها تستخدم ُ الدين تغطية ً لعملية ٍ سياسية ٍ واقتصادية ٍ ضخمة ّ.
وحين يعترف ُ الديموقراطي الكوردستاني أنه ُ تأسس َ أصلا ً ليكون .. العشائري العنصري الكوردستاني!
وحين يعترف ُ الحزب الشيوعي العراقي بأنه ُ جامل َ الطائفي والقوماني والمتاجر والمجرم .. وهاهم يحاولون تشويه نضاله ومسيرة َ شهدائه وأحلام َ نساءه وأطفاله .. بلصق ِ جرائم ميليشياتهم به .. وعلى طريقة ِ: وعلى نفسها جنت براقش!
حين يعترف ُ كل ّ هؤلاء .. ستولد ُ حكومة ٌ عراقية ٌ يتساوى الأنسان ُ لديها مع الأنسان!
عملية ٌ قيصرية ٌ .. لابُد ّ منها !
لكنها صعبة ٌ .. فالعناصر اللاعبة ُ هنا هي الدولار والرجال والبندقية!
الدولار الذي يسيل ُ من حيث لايدرون .. مليارات الدولارات من عوائد النفط ِ .. والتي تُغذي النار المشتعلة َ في العراق .. الحارقة للأخضر واليابس فيه!
عائدات النفط التي تُديم ُ الجريمة َ والعنف بدلا ً من توظيفها للبناء!
عفوا ً!
أخطأت!
بل يوجد بناء !
وكيف لنا أن ننسى بناء القصور وشراء العقارات وتأسيس الشركات التجارية في خارج العراق؟
أليس هذا بناءاً؟
بناء ُ مقابر جديدة في النجف واستحداث ُ مقابر في كربلاء !
أليس هذا بناءا ً لسكان العراق؟ فقد اختنقت أراضي النجف ومقابرها بعدد الأموات .. فأنجزت حكومة ُ التحرير إنجازها التاريخي بتوسيع رقعة المقابر الى مدينة كربلاء .. المقدسة أيضا ً ! ماكو فرق .. مو؟
الأحزاب ُ التي وعدت العراقيين قبل حرب القضاء على الصنم وحادثة نعال أبو تحسين الشهيرة.. ببناء وحدات ٍ سكنية تؤويهم .. اتخذت الحل ّ الأرخص لبناء هذه الوحدات السنية في مقابر يدخلها مائة عراقي وعراقية ٍ كل ّ يوم!
ولاندري إن تمكن العراقيون من مسك نعالاتهم مرة أخرى .. فكم من أبي تحسين سيظهر!
عنصر ُ الصراع الاخر .. بعد الدولار .. هم الرجال!
الرجال ُ العاطلون عن العمل .. والمتخلفون عن كل ّ ماهو حضاريّ وفكري ّ ومبدع!
الرجال ُ الذين يرومون امتلاء أفواههم وأمعدتهم .. بعد جوع الحصار الأقتصادي وفشل حرب التحمير في إشباع حاجاتهم الغريزية .. يتعرضون لحالة ِ استغلال بشعة بتوظيفهم في ميليشيات ٍ منظمة لتخريب العراق.
الرجال ُ الذين يفهمون الموت بطريقة ٍ واحدة . .فأطلاقة ُ البندقية ِ والجوع وغضب ُ رئيس الحزب .. تؤدي جميعا ً الى الموت!
هم يحسبونها بغرائزهم .. وليس بعقولهم .. ليس بمقاييس الأخلاق .. ولابمقاييس الوطنية !
ورؤوساء الأحزاب الشبعانين .. يحسبونها بعقولهم .. جوّع كلبك يتبعك!
تفشّي البطالة ِ وخصخصة ِ أعمال ِ السرقات ِ المليونية.. ولّدت الحاجة َ الى ايجاد منافذ لاستغلال طاقات الملايين من رجال العراق ! فكانت الميلشيات هي الحجر الذي يضرب عدّة عصافير في آن ٍ واحد .. أوّلها ممارسة ُ الضغط على الحكومة والبرلمان وآخرها السيطرة على الشارع العراقي .. إن كان هناك أي ّشارع أصلاً!
العنصر الثالث في الصراع هوالبندقية !
لعن الله بائعُها وشاريها وحاملها وجالسها ومتدربها ومقتنيها .. والمُخَدّر ُ بسحرها!
صارت البندقية ُ سيدا ً في الشارع العراقي لحماية الأحزاب .. والملالي والأرهابيين والسلطويين وزوجات المعممين وأولاد ُ الشوارع والمجرمين وعشاق الشاذين جنسيا ً والمتخرجين من سجون العراق اللاسياسيين .. وبائعات القيمر والروبة .. وأصحاب الجواميس .. وفرق الموت ومخبري الأسايش .. ومنتسبي وزارة حقوق الأنسان.. وعضوات البرلمان المستكينات ِ الى مطابخهن !
البندقية ُ تتكلّم حين يصمت ُ الجميع ُ.. وللأسف فالكل ّ صامتون !
وحين يتحدث ُ أحدهم .. فأنك َ تتمنى لو أنّه لم يتحدث ! فأما كاذب ٌ مكشوف ٌ كذبه ُ .. وإما طائفي ّ ٌ يقطر ُ كراهية .. وإما قوماني ّ يفيض ُ الحقد ُ من لسانه وقلبه !
حين تتحدث ُ البندقية .. تبدأ حملة اعمار العراق .. في مقابر النجف وكربلاء!
وتزدهر ُ ثقافة ُ القراءات الحسينية في قاعات الحرم الجامعي للجامعات العراقية !
ويُصبح باسم الكربلائي سيّد المبيعات في محلاّت ِ بيع التسجيلات الموسيقية !
وتدخل ُ نساء العراق في عملية ِ تعبئة ٍ جماعية ٍ في أكياس سوداء من هاماتهن وحتى آخر طرف ٍ من أظافرهن ّ!
ويتحوّل ُ المسرح ُ العراقي الى استعراضات ٍ عاشورائية ٍ لما فعله الشمر بن ذي الجوشن ويزيد ابن ابيه!
ويُقتل ُ طلبة ُ الجامعة ِلقيامهم بسفرة ٍ جامعية ٍ!
حين تتحدث ُ البندقية ُ..
يتحوّل ُ البرلمان العراقي الى سوق هرج !
ويعلو صوت رئيس أكبر الميليشيات عددا ً وعُدّة .. وتخبو أصوات الأقليات العرقية والدينية والعناصر المسالمة ِ والداعية الى الوحدة لوطنية !
وتخرس النساء ُ لأنهن عورة ! رغم أن ّ رجالنا لم يتركوا عورة ٌ إلاّ وحازوها بكل ّ صفاقة !
حين تتحدث البندقية .. يختار الحزب الذي يمتلك بنادق أكثر .. وزاراته!
ويُفرض ُ السارق والدجّال َ والكاذب َ والمجرم َ.. على الحكومة !
ويتوزع ُ العراق ُ الى شظايا متبقية من مخلفات ِ وطن !
و.. آهٍ ياعراق!
#نادية_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تنابلة السلطان
-
خصخصة ٌديموقراطية! ومهمّة ٌذكيّة
-
حتى لو يجي .. الله
-
أطوار..التي ماتت بأناقة
-
الطريق إلى .. أبي غريب
-
سيّدُها صدّام .. سيُّدها العاشق ..سيّدُها الطالباني .. سيّدُ
...
-
هل نسعى لتغيير ِأنظمة الدولِ المانحةِ للجوء؟
-
قمرجي بغداد في دولة الحرام والحلال والفتاوى
-
كيف اكتسحَ الشوفينيون الأكرادُ .. العراق؟
-
همزين ماراح الولد.. ربّك ستر!
-
الأنتخابات .. في حارة كلمن إيدو إلو
-
صلوات في معبد الضمير .. هُنّ! 2 نادية محمود تخترق السقف الزج
...
-
نساء ..في مهب الريح 14 / إعكَالك .. جلّب باللوري
-
حضارة ُ المقابر ِ الجماعية ِ .. والتعذيب ِ الجماعي
-
صلوات ٌ في معبدِ الضميرِ.. هُنَّ 1
-
الكاتب العراقي وقضية التمييز الجندري 13 نساء في مهب الريح
-
ناهدة الرماح .. أسيرة ً للإحباط
-
نساء في مهب الريح 12 خذلوا المرأة العراقية
-
نساء في مهب الريح -11- ساقوهن .. الى حتفهن
-
من أجـل دســــتور مــدنـي ...ويســـتمر الاعـتـصــام
المزيد.....
-
مكتب إعلام الأسرى يعلن عن أسماء الفلسطينيين المقرر خروجهم في
...
-
البيت الأبيض: في ظل ترامب لن يكون للمهاجرين غير الشرعيين أي
...
-
بريطانيا تغيّر قواعد التأشيرات للاجئين الأوكرانيين
-
محللون: الأونروا تواجه تحديات وستعمل بكامل طاقتها بمجرد فتح
...
-
رغم محاولة طمس الحقائق... محققو الأمم المتحدة يؤكدون وجود -أ
...
-
قلق أممي من تدهور الوضع الإنساني في جنين نتيجة العدوان الإسر
...
-
مكتب إعلام الأسرى: الاحتلال يفرج غدا في إطار الدفعة الرابعة
...
-
الأمن السوري: اعتقال رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا ع
...
-
نائب أوكراني سابق يتهم جهاز الأمن الأوكراني بإنشاء معسكر اعت
...
-
-بينهم محكومون بالمؤبد-..مكتب إعلام الأسرى يكشف أسماء الفلسط
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|